وسط تصاعد التهديدات الإقليمية.. أمريكا تعزز حضورها العسكري بالشرق الأوسط

الشرق الأوسط على شفا الانفجار.. تصاعد التوترات والحرب الشاملة تقترب

شروق صبري
غارات إسرائيلية في خان يونس بجنوب قطاع غزة في 8 أغسطس 2024

تعزز  الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط بعد مقتل قادة بارزين في حماس وحزب الله، مع تصاعد التوترات الإقليمية.


أمر وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، بتسريع انتشار الطائرات المقاتلة والسفن الحربية ومجموعة الهجوم “أبراهام لينكولن” إلى منطقة الشرق الأوسط، بالتزامن مع نشر غواصة صواريخ موجهة. وفق ما ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأحد 12 أغسطس 2024.

ويأتي هذا القرار بعد محادثات أجراها مع نظيره الإسرائيلي، يوآف جالانت. وقد لوحظ أن الإعلان العام عن نشر الغواصات نادر في تقارير وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بينما تستعد المنطقة لهجمات محتملة من إيران وحلفائها بعد مقتل أعضاء كبار في حماس وحزب الله.

خلفيات التصعيد وتداعياته

تسعى الولايات المتحدة إلى تعزيز الدفاعات الإسرائيلية في ظل تصاعد التهديدات من إيران وحلفائها، بعد مقتل قادة بارزين في حماس وحزب الله. في 31 يوليو، حيث قُتل إسماعيل هنية، الزعيم السياسي لحركة حماس المدعومة من إيران، في العاصمة الإيرانية طهران، مما أثار تهديدات إيرانية بالانتقام ضد إسرائيل.

وألقت إيران باللوم على إسرائيل في عملية القتل، لكن إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها. بينما قُتل قائد عسكري بارز في حزب الله اللبناني، فؤاد شكر، في غارة إسرائيلية على بيروت، مما زاد من المخاوف من تحول النزاع في غزة إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط.

تطورات المفاوضات

في الوقت الذي تتواصل فيه الجهود الدولية لاحتواء النزاع، تبدو حركة حماس مترددة في العودة إلى محادثات وقف إطلاق النار. دعا زعماء الولايات المتحدة ومصر وقطر إسرائيل وحماس إلى استئناف المحادثات بهدف إنهاء النزاع وإطلاق سراح الرهائن بحلول 15 أغسطس.

ورغم ذلك، أصدرت حماس بياناً يطالب الوسطاء من الولايات المتحدة ومصر وقطر بتقديم خطة لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه الشهر الماضي، بدلاً من تقديم مقترحات جديدة.

الضغوط الدولية

في تطور آخر، أيد زعماء فرنسا وألمانيا وبريطانيا دعوات لوقف إطلاق النار في غزة، وعودة الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق. وشدد البيان المشترك على ضرورة إنهاء القتال فوراً وتوفير المساعدات الإنسانية لسكان غزة.

في غضون ذلك، فرّ آلاف الأشخاص من مدينة خان يونس في جنوب غزة بعد تحذيرات الجيش الإسرائيلي من عملية جديدة لطرد مقاتلي حماس الذين يُزعم أنهم أعادوا تنظيم صفوفهم هناك. شهدت خان يونس دماراً واسعاً خلال المعركة التي خاضها الجيش الإسرائيلي في بداية العام الجاري.

مقترحات وقف إطلاق النار

كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قد قدم مقترحاً من ثلاث مراحل لوقف إطلاق النار في خطاب له في 31 مايو. ومنذ ذلك الحين، حاولت واشنطن والوسطاء الإقليميون ترتيب صفقة وقف إطلاق النار مقابل الرهائن، لكنهم واجهوا عقبات متكررة.

ويدعو العرض إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين وإعادة إعمار غزة عبر ثلاثة مراحل وهي:

المرحلة الأولى

ستستمر هذه المرحلة ستة أسابيع وستشمل وقف إطلاق نار “كامل وشامل” وانسحاب القوات الإسرائيلية من “جميع المناطق المأهولة بالسكان” في غزة و”إطلاق سراح عدد من الرهائن بما في ذلك النساء وكبار السن والجرحى في مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين”.

وخلال هذه المرحلة سيعود المدنيون الفلسطينيون إلى منازلهم وأحيائهم في جميع مناطق غزة، في حين ستزداد المساعدات الإنسانية إلى 600 شاحنة تحمل المساعدات إلى غزة كل يوم.

المرحلة الثانية

وصف بايدن المرحلة الثانية بأنها “نهاية دائمة للأعمال العدائية”. ومع ذلك، أضاف أن المفاوضات للوصول إلى المرحلة الثانية قد تستغرق أكثر من ستة أسابيع حيث ستكون هناك خلافات بين الجانبين.

ووفقاً لبايدن، ستشهد المرحلة الثانية إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين على قيد الحياة، بما في ذلك الجنود الذكور، بينما ستنسحب القوات الإسرائيلية من غزة. وأضاف: “وبما أن حماس تفي بالتزاماتها، فإن وقف إطلاق النار المؤقت سيصبح، على حد تعبير الاقتراح الإسرائيلي، وقفاً للأعمال العدائية بشكل دائم”.

المرحلة الثالثة

في المرحلة الثالثة، ستبدأ خطة إعادة الإعمار الكبرى في غزة، وسوف يتم إعادة أي رفات أخيرة للرهائن الذين قتلوا إلى أسرهم.

وقال بايدن إن الدول العربية والمجتمع الدولي سوف يشاركون أيضًا في الصفقة لإعادة بناء غزة “بطريقة لا تسمح لحماس بإعادة التسلح”. وأضاف أن واشنطن ستعمل مع شركائها لإعادة بناء المنازل والمدارس والمستشفيات في غزة، حيث أدت الحرب إلى نزوح ما يقرب من 2.3 مليون نسمة وتسببت في انتشار الجوع على نطاق واسع.

 

ربما يعجبك أيضا