جدري القرود.. ماذا نعرف عنه ولماذا يثير قلق العالم؟

أعراضه وخطورته وطرق انتشاره.. معلومات عن جدري القرود

محمد النحاس

يصل "جدري القردة" إلى مزيد من البلدان في إفريقيا التي لم تتأثر سابقاً. بينما لا تزال غالبية الحالات مركزة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تم الإبلاغ عن حالات في ما لا يقل عن 13 دولة عبر القارة


صنفت منظمة الصحة العالمية، يوم الأربعاء 14 أغسطس 2024، تفشي مرض “جدري القرود” في قارة إفريقيا كحالة طوارئ صحية عالمية.

التصنيف هو أعلى مستوى من التنبيه، بموجب القوانين الصحية الدولية، ويأتي بعد إعلان مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا عن حالة طوارئ صحية عامة في القارة يوم الثلاثاء، وفق ما نقلت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، في تقرير لها. 

مخاطر الانتشار

تنتشر سلالة أكثر فتكًا من الفيروس، تُعرف بـIb، بسرعة كبيرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقد وصلت إلى 4 دول أخرى في إفريقيا لم تتأثر بالمرض سابقًا.

وتنقل “سي إن إن” عن مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبريسوس، قوله، إن “خطر الانتشار الدولي الإضافي يبعث على القلق الشديد”.

وأشار ديميه أوجينا، رئيس لجنة الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، إلى أنه “كان هناك إجماع على أن التفشي الحالي لجدري القرود هو حدث استثنائي”، مضيفًا: “ما نراه في إفريقيا هو قمة جبل الجليد، نحن لا نعرف أو ليس لدينا الصورة الكاملة عن عبء المرض”.

ما هو “جدري القرود”؟

“جدري القرود” هو مرض فيروسي مرتبط بفيروس الجدري يمكن أن ينتشر من خلال الاتصال المباشر مثل اللمس أو التقبيل أو الجنس، وكذلك من خلال المواد الملوثة مثل الملاءات والملابس والإبر، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

4 1 2

وتشمل الأعراض الأولية عادة أعراضًا تشبه أعراض الإنفلونزا  مثل الحمى، والقشعريرة، والإرهاق، والصداع، وضعف العضلات، يتبعها عادة طفح جلدي مؤلم أو حاكٍ مع بثور تتقشر وتختفي على مدى عدة أسابيع.

ما الذي يميز هذا التفشي؟

لدى “جدري القرود” نوعان من الفروع الجينية I وII، والفرع هو مجموعة واسعة من الفيروسات التي تطورت على مدى عقود وتتميز بفرق جيني وسريري واضح.

كان الفرع II مسؤولًا عن تفشي عالمي تم الإعلان عنه أيضًا كحالة طوارئ صحية عالمية من يوليو 2022 إلى مايو 2023، لكن التفشي الجديد المرتبط بالفرع I، يسبب مرضًا أكثر شدة، أما الفرع الآخر الجانبي المسؤول عن معظم الانتشار المستمر، وهو الفرع Ib، هو نسبيًا جديد.

وفق “سي إن إن”، قال الدكتور دانيال بوش، مستشار أول للأمن الصحي العالمي في مؤسسة FIND غير الربحية: “بسبب عدد من العوامل المختلفة، برز الفرع Ib كطفرة جديدة تتكيف مع البشر”. مضيفًا أن الفيروس غالبًا ما ينتقل من الحيوانات إلى البشر، ولكن بمجرد أن تتكيف طفرة، يمكن أن ينتقل بواسطة البشر ويتسبب في تفشيات كبيرة.

مدى خطورته

بعض تفشيات فرع I من “جدري القرود” تسببت في وفاة ما يصل إلى 10% من المرضى، رغم أن التفشيات الأخيرة شهدت معدلات وفاة أقل، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، كما أن معدل الوفاة للفرع II أقل من 0.2%.

تُعتبر بعض المجموعات، بما في ذلك الرضع والأشخاص ذوي أنظمة المناعة الضعيفة جدًا والنساء الحوامل، أكثر عرضة للإصابات الشديدة، ومع ذلك، فإن هناك الكثير لا نعرفه بعد، وفق التقرير. 

أماكن تواجده

لسنوات، كان “جدري القرود” يُلاحظ بشكل رئيس في وسط وغرب إفريقيا، وكانت معظم حالات الفرع I تأتي من وسط القارة وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وكانت معظم حالات الفرع II تأتي من نيجيريا.

IMG 20240816 WA0030

وفي 2022، زادت المخاوف عندما بدأت الحالات بالانتشار في أوروبا وأمريكا الشمالية، الانتشار الدولي الواسع هو سبب رئيس لإعلان “جدري القرود” حالة طوارئ عالمية، لكن النمط الجغرافي للتفشي الحالي يختلف عن ذلك الذي كان خلال التفشي قبل عامين.

الآن، يصل “جدري القرود” إلى مزيد من البلدان في إفريقيا التي لم تتأثر سابقًا، بينما لا تزال غالبية الحالات مركزة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تم الإبلاغ عن حالات في ما لا يقل عن 13 دولة عبر القارة، وفي يوم الخميس، أكدت السويد أول حالة لها من فرع I من “جدري القرود”، وهو ما يمثل أول ظهور له خارج إفريقيا.

طرق احتواء انتشاره

تتوفر لقاحات للحماية من “جدري القرود” ولكنها ليست متاحة على نطاق واسع في إفريقيا، ولم يتم التعرف على أي حالات من فرع I في الولايات المتحدة، ولكن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أوصت الأسبوع الماضي بأن يحصل الأشخاص الذين تعرضوا أو كانوا في خطر مرتفع للإصابة باللقاح.

ويدير التحالف العالمي للقاحات “جافي” ما يصل إلى 500 مليون دولار لتزويد الدول المتأثرة باللقاحات، بما في ذلك جمهورية الكونغو الديمقراطية والدول المحيطة بها، بدايةً من عام 2026، سيؤسس “جافي” مخزونًا عالميًا من لقاحات “جدري القرود”، مشابه لمخزونه الحالي للقاحات الكوليرا والإيبولا والتهاب السحايا والحمى الصفراء.

ومع ذلك، شددت منظمة الصحة العالمية على أن اللقاحات ليست سوى جزء من الاستجابة؛ فاحتواء الانتشار سيتطلب أيضًا زيادة المراقبة والتشخيص والبحث لسد “فجوات الفهم”.

ربما يعجبك أيضا