هل تنجح مفاوضات الدوحة في وقف إطلاق النار بغزة؟

إسراء عبدالمطلب

تأتي جولة المفاوضات هذه في ظل ضغوط شديدة للتوصل إلى انفراجة بشأن صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، ويعتبر اجتماع الدوحة، الذي وصفه المسؤولون الإسرائيليون بأنه "الفرصة الأخيرة" للتوصل إلى اتفاق.


تعود مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، اليوم الخميس 15 أغسطس 2024، إلى أروقة الوسطاء في محاولة لدرء صراع أوسع في المنطقة.

ويشهد الاجتماع الرفيع المستوى الذي انطلق في الدوحة تقديم قطر ومصر والولايات المتحدة خطة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اقترح الصفقة في مايو الماضي، ولكن الخلافات التي لم تُحل تركت الطريق إلى الأمام مجهولاً.

000 36CD2DT

مفاوضات وقف إطلاق النار

نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، عن مسؤول لم تكشف هويته، أن إسرائيل سترسل وفدًا إلى المحادثات، ومن المتوقع أن يحضر مدير وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، ورئيس الموساد ديفيد برني، ورئيس الوزراء القطري، محمد عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، عباس كامل.

وأفاد المصدر أن حماس أبلغت أنها لن تشارك في محادثات اليوم، لكنها مستعدة للتحدث إلى الوسطاء لاحقًا إذا كانت هناك “تطورات أو رد فعل جاد من إسرائيل”. وقال عضو المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، إن “موقفنا واضح، لن نذهب لجولات تفاوضية جديدة، بل سنذهب فقط لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه”.

الفرصة الأخيرة

تأتي جولة المفاوضات هذه في ظل ضغوط شديدة للتوصل إلى انفراجة بشأن صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة، ويعتبر اجتماع الدوحة، الذي وصفه المسؤولون الإسرائيليون بأنه “الفرصة الأخيرة” للتوصل إلى اتفاق، حدثًا مهمًا وسط توترات إقليمية مكثفة وتهديدات من إيران وحزب الله بمهاجمة إسرائيل رداً على الاغتيالات الأخيرة لقادة حماس وحزب الله في طهران وبيروت، وفقًا لموقع “أكسيوس” الأمريكي.

ويرى الرئيس بايدن أن صفقة احتجاز الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة هي المفتاح لخفض التصعيد في الشرق الأوسط ومنع الحرب الإقليمية، وفي تطور آخر، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لأكثر من خمس ساعات مع كبار وزرائه ورؤساء أجهزة الأمن والمخابرات لمناقشة تفويض وفده المفاوض الذي سيسافر إلى الدوحة اليوم.

ووافق نتنياهو في الاجتماع على توسيع التفويض الممنوح لفريق المفاوضات الإسرائيلي قليلاً، لكن ليس من الواضح ما إذا كانت هذه المرونة ستكون كافية للتوصل إلى اتفاق. وفي مايو، طرح بايدن اقتراحًا من ثلاث مراحل قالت الإدارة الأمريكية إنه مقدم من إسرائيل، والذي من شأنه أن يقرن إطلاق سراح الرهائن من غزة بـ “وقف إطلاق نار كامل وشامل” والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.

مقترح بايدن للهدنة

شملت الثلاث مراحل التي شملها اقتراح بايدن الآتي:

المرحلة الأولى:

  • انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
  • إطلاق سراح عدد من الرهائن، بما في ذلك النساء وكبار السن والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين.
  • تنفيذ هدنة مؤقتة.

المرحلة الثانية:

  • صفقة تبادل لإطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء المتبقين، بما في ذلك الجنود الذكور.
  • وقف دائم للقتال.

المرحلة الثالثة:

  • بدء خطة إعادة إعمار كبرى لغزة.
  • إعادة أي رفات أخيرة للرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم.

جهود لم تسفر عن شيء

من غير الواضح عدد الرهائن الأصليين المقرر إطلاق سراحهم الذين ما زالوا على قيد الحياة، وانخرطت حماس وإسرائيل لعدة أشهر في مفاوضات شاقة غير مباشرة لم تُسفر حتى الآن عن أية انفراجة. ويعمل المسؤولون من قطر ومصر كوسطاء، حيث ينقلون الرسائل إلى ممثلي إسرائيل وحماس في دبلوماسية مكوكية.

ورغم رد الفعل الإيجابي الأولي من حماس وإسرائيل، فشل الجانبان في الاتفاق على تنفيذ التفاصيل الدقيقة للاقتراح، بما في ذلك تسلسل تبادل الأسرى، وعدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم، وإلى أي مدى يجب أن تنسحب القوات الإسرائيلية في غزة، واُتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتقويض الاتفاق حيث هدد أعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه الحاكم بانهيار الحكومة رغم الضغوط من الولايات المتحدة وعائلات الرهائن.

ربما يعجبك أيضا