«حفرة الجحيم».. تقرير صادم عن انتهاكات إسرائيل بحق الأسرى الفلسطينيين

عبدالمقصود علي
سجن سدى تيمان الإسرائيلي

“تقرير منظمة “بتسيلم” الذي جاء بعنوان “مرحبًا بكم في الجحيم”، ليس مجرد تقرير عما يحدث في السجون الإسرائيلية، بل هو تقرير عن إسرائيل نفسها”.

تحت هذه الكلمات نشر موقع “Spirit’s FreeSpeech” الناطق بالفرنسية مقالًا للكاتب جدعون ليفي، سلط فيه الضوء على سجون الاحتلال الإسرائيلي التي قتل فيها 60 فلسطينيًا في 10 أشهر، بينما قُتل في معتقل جوانتانامو الأمريكي الذي افتتحته الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، 9 معتقلين فقط.

فكر سائد

منذ عدة أشهر، يروي الفلسطينيون الذين أُفرج عنهم من السجون بعد السابع من أكتوبر، ومعظمهم أُفرج عنهم دون توجيه اتهامات إليهم، تقليص حصص الطعام، والعنف في السجون أو مركز الاحتجاز وفي الطريق إلى جلسات المحاكمة، والاكتظاظ الشديد والحرمان من العلاج الطبي الكافي، الأمر الذي أدى حتى إلى إزهاق أرواح البعض.

كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور توضح بشكل صادم ما يحدث بعيدًا عن الأعين، سجناء قبل وبعد الإفراج عنهم، تظهرهم نحفاء ومرضى بشكل واضح بعد إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية.

وقال الكاتب: “من يريد التعرف على الفكر السائد في إسرائيل عليه أن يلاحظ كيف تجاهلت معظم وسائل الإعلام تقرير بتسليم، الذي كان ينبغي أن يثير الغضب والصدمة، فوثائق الاغتصاب الجماعي التي نشرتها القناة 12 الإخبارية لم تسلط الضوء فقط على معتقل سدي تيمان، بل أظهرت الوجه الحقيقي للبلاد”.

جدل دائر

أضاف أنه رغم تجاهل تقرير “بتسيلم” بشكل شبه كامل، حتى بعد الأدلة التي قدمتها القناة الـ12 العبرية، فإن الجدل لا زال دائرًا عن احتجاز الجنود المذكورين في التقرير المتهمين باغتصاب أسرى فلسطينيين.

كما أنه لسوء الحظ، يتابع ليفي، استمر مذيع القناة في وصف ضحية الاغتصاب بـ”الإرهابي”، رغم كشفه سابقًا أن ضحية الاغتصاب لم يكن عضوًا في حماس بل كان مجرد رجل بسيط.

وتساءل ساخرًا: “ماذا فعل هذا “الإرهابي” بالضبط؟ ولماذا كان في السجن؟ هل لأن راتبه يدفع من قبل حكومة قطاع غزة؟، فصورة جسده وهو يرتجف من الألم، ويرتعش بينما يختبئ المغتصبون خلف المدافعين عنهم، كان ينبغي أن تعذب ضمير الجميع”.

الشعب صاحب القرار

رغم كل ذلك، يشير الكاتب: “يبدو هذا ليس ضمير معظم الإسرائيليين، فيوم الثلاثاء، قطع إسرائيليون جلسة لمحكمة العدل العليا لمناقشة الالتماس المقدم لإغلاق مركز التعذيب في “سدي تيمان”، بسبب صراخ الحضور الذين رددوا “الشعب هو صاحب القرار”.

متظاهرون يحملون لافتة كتب عليها “إنه جوانتانامو”

متظاهرون يحملون لافتة كتب عليها “إنه جوانتانامو”

وبين ليفي أنه عندما تقرأ تقرير “بتسيلم” المكون من 94 صفحة، والذي “يجعلك لا تنام”، تدرك أن هذا ليس حادثًا استثنائيًا، بل تعذيب روتيني، يرقى إلى مستوى السياسة، وخلافًا للتعذيب الذي يمارسه الشاباك، والذي يفترض أنه يسعى لتحقيق هدف أمني، انتزاع المعلومات، فإن الأمر هنا يتعلق فقط بإشباع الدوافع السادية.

وتابع في إشارة إلى المشاهد المصورة التي انتشرت في الفترة الماضية: “انظر كيف كان يقترب الجنود بهدوء لينفذوا مخططاتهم الشريرة، وسط عشرات الجنود الآخرين الذي يتابعون المشهد، وعلموا بذلك لكنهم ظلوا صامتين، ويبدو أنهم شاركوا أيضًا في طقوس العربدة المماثلة، وفقًا لعشرات الشهادات التي وردت في تقرير بتسيلم”، واختتم ليفي مقاله بالقول: “اللامبالاة تجاه كل هذه الأمور هي ما يميز إسرائيل، الشرعية العامة هي ما يميز إسرائيل، ففي معتقل خليج جوانتانامو الذي افتتحته الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر قتل 9 سجناء خلال 20 عامًا، هنا 60 معتقلًا في 10 أشهر، ماذا يمكنني أن أقول؟”.

ربما يعجبك أيضا