التسلل الإيراني.. كيف أصبحت طهران أخطر تهديد سيبراني لانتخابات أمريكا؟

محمد النحاس
كيف أصبحت طهران أخطر تهديد سيبراني لانتخابات أمريكا؟

في ظل تزايد المخاوف من تدخلات خارجية تهدد الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2024، تتصدر إيران المشهد كأحد أبرز التهديدات، وذلك باستخدام تقنيات متقدمة في حملات ممنهجة تستهدف الانتخابات الأمريكية. 

بينما كانت الأنظار تتركز على روسيا كأكبر تهديد خارجي للانتخابات الأمريكية، أصبح قراصنة على صلة بإيران تمثل تحديًا جديدًا بخطواتها المتسارعة نحو التأثير على المشهد الانتخابي، وفق تقارير غربية. 

حملة ممنهجة

أعلنت شركة “أوبن إيه آي” أنها تمكنت من تعطيل مجموعة من حسابات شات جي بي تي التي كانت تُستخدم لإنشاء مقالات إخبارية كاذبة وتعليقات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي، كجزء من حملة إيرانية ممنهجة واسعة النطاق، بحسب موقع “أكسيوس” الأمريكي في 16 أغسطس 2024. 

هذه الحسابات، المرتبطة بمجموعة تُدعى “ستورم-2035″، استغلت قوة الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى طويل الأمد يتناول مواضيع حساسة، بما في ذلك الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الهدف كان واضحًا: التأثير على الرأي العام الأمريكي والتلاعب بمواقف الناخبين.

تصاعد التدخل الإيراني

تقرير حديث صادر عن جوجل كشف أن مجموعة من القراصنة المدعومين من إيران استهدفت حملة الرئيس السابق دونالد ترامب، والرئيس الحالي جو بايدن، والمرشحة الديمقراطية كاملا هاريس بهجمات “تصيد احتيالي” في محاولة للوصول إلى بيانات حساسة يمكن استخدامها في حملات التضليل. 

وتزامن هذا الكشف مع تحقيق نشط يجريه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في ادعاءات حملة ترامب بأن إيران قد اخترقت أنظمتها وقامت بتسريب مواد مسروقة إلى وسائل الإعلام الأمريكية، بهدف تشويه صورة الرئيس السابق والتأثير على نتائج الانتخابات.

تفاصيل العملية

أوضح تقرير أوبن إيه آي أن مجموعة “ستورم-2035” اعتمدت بشكل كبير على استخدام شات جي بي تي لكتابة مقالات طويلة ومفصلة تبدو واقعية للغاية، لكنها في الحقيقة تحتوي على معلومات مضللة تهدف إلى التأثير على الناخبين. 

 العناوين المضللة كانت تُنشر على نطاق واسع عبر مواقع أخبار وهمية أنشأتها المجموعة وتُروج لها على وسائل التواصل الاجتماعي.

تعاون محتمل مع روسيا؟ 

تشير التحليلات إلى أن إيران قد تكون استفادت من التعاون مع روسيا في هذا المجال، خاصة بعد حرب أوكرانيا، حيث اعتمدت إيران على استراتيجيات مشابهة لتلك التي استخدمتها روسيا في الانتخابات الأمريكية لعام 2016. 

حسب أكسيوس، أشار، المسؤول السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس تورجال، إلى أن إيران قد تكون تعلمت من الأساليب الروسية المتطورة في التدخل الانتخابي، ما يفاقم مخاطر التهديد الإيراني، هذا التعاون المحتمل يُبرز مدى خطورة الوضع، حيث أن الحملة الإيرانية تبدو أكثر تنظيماً وتخطيطاً مقارنةً بالمحاولات السابقة.

تطور أسلوب التدخل الإيراني

بخلاف التكتيكات الروسية التي اتسمت بالدقة والتخطيط المسبق، فإن التدخل الإيراني معروف بصخبه وفوضويته، بحسب التقرير. 

 لكن التحضير المسبق بسبب التوترات المستمرة مع إدارة ترامب منح إيران الفرصة لتطوير تكتيكات أكثر تطوراً، ما يجعلها أكثر قدرة على إحداث تأثير فعلي. إيران لم تعد تعتمد فقط على الهجمات المباشرة، بل تبنت أساليب متطورة تستهدف نشر الفوضى والارتباك في الساحة السياسية الأمريكية، بالإضافة للتعاون المحتمل مع روسيا.  

ماذا بعد؟ 

مع بقاء عدة أشهر حتى الانتخابات في نوفمبر، يبقى السؤال حول ما إذا كانت هذه التدخلات ستزداد حدةً مع اقتراب موعد الاقتراع. 

حتى الآن، لم تقم أي من الوسائل الإعلامية التي تلقت المواد المسربة بنشرها، ولم يتم التأكيد بشكل رسمي أن إيران تقف وراء تلك التسريبات (الخاصة بترامب)، لكن إذا ثبت تورطها، فمن المرجح أن يستمر القراصنة في محاولاتهم لنشر الوثائق بأي وسيلة ممكنة.

 في ظل هذا الموقف، يتوقع المحللون أن تتزايد الهجمات الإلكترونية الإيرانية، ما قد يؤدي إلى فوضى غير مسبوقة في السباق الرئاسي الأمريكي.

ربما يعجبك أيضا