جدري القرود.. كيف يعرقل نقص الإرادة السياسية الاستعداد للأوبئة؟

السياسة أم العلم؟.. تحديات إدارة الأوبئة في ظل نقص الإرادة السياسية

بسام عباس
منظمة الصحة العالمية ومرض جدري القرود

حذرت منظمة الصحة العالمية من أن انتشار جدري القرود في عدد من الدول الإفريقية يشكل حالة طوارئ صحية عالمية، خاصة مع انتشاره في 13 دولة في القارة السمراء.

وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” فإن المرض يتركز بشكل أساسي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي سجلت 15600 حالة إصابة بالجدري القرود، و537 حالة وفاة، حتى الآن.

تركيز شديد

وأوضحت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الخميس 15 أغسطس 2024، أنه خلال ذروة جائحة كوفيد-19، كان يوجد تركيز شديد بين المراقبين وصناع السياسات على الحاجة إلى تعزيز البنية الأساسية للصحة العالمية، وخلال ظهور وباء ناشئ، يصبح الاستعداد والتنسيق أمرًا بالغ الأهمية سواء داخل الدول الفردية أو عبر الحدود.

وذكرت أن قدرة العالم على الاستجابة الجماعية لحالة طوارئ صحية أصبحت فجأة تحت المجهر قبل 4 سنوات، ولكن رغم كل هذا التركيز، فإن إعلان منظمة الصحة العالمية يؤكد مدى ضآلة ما تم تنفيذه لدعم البنية الأساسية للصحة العالمية.

وأشارت إلى أنه إذا كان هناك أي شيء، فإن الإعلان، وهو الآن المرة الثانية التي يُعَد فيها انتشار بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية حالة طوارئ صحية عالمية في السنوات الـ3 الماضية، يسلط الضوء على مدى تراجع الشعور بالإلحاح في معالجة انتشار الأمراض.

أزمات كثيرة

بينت المجلة أن هناك أسباب واضحة وراء اعتياد صناع السياسات، وكذلك عامة الناس على هذه القضية، ومنها وجود الكثير من الأزمات، ناهيك عن عدد من دورات الانتخابات الضخمة، التي تحدث في جميع أنحاء العالم حاليًا والتي تجذب المزيد من الاهتمام.

وأضافت أن فيروس جدري القرود تفشى منذ عامين، وحظي بقدر كبير من الاهتمام، ولكنه خفت حدته بسرعة نسبية، لافتة إلى أن التهديد هذه المرة أسوأ، فالنسخة الحالية من جدري القرود المنتشرة في الكونغو أكثر ضراوة، ولكنها على عكس تفشي عام 2022، الذي انتشر إلى في الدول الغنية، فإن النسخة الحالية تنتشر في إفريقيا.

تأثير السياسة

أوضحت المجلة أنه رغم الاعتقاد السائد بأن العلم يجب أن يتفوق على السياسة، فإنه نادرًا ما يفعل ذلك، حتى عندما يتعلق الأمر بقضايا الصحة العالمية، فالسياسة تؤثر على كل شيء بداية من توجيه الموارد وسرعة الاستجابة إلى الحالات الطارئة التي تحظى بالاهتمام.

وتابعت أن الشيء نفسه ينطبق على الاستعداد، فدعم البنية الأساسية الصحية العالمية للوباء التالي، سواء كان تفشي جدري القرود اليوم أو أي مرض معدٍ آخر قادم، رغم أنه ضرورة واضحة، فإنه يتطلب مستوى من الإرادة السياسية يفتقر إليه العالم حاليًا.

ربما يعجبك أيضا