أمريكا تستعد لحرب مع الصين.. من سينتصر؟

لماذا تُروِّج الإدارة الأمريكية لحرب قادمة بين الولايات المتحدة والصين؟

بسام عباس
الحرب بين أمريكا والصين

إذا وقعت الحرب بين الولايات المتحدة والصين، سيخسر العالم أجمع بشكل غير مسبوق، ليس بسبب الخسائر الفادحة في الأرواح البشرية فحسب، بل في الآثار القاتمة التي ستتركها هذه الحرب على الاقتصاد العالمي، وعلى البيئة والأمن الغذائي.

وفي حرب كهذه لا يمكن تجاهل الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية، ووفقًا للخبراء، يمكن أن يتطور الصراع بين الولايات المتحدة والصين بسهولة نحو حرب نووية.

خسائر فادحة

أوضح موقع (Antiwar) الأمريكي، في تقرير نشره الجمعة 16 أغسطس 2024، أن “لجنة الدفاع الوطني الاستراتيجية”، توقعت أن يُمنَّى الجانب الأمريكي بخسائر فادحة في أي مواجهة محتملة مع الصين، ولكن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال تشارلز كيو براون، يرى أن أمريكا ستهزم الصين إذا اندلعت الحرب بينهما حول تايوان.

وأضاف الموقع أنه استمر في حماسته وأعلن الأسبوع الماضي أنه “إذا دخلنا في صراع مع الصين، نحتاج إلى حشد كل جهود وقوى الأمة في مواجهة هذا التحدي بعزيمة لا بد لها أن تفوز”، ولكنه أقر بأن “هذه الحرب ستكون كبيرة ومشابهة لما رأيناه في الحرب العالمية الثانية، وعلينا التعامل مع الأمر”.

حروب شبه مستمرة

ذكر الموقع أن الولايات المتحدة كانت في حروب شبه مستمرة منذ ظهورها، وفي حروبها الأخيرة اتضحت عدم كفاءتها، من فيتنام إلى أفغانستان والعراق، لم تنجز سوى الموت والدمار، فالعنف لا يتوقف بمجرد الإعلان عن توقف الحرب، بل يستمر بأشكال مختلفة، ويصيب كل قطاعات الحياة المختلفة بالشلل والفوضى، ويحدث أضرارًا مستقبلية لا آنية فقط.

وأشار إلى أن حكومة الولايات المتحدة تقود الأمريكيين نحو الحرب مع الصين، وهو ما يُستشف من تصريحات الجنرال براون، كما قدم وزير الدفاع، لويد أوستن، 500 مليون دولار إلى الفلبين لتعزيز قدراتها العسكرية، فيما كان وزير الخارجية أنتوني بلينكين يتفاوض على نقل غرفة العمليات الأمريكية للقوات اليابانية من هاواي إلى اليابان.

وأوضح أن هذه ليست لعبة صغيرة من ألعاب الحرب البعيدة، فالسيطرة العملياتية على الجيش الياباني تعني أن واشنطن لن تحتاج إلى زج عدد كبير من جنودها عبر المحيط للانخراط في الحروب، وستتمتع بالقيادة الكاملة لآلاف الجنود اليابانيين، كما بالسيطرة العملياتية على الجيش الكوري الجنوبي.

خطة لا أخلاقية

قال الموقع إن الأمر لا يتعلق باستراتيجية الحرب فحسب، بل يتصل بالرأي العام، فمن المرجح أن يدعم الشعب الأمريكي حربًا حين لا يُقتل جنودهم، وهو الدرس الوحيد الذي تعلمته أمريكا من حروبها الكثيرة، ولهذا السبب تعمل على تعزيز الشراكات العسكرية في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

وأضاف أن الحروب الأمريكية الحديثة تدار باستخدام قوى بالوكالة وتمويل قوات دول أخرى تعمل لصالحها، ويصطلح على ذلك اسم “الاستراتيجية العسكرية”، لافتًا إلى أنها “خطة استغلالية ظالمة لا أخلاقية”، لا تبالي بحياة مواطني الدول الأخرى، فواشنطن لا تبالي بالأبرياء في اليابان أو كوريا الجنوبية أو الفلبين طالما ظلت هيمنتها العالمية محفوظة.

وذكر أن المعارضة والاحتجاجات تتصاعد في اليابان والفلبين وكوريا الجنوبية، مطالبةً بإنهاء هيمنة الإمبريالية الأمريكية على دولهم، وهم لا يريدون أن يكونوا وقودًا للمعارك بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما سيحدث في حال وقوع الحرب.

انتحار عالمي

أفاد الموقع بأن الحكومة الأمريكية تكرر حديثها عن المواجهة مع الصين كأنها حتمية لا محالة، مع أن الأمر ليس كذلك أبدًا، ومع ذلك تواصل وسائل الإعلام الأمريكية تغذية السردية القائلة بأن الحرب مع الصين “أمر لا مفر منه”، رغم أن بكين نفسها نددت بأشكال التصعيد السياسي الذي يقود إلى حرب.

وفي هذه المرحلة، يقع على عاتق الشعب الأمريكي أن يناهض ما تسوقه نخبته الحاكمة، وأن يتخذ موقفًا ضد تطبيع الصراع والاستعداد للحرب، وحان الوقت لإخبار حكومتنا بأن الحرب مع الصين “غير مقبولة” وأنها “انتحار عالمي”، ناهيك عن أن هذا الصراع لا يمكن الفوز به.

ربما يعجبك أيضا