مرصد مراكز الأبحاث| مخاطر توسع حرب غزة.. ونشاط إيران في أمريكا اللاتينية

محمد النحاس
مرصد مراكز الأبحاث

نستعرض في مرصد مراكز الأبحاث هذا الأسبوع، مخاطر توسّع الحرب في غزة إلى صراع إقليمي شامل، والنشاط الإيراني المُتزايد في أمريكا اللاتينية وتداعياته، وعودة الصواريخ بعيدة المدى إلى أوروبا.

بالإضافة إلى مخاطر انزلاق روسيا وأوكرانيا لنزاع في “جبهة جديدة غير متوقعة”، كما نسلط الضوء على بروز منصات التواصل الاجتماعي في ظل التطورات التقنية المتسارعة كتحدٍ جديد للدول والحكومات.

حرب غزة.. هل يريد القادة السلام؟

حرب غزة

حرب غزة

مع تواصل جهود الوسطاء لوقف الحرب في غزة، هناك سؤال أساسي عادةً لا يُطرَح، هل توجد رغبة جادة من جانب قادةً إسرائيل وحماس لوقف التصعيد وإرساء الهدنة؟

يستبعد تحليل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS وجود إرادة سياسية لدى كلًا من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وزعيم حماس يحيى السنوار لوقف الحرب، حيث يرى نتنياهو أن العمل العسكري سيقود لإضعاف حماس وتقويض قدراتها.

ورغم انخفاض شعبيته، يحظى نتنياهو بدعم الحلفاء اليمينيين الذين يعارضون تقديم تنازلات، كما يرى دعمًا أمريكيًا قويًا للأمن الإسرائيلي، مما قد يعزز موقفه في استمرار النزاع، وعلى الجهة الأخرى فإن صعود يحيى السنوار، والذي جرى اختياره زعيمًا سياسيًّا خلفًا لإسماعيل هنية، الأكثر اعتدالًا، يزيد من تعقيد مشهد المفاوضات.

ويرى السنوار، وفق التحليل، أن تدمير غزة “أداة استراتيجية” وليس نكسة، كما أنها تفضح صورة إسرائيل أمام العالم وتسقطها في براثن حرب استنزاف طويلة الأمد، وبالتالي يخلص مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إلى أن كلا الزعيمين يفضلان أهدافهما الاستراتيجية والأيديولوجية على السلام.

الحرب الشاملة تقترب في الشرق الأوسط

الحرب الشاملة تقترب في الشرق الأوسط

الحرب الشاملة تقترب في الشرق الأوسط

دخلت الأزمة في الشرق الأوسط مرحلة جديدة مع اغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر، ورئيس حركة حماس السابق إسماعيل هنية، ما يهدد بحرب إقليمية شاملة، وفق تحليل لمؤسسة “بروكينجز” الأمريكية.

وقد أظهر حزب الله تطورًا كبيرًا في إمكانته العسكرية منذ حرب 2006، مع تسليح متقدم وشبكة أنفاق متطورة وتغيير ديناميات في المنطقة إجمالًا، مع تعزيز تعاون إيران مع حلفائها مثل الحوثيين، وفق التحليل.

وعلى الصعيد الدولي، أظهرت الولايات المتحدة استعدادًا أكبر للانخراط في الصراع، وشكلت تحالفات استراتيجية ونشرت الأصول العسكرية، وسخرت إمكاناتها الدبلوماسية للتعامل مع الأزمة، كل هذه المعطيات تأتي كما يشير تحليل المؤسسة الأمريكية ختامًا، فيما تواجه جهود التوصل للهدنة وإحلال السلام تحديات كبيرة.

توسع النفوذ الإيراني في أمريكا اللاتينية

توسع النفوذ الإيراني

توسع النفوذ الإيراني

يحذر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي من أن إيران في السنوات الأخيرة قد وسعت من نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي في أمريكا اللاتينية، مستفيدةً من صعود الأحزاب اليسارية.

وتعتبر إيران، فنزويلا مركزًا رئيسًا لأنشطتها في القارة، وتشمل العلاقات تعاونًا عسكريًا وأمنيًا، كما تعزز إيران روابطها مع بوليفيا ونيكاراجوا وكولومبيا، بينما تسعى أيضًا لتوسيع نفوذها في البرازيل.

ويزعم تحليل المعهد الإسرائيلي أن طهران تسعى لاستخدام وجودها في المنطقة لأغراض عملياتية.

وفي الوقت نفسه، يبدو أن الولايات المتحدة غير مُنتبهة لهذه التهديدات، والتي يعتبرها التحليل تهدد “المصالح الاستراتيجية” للولايات المتحدة وللدولة العبرية على حدٍ سواء.

عودة الصواريخ الأمريكية بعيدة المدى إلى أوروبا

عودة الصواريخ الأمريكية إلى أوروبا

عودة الصواريخ الأمريكية إلى أوروبا

مع استمرار حرب أوكرانيا، وخرق روسيا لاتفاقيات الحد من الأسلحة، اتفقت واشنطن مع برلين مؤخرًا على نشر صواريخ أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا، ما أثار اهتمامًا واسعًا بين حلفاء الناتو الأوروبيين الذين يسعون للحصول على قدرات مماثلة.

ومن المتوقع نشر الصواريخ الأمريكية في ألمانيا 2026، وهي خطوة قارن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بينها وبين قرار الناتو عام 1979 بنشر صواريخ نووية في أوروبا وتوعد بـ”رد مناسب”، وإجمالًا يرى الروس الخطوة أنها استفزاز خطير.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أطلقت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا برنامجًا مشتركًا لتطوير نظام صواريخ طويل المدى مع فتح المجال لمشاركة أوسع من دول الناتو لتخفيض تكاليف التطوير والإنتاج.

يرى التحليل أن الاتفاق بين واشنطن وبرلين، إلى جانب برنامج الصواريخ بعيدة المدى الأوروبي، يؤكد أن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يتبنى مسارات جديدة للتعامل مع التهديدات الجيوسياسية، وأن أوروبا المستقبلية تختلف تمامًا عن نسختها السابقة من الناحية العسكرية.

إفريقيا «ساحة جديدة» للحرب بين روسيا وأوكرانيا

إفريقيا «ساحة جديدة» للحرب بين روسيا وأوكرانيا

إفريقيا «ساحة جديدة» للحرب بين روسيا وأوكرانيا

في الوقت الذي تسعى فيه روسيا لتعزيز حضورها في القارة الإفريقية مع أفول النفوذ الغربي، ظهر خصمها التقليدي، لكن ظهوره لم يكن متوقعًا في القارة السمراء على وجه التحديد، وهو أوكرانيا.

وتعرضت قوات “فاجنر” الروسية لخسائر فادحة في معركة مع المتمردين الطوارق في مالي، وتُتهم أوكرانيا بتقديم الدعم للمتمردين، وهو ما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين مالي وأوكرانيا، وفق تحليل لمعهد الدراسات الأمنية الإفريقي.

الهجوم الذي أشارت العديد من التقرير إلى ارتباطه بجهود استخبارية أوكرانية يمثل ضربة لموسكو التي كانت تسعى لتوسيع نفوذها، أو على الأقل مقاومة الجهود الغربية لاستعادة مواقعها المفقودة في إفريقيا.

منصات التواصل.. تحديات جديدة تواجه الدول والحكومات

منصات التواصل.. تحديات جديدة تواجه الدول والحكومات

منصات التواصل.. تحديات جديدة تواجه الدول والحكومات

أسهم انتشار نظريات المؤامرة والمعلومات المضللة على المنصات الرقمية في تصاعد العنف في المملكة المتحدة على مدار الأسابيع الماضية، والذي قادته تيارات يمنية متطرفة، وأصبحت منصة X (تويتر سابقًا) ومالكها إيلون ماسك في صلب الانتقادات، خاصةً بعد مواجهته مع رئيس الوزراء كير ستارمر بشأن الفوضى الحالية.

التحذيرات التي وجهتها الحكومة البريطانية لشركات التكنولوجيا بشأن نشر المعلومات المضللة لم تكن كافية، فقد كان للعديد من المنصات دورًا أساسيًا في الأحداث، بحسب تحليل لمعهد “تشاتام هاوس” البريطاني.

وعلى مدار العقدين الماضيين، كان يُعتقد أن المنصات الرقمية غير قابلة للانخراط في صراعات المجال العالم، ولكن الواقع أثبت عكس ذلك، حيث أصبحت هذه المنصات جزءًا أساسيًا من البنية السياسية والاجتماعية والثقافية.

وإجمالًا تواجه العديد من الدول تحديات جديدة في التعامل مع المنصات الرقمية التي قد تتعارض مع قيمها، كما لم يعد من السهل التحكم في التكنولوجيا وإقرار قوانين وتشريعات لضبطها، ومع اتساع الفجوة بين الحكومات والتكنولوجيا يدعو التحليل إلى مراجعة جادة في كيفية تنظيم واستخدام منصات التواصل الاجتماعي بشكل يوازن بين حرية التعبير والحد من الأضرار الناجمة عنها.

ربما يعجبك أيضا