كيف استغلت إسرائيل الذكاء الاصطناعي في ضرب الفلسطينيين؟

معلومات دقيقة.. كيف استهدف الذكاء الاصطناعي المدنيين في غزة؟

أحمد الحفيظ

في تحول جذري بساحة النزاعات المُسلحة، استخدمت إسرائيل في حربها على قطاع غزة خدمات التخزين السحابي والذكاء الاصطناعي، التي تقدمها شركات تقنية كبرى مثل أمازون وجوجل ومايكروسوفت، لاستهداف الفلسطنيين، الأمر الذي أثار تساؤلات بشأن تأثير هذه التكنولوجيا على حقوق الإنسان.

وبحسب موقع “Responsible Statecraft”، في تقرير نشره الثلاثاء 13 أغسطس 2024، فإن الجيش الإسرائيلي لجأ إلى هذه الخدمات بعد أن أصبحت الأنظمة الداخلية مثقلة خلال الهجوم البري في أكتوبر، وهو الأمر الذي منحه قدرات تخزين غير محدودة وتحليل بيانات معقدة باستخدام الذكاء الاصطناعي، مما ساعد في تحسين كفاءته العملياتية.

تفاصيل دقيقة

التخزين السحابي أتاح للجيش الإسرائيلي تخزين كميات ضخمة من المعلومات الاستخباراتية، بما في ذلك البيانات التي جُمعت من مراقبة جماعية لسكان غزة.

يُعتقد أن هذه المعلومات تشمل تفاصيل عن معظم سكان القطاع، وكانت هذه القدرة ضرورية، حيث أن الأنظمة العسكرية التقليدية لم تكن قادرة على التعامل مع الكم الهائل من البيانات، خصوصًا مليارات الملفات الصوتية.

أنظمة داخلية للجيش

إحدى المصادر كشفت أن هذه التكنولوجيا ساعدت في بعض الأحيان على تأكيد الضربات الجوية في غزة التي استهدفت نشطاء فلسطينيين، رغم أن هذه الضربات أسفرت عن إصابات بين المدنيين أيضًا.

ورغم هذا التعاون الكبير مع شركات التقنية، أكد الجيش الإسرائيلي أن المعلومات السرية الأكثر حساسية لم تُخزن على السحابات العامة، بل احتفظ بها على الأنظمة الداخلية للجيش.

مشروع نيمبوس

في 2021، وقعت إسرائيل عقدًا بقيمة 1.2 مليار دولار مع جوجل وأمازون تحت اسم “مشروع نيمبوس”، والذي كان يهدف إلى نقل أنظمة المعلومات الحكومية إلى السحابة العامة، لكن منذ أكتوبر 2023، بدأ الجيش باستخدام هذه السحابات في تخزين معلومات استخباراتية حساسة، مما أثار جدلًا واسعًا داخل وخارج إسرائيل.

ومع ازدياد الاعتماد على السحابة، أظهرت بعض الأوساط داخل الجيش الإسرائيلي مخاوف بشأن أمان المعلومات، لكن هذه المخاوف تضاءلت أمام الفوائد الكبيرة التي توفرها التكنولوجيا، كما أن إنشاء مراكز بيانات محلية تحت “مشروع نيمبوس” في إسرائيل ساهم في تقليل المخاوف من التدخلات الخارجية أو المطالب القانونية من المحاكم الدولية.

بيانات سريعة

القدرات المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي التي توفرها الشركات السحابية منحت الجيش الإسرائيلي ميزة إضافية، حيث تمكنت وحدات الاستخبارات من الحصول على بيانات تحليلية دقيقة وسريعة، كانت في السابق تستغرق أشهرًا أو سنوات لتطويرها داخليًا.

ومع ذلك، لم تُخزن المعلومات الأكثر حساسية على السحابات العامة، مما يعني أن البيانات التشغيلية بقيت داخل الأنظمة الداخلية للجيش.

أزمة أخلاقية

هذا التعاون بين الجيش الإسرائيلي وشركات التكنولوجيا العملاقة يشير إلى تحول كبير في استخدام التكنولوجيا في النزاعات المسلحة.

ومع تزايد المخاوف من استخدام هذه القدرات في انتهاك حقوق الإنسان، تبقى قضية التخزين السحابي ودور التكنولوجيا في النزاعات موضوعًا شائكًا يثير الكثير من التساؤلات الأخلاقية والقانونية.

ربما يعجبك أيضا