«قمة الفرصة الأخيرة».. هل تنجح في التوصل لاتفاق تهدئة بغزة؟

تحديات وفرص أمام مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

شروق صبري
من اليمين إلى اليسار رئيس الموساد ديدي بارنيا، رئيس الشاباك رونين بار، رئيس وكالة المخابرات المركزية وليام بيرنز، رئيس وزراء قطر آل ثاني

المفاوضات في الدوحة تركز على وقف إطلاق النار في غزة، مع تحديات كبيرة وتأثيرات إقليمية واسعة بعد اغتيالات هامة.


بعد مرور 314 يومًا على اندلاع الحرب، انطلقت أمس الخميس في العاصمة القطرية الدوحة ما يُعرف بـ”قمة الفرصة الأخيرة”، بمشاركة رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، وليام بيرنز.

يُشرف على استضافة القمة رئيس وزراء قطر، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وتشارك فيها الوفود الإسرائيلية، برئاسة رئيس الموساد دافيد (دادي) برنيع، والمصرية، التي تضم وزير المخابرات المصري عباس كامل، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية الخميس 15 أغسطس 2024.

استئناف المفاوضات

يستعد ممثلون عن إسرائيل والولايات المتحدة وقطر ومصر لمواصلة المفاوضات اليوم الجمعة 16 أغسطس 2024 في العاصمة القطرية الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن.

ورغم أن حركة حماس لم تشارك بشكل مباشر في المحادثات التي بدأت أمس، إلا أنها أشارت إلى استعدادها للعودة إلى طاولة المفاوضات إذا حصلت على “التزام واضح” من إسرائيل بشأن مقترحها الأخير.

وسطاء دوليون

شارك وسطاء من الولايات المتحدة وقطر ومصر في المحادثات ولم تشارك حركة حماس الفلسطينية المسلحة بشكل مباشر في هذه المحادثات، مما جعل التوقعات بتحقيق اختراق ملموس منخفضة.

رغم أن حماس وإسرائيل وافقتا مبدئيًا الشهر الماضي على تنفيذ خطة ثلاثية المراحل اقترحها جو بايدن في مايو 2024، إلا أن الجانبين قدما طلبات جديدة تتعلق بـ”تعديلات” و”توضيحات”، مما أدى إلى تعثر المحادثات.

شروط حماس

قال حسام بدران، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “يجب أن يحقق أي اتفاق وقف إطلاق نار شامل، وانسحاب كامل من غزة، وعودة النازحين، وإعادة الإعمار، بالإضافة إلى صفقة لتبادل الأسرى”.

أفاد المتحدث باسم الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، بأن المحادثات “تشهد تقدمًا ويمكن تجاوز العقبات المتبقية، ويجب علينا إنهاء هذه العملية بنجاح “إذ تشارك الولايات المتحدة في هذه المفاوضات من خلال مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، ومنسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت مكغورك”.

نجاح المفاوضات

لم يكن هناك اختراق فوري أمس، ولكن لم يحدث انهيار في المحادثات أيضًا، وقال مسؤول إسرائيلي مطلع على المفاوضات إن الوفد الإسرائيلي سيبقى طوال الليل بالدوحة، ومن المتوقع أن تستمر المحادثات اليوم الجمعة في محاولة للتقريب بين الجانبين.

ووصف المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي المحادثات بأنها “بداية واعدة” وقال إن الولايات المتحدة تتوقع أيضًا أن تستمر لليوم الجمعة، بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

فرص نجاح المفاوضات

قال المسؤول الأمني الإسرائيلي السابق، يارون بلوم، الذي قاد في السابق جهود البلاد لإعادة الرهائن إلى الوطن، إنه حتى لو نجحت المحادثات الحالية، فإنها ستكون مجرد بداية لعملية مطولة من مناقشة تفاصيل الصفقة. ولكن إذا سارت المحادثات بشكل سيئ، فقد تنحدر المنطقة إلى مواجهة أوسع نطاقًا.

وقال بلوم: “إذا لم يعمل الجميع في الأيام المقبلة حتى يخرج الدخان الأبيض، فأنا لا أرى أن الأمر سيسير على ما يرام في المستقبل”. “لكن لا تزال هناك فرصة الآن، لأن كل جانب يدرك أنه بحاجة إلى التقدم”.

المحادثات السابقة

خلال المحادثات السابقة، أصرت إسرائيل على إدخال تعديلات على إطار العمل الذي أعلنه الرئيس جو بايدن في 31 مايو2024، بما في ذلك احتفاظ جيشها بالسيطرة غير المحددة على ممر فيلادلفيا. وكانت حماس قد أبدت استعدادها لقبول هذه الشروط في وقت سابق، لكن اغتيال إسماعيل هنية، زعيم حماس، الشهر الماضي، عرقل التقدم.

وفي الوقت نفسه، واصلت إسرائيل هجماتها على غزة، حيث أفادت مصادر صحية في القطاع أن عدد القتلى تجاوز 40,000 شخص بعد أكثر من عشرة أشهر من القتال.

تصاعد أهمية المفاوضات

تُعتبر الجولة الجديدة من المفاوضات أكثر أهمية من أي وقت مضى بعد سلسلة من عمليات الاغتيال، بما في ذلك اغتيال قائد كبير في حزب الله وإسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، في 31 يوليو 2024. ألقت هذه الاغتيالات في بيروت وطهران باللوم على إسرائيل، ما زاد من خطر تحول الحرب في غزة إلى صراع إقليمي أوسع.

يأمل المراقبون في أن يسهم وقف إطلاق النار في غزة في تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط وردع إيران وحزب الله عن اتخاذ إجراءات انتقامية. ومع ذلك، أكد المتحدث باسم الأمن القومي، جون كيربي، أن التوصل إلى اتفاق فوري غير مرجح نظرًا للفجوات الكبيرة القائمة بين الطرفين.

رد حزب الله

نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية عن مصدر مطلع لم يذكر اسمه قوله، إن حزب الله اللبناني لن ينتقم من إسرائيل لمقتل قائدها العسكري بينما تستمر المحادثات بشأن وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة حتى لا تخرب فرص التوصل إلى اتفاق.

وأضاف: “يمكننا القول إن حزب الله لن يشن عملية انتقامية خلال المحادثات في قطر لأننا لا نريد أن نكون مسؤولين عن تعطيل المفاوضات والاتفاق المحتمل”. وقال المصدر الذي لم يذكر اسمه: “الانتقام يمكن أن ينتظر، فهو ليس فوريا ولا محددا بالوقت”.

الوضع الميداني في غزة

بالتزامن مع المفاوضات، واصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، حيث تعرضت مدينة خان يونس ورفح لقصف مدفعي وجوي. أفادت وزارة الصحة في غزة بأن الغارات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل 40 شخصاً خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مما رفع حصيلة القتلى إلى 40,005 شخصاً منذ بداية النزاع.

يُعتبر الوضع الإنساني في غزة كارثياً، حيث نزح نحو 2% من سكان القطاع، ويُعتقد أن حوالي 10,000 شخص آخرين لا يزالون تحت الأنقاض. تعكس هذه الأرقام حجم المعاناة الإنسانية وتؤكد أن النزاع في غزة هو أحد أشد الصراعات دموية في القرن الحادي والعشرين.

ربما يعجبك أيضا