هل يكون بايدن آخر رئيس صهيوني للولايات المتحدة؟

لماذا يتهم ترامب كامالا هاريس بمعاداة السامية رغم أن زوجها يهودي؟

بسام عباس
كامالا هاريس

يبدو أن حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، لا يحمل ضغينة بسبب خسارته أمام حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، نائبًا للمرشحة الديمقراطية للرئاسة كامالا هاريس، فهل خسر شابيرو بسبب أصوله اليهودية ودعمه القوي لإسرائيل؟

وكما كان متوقعًا، سارع الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إلى وصف قرار هاريس بأنه ينصب في خانة معاداة السامية، وقال صراحة، خلال مقابلة مع قناة “فوكس” التلفزيونية: “كان ذلك لأن شابيرو يهودي”.

إثارة الانقسامات

قالت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، في مقال نشرته أمس الثلاثاء 13 أغسطس 2024، إن اتهام ترامب سخيف، بطبيعة الحال، فهاريس متزوجة برجل الأعمال اليهودي دوج إيمهوف. لكن، بالنسبة إلى ترامب، لا يُسمح للحقائق أبدًا بأن تعترض طريق سردية مؤذية جيدة، لافنة إلى أن ترامب كان يروج لهذا الخط “المعادي للسامية” بشأن هاريس منذ أسابيع.

وأضافت أنه كالت يحاول إثارة الانقسامات السياسية داخل الحزب الديمقراطي المنقسم بشدة بشأن الحرب في غزة، والاستفادة من التوترات داخل المجتمع اليهودي بشأن الحرب الإسرائيلية على غزة، ويحاول ترامب اللعب على وتر الانتماءات السياسية اليهودية الأمريكية، كما فعل عام 2020، عندما زعم أن اليهود، الذين يصوتون للديمقراطيين، “غير مخلصين لإسرائيل”.

تأثير اليهود الأمريكيين

ذكرت المجلة أن تكتيكات ترامب ليست مفاجئة، فمن بين كل 10 يهود أمريكيين يتعاطف 7 منهم مع الحزب الديمقراطي أو يميلون إليه، ومنذ ترشح فرانكلين روزفلت، للمرة الأولى، للرئاسة في عام 1932، صوت معظمهم للديمقراطيين في السباقات الرئاسية، لكن في الأعوام الأخيرة، صوت عدد أكبر من اليهود الأمريكيين للجمهوريين.

وأضافت أن هذا التحول تشكَّل جزئيًا من خلال صعود معاداة السامية المزعومة ضد اليسار، ففي حين يشكل اليهود نحو 2.4% فقط من سكان أمريكا البالغين، ولديهم سجل قوي في المشاركة الفعلية في التصويت. وفي سباق متقارب، قد يؤدون دورًا مهمًا في عدد قليل من الولايات المتأرجحة.

كارثة لإسرائيل

قالت المجلة إن الديمقراطيين التقدميين المؤيدين للفلسطينيين كانوا يضغطون على هاريس، وكان عليها وعلى مساعديها في حملتها الانتخابية من أجل تجنب شابيرو، بحجة أن من شأن اختياره أن يخاطر في ردع الناخبين التقدميين، والأمريكيين العرب، في ولاية ميشيجان، التي تشكل ساحة معركة، ما يثير حفيظة الكثير من الديمقراطيين اليهود.

وأضافت أن دعوة هاريس إلى وقف إطلاق النار الفوري في غزة، في وقت سابق من هذا العام، ودعمها الاتفاق النووي الإيراني حين كانت عضوًا في مجلس الشيوخ، مثالان يُظهران وجهة نظرها تجاه إسرائيل. ويعتقد زفيكا كلاين، من صحيفة “جيروزالم بوست”، أن “هاريس، إذا صارت رئيسة، فستكون كارثة لإسرائيل وللشعب اليهودي”.

التركيبة السكانية

أوضحت المجلة أن موقف هاريس يعكس صورة أمريكا المتغيرة، وخصوصًا من حيث التركيبة السكانية، فقد تضاعف عدد الأمريكيين من أصل عربي 4 مرات تقريبًا، منذ عام 1980، وبين أسرع الجاليات العربية نموًا في العالم، نما عدد الأمريكيين العرب بنسبة 30% من عام 2010 إلى عام 2022، ويبلغ إجماليه حاليًا نحو 3.5 مليون.

وأشارت إلى أن أسرع المجموعات الديموغرافية نموًا في الولايات المتحدة هي مجموعة الأمريكيين الآسيويين واللاتينيين، فهؤلاء ليس لديهم أي روابط بأوروبا أو الشرق الأوسط، ما يشير إلى وجود تأثيرات جديدة، دوافعها داخلية، على السياسة الخارجية الأمريكية، من المرجح أن تؤدي إلى تآكل مصداقية الحزب الديمقراطي كحليف لإسرائيل.

آخر الرؤساء الصهاينة

أوضحت المجلة أن هذا ليس غائبًا عن السياسيين والاستراتيجيين الإسرائيليين التقدميين، الذين يتكهنون أيضًا إلى متى سيظل الديمقراطيون وأمريكا “أفضل أصدقاء إسرائيل”، ولكن القلق الحقيقي يكمن في أن الرؤساء الأمريكيين في المستقبل قد يعودون إلى موقف البلاد الافتراضي تجاه إسرائيل في الأعوام التي تلت تأسيس الدولة اليهودية مباشرة.

ولفتت إلى أن الرئيسان هاري ترومان ودوايت د. أيزنهاور رفضا تزويد إسرائيل بالأسلحة، خوفًا من أن تنضم مصر إلى الكتلة السوفيتية، وبناءً على هذا، كانت فرنسا المورد الرئيسي لإسرائيل، خلال العقدين الأولين، من وجودها، حيث كانت إسرائيل تستغل تعويضات الحرب الألمانية لتتمكن من شراء الأسلحة.

ولم يرفع الحظر الأمريكي على الأسلحة إلا في عهد الرئيس جون ف. كينيدي، في خطوة صُممت جزئيًّا لمساعدة الديمقراطيين على حشد مزيد من الأصوات اليهودية الأمريكية، ومع تغير أمريكا، ستتغير الحسابات الانتخابية أيضًا، ولكن هناك العديد من اليمينيين قلقون من أن يكون بايدن آخر رؤساء الولايات المتحدة الصهاينة.

ربما يعجبك أيضا