تراجع غير تكتيكي.. خامنئي يصمم على الانتقام من إسرائيل

تحت وطأة التهديدات.. خامنئي يرفض التراجع عن الانتقام

يوسف بنده

خامنئي: "التراجع غير التكتيكي في أي مجال...، يؤدي إلى غضب الله".


لا تزال إيران تمارس وعيدها بالانتقام من إسرائيل بعد عملية اغتيال رئيس مكتب حركة حماس الفلسطينية، إسماعيل هنية على أراضيها.

تأخر تنفيذ هذا الوعيد يرجع لأسباب تتعلق بالاستعداد الإيراني وكذلك شراء الوقت خشية من زيادة مستوى التصعيد في المنطقة، خاصة من أجل دعم ملف تسوية الحرب في غزة، وهو مطلب إيراني أيضًا.

رهبرانقلاب

خامنئي في مسجد جمكاران الذي رُفعت عليه راية “يالثارات الحسين” الأحمر.

حرب نفسية

يشير تقرير صحيفة آرمان ملي الإيرانية، اليوم الخميس 15 أغسطس 2024، إلى أن استمرار التهديد الإيراني بالانتقام دون تنفيذه حتى الآن، جعل الحياة في المدن الإسرائيلية أشبه بالفترة التي عاشتها دول العالم إبان تفشي وباء كورونا، إذ تعطلت حركة النقل والتزام الناس بالبقاء في المنازل والملاجئ خشية من ضربة عسكرية واسعة تطال أهدافًا مدنية داخل كبرى المدن الإسرائيلية.

كذلك، هناك حرب نفسية داخل إيران تحذر من عواقب انتقام مضاد لإسرائيل قد يستهدف منشآتها النووية، أو حتى منشآتها للبنية التحتية من مياه وكهرباء. في وقت تعاني فيه طهران من أزمات داخلية جمة جراء العقوبات الغربية.

لكن بالنسبة لإسرائيل، فالأمر أكبر، لأنه كما يقول الكاتب جعفر بلوري في صحيفة كيهان، اليوم الخميس: “كلما كان الرد أقوى، كلما زاد الوقت في دراسة جوانبه… وهو ما يفزع العدو”.

63136842

خامنئي خلال استقباله الأربعاء 14 أغسطس، المسئولين عن إقامة مؤتمر ذكرى شهداء محافظة كهيكلوية وبوير أحمد (جنوب غرب).

ضغوط للتراجع

تستمر الاتصالات الغربية مع طهران من أجل إقناعها بالتراجع عن تنفيذ وعيدها وضبط النفس، خشيةً اتساع دائرة الحرب واندلاع حرب إقليمية أوسع.

وأشارت تقارير، إلى وجود أزمة داخل إيران بين الرئيس الإصلاحي الجديد، مسعود بزشكيان، الذي رفع شعار “التنمية في الداخل وخفض التصعيد في الخارج”. ولذلك لا يجب أن تكون مصالح إيران مرهونة بتصفية الحسابات مع إسرائيل أولًا. وبين جبهة الحرس الثوري التي تصر على الانتقام من إسرائيل حفاظًا على مكانة إيران في المعادلة الإقليمية.

ولكن يبقى الخلاف على كيفية وقوع هذا الرد بما لا يؤدي إلى وقوع حرب إقليمية، خاصة أن طهران لا تسعى إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة أو إسرائيل.

63136841

خامنئي خلال استقباله الأربعاء 14 أغسطس، المسئولين عن إقامة مؤتمر ذكرى شهداء محافظة كهيكلوية وبوير أحمد (جنوب غرب).

خامنئي: لا انصياع للضغوط

أراد المرشد الأعلى في إيران، علي خامنئي، أن يضع توصيفًا لحالة تأخر الرد الإيراني بالانتقام بأنه أمر تكتيكي وليس تراجعًا استراتيجيًا تحت وطأة الضغوط الغربية والإقليمية.

وخلال استقباله أمس الأربعاء 14 أغسطس، المسئولين عن إقامة مؤتمر ذكرى شهداء محافظة كهيكلوية وبوير أحمد (جنوب غرب)، قال خامنئي إن “العدو يشن حربًا نفسية كبيرة على إيران، بهدف إجبارها على الانسحاب والتراجع عن مواقفها وسياساتها”.

وحسب تقرير موقع رهبر التابع للمرشد الأعلى، قال خامنئي: “حسب تفسير القرآن الكريم، التراجع غير التكتيكي في أي مجال كان سواء في المجال العسكري، أو السياسي، أو الدعائي، أو الاقتصادي، يؤدي إلى غضب الله”.

ما يعني أن خامنئي يؤكد حتمية الانتقام من إسرائيل، وأن التأخر في الرد لأسباب تكتيكية وليس تراجعًا عن الوعيد الإيراني.

63136846

خامنئي خلال استقباله الأربعاء 14 أغسطس، المسئولين عن إقامة مؤتمر ذكرى شهداء محافظة كهيكلوية وبوير أحمد (جنوب غرب).

بتوقيت غزة

بدت مؤشرات على ضبط طهران ساعة انتقامها على توقيت غزة، إذ تنتظر نتائج مفاوضات وقف إطلاق النار التي تستضيفها الدوحة. وأن عدم ذهاب حماس لجولة المفاوضات الجارية اليوم الخميس، بهدف عدم مجاراة اللعبة الإسرائيلية المفاوضات من أجل المفاوضات، وإنما حماس قد أعلنت مطالبها من قبل.

وقد كتبت صحيفة كيهان الإيرانية المقربة من معسكر المرشد الأعلى، اليوم الخميس: “تدل المؤشرات والمعطيات على أن مفاوضات الدوحة تظاهرة سياسية تحاول أمريكا ومعها الكيان الصهيوني كسب الوقت لا أكثر. لأن الخطير فيها هو أن الموافقة على وقف إطلاق النار يعني هزيمة الكيان ونهاية نتنياهو”.

وفي إشارة إلى أولوية إنهاء الحرب في غزة بالنسبة لإيران، قالت الصحيفة المحسوبة على التيار المتشدد: “القبول بوقف إطلاق النار وتبادل الاسرى هو القبول بشروط المقاومة وهذا ما يتملص منه نتنياهو ويضع الشروط باستمرار لتعقيد هذه المفاوضات وهذا ما تقف عنده حماس لذلك قررت عدم المشاركة في مفاوضات اليوم العبثية”.

ربما يعجبك أيضا