محطة زابوريجيا النووية تحت النار.. ضربات مُّسيرة تثير قلق العالم

إسراء عبدالمطلب

وضع السلامة في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا يتدهور بشكل ملحوظ بعد أن أصابت ضربة بطائرة مسيرة طريقًا في محيط المحطة السبت.


تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية، وفي هذه الأثناء حذرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية من “تدهور السلامة” في أكبر منشأة للطاقة النووية في أوروبا وهي محطة زابوريجيا الموجودة في أوكرانيا.

وجاء تحذير المدير العام للوكالة رافائيل جروسي، بعد أن ضربت طائرة بدون طيار الطريق المحيط بالمحطة، حيث هبطت بالقرب من برك الرش الأساسية لمياه التبريد وخط الكهرباء المتبقي الوحيد بقدرة 750 كيلو فولت الذي يزود المحطة بالطاقة.

ضربة بطائرة مسيرة

حسب وكالة تاس الروسية، قال جروسي، إن وضع السلامة في محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا يتدهور بشكل ملحوظ بعد أن أصابت ضربة بطائرة مسيرة طريقًا في محيط المحطة أمس السبت 17 أغسطس 2024. وقالت إدارة محطة زابوريجيا للطاقة النووية أن طائرة مسيرة أوكرانية أسقطت عبوة ناسفة على الطريق الذي يستخدمه موظفو المحطة.

واستولت روسيا على محطة الطاقة النووية، التي تُعد الأكبر في أوروبا، بعد وقت قصير من بدء هجومها الواسع النطاق على أوكرانيا في فبراير 2022، وتوقفت محطة زابوريجيا عن العمل وسط تبادل متكرر للاتهامات بين موسكو وكييف بشأن محاولات تخريبية تستهدف الأنشطة النووية في المحطة وتعرض سلامتها للخطر.

تصاعد المخاوف

قال جروسي، إن المخاطر المتعلقة بالسلامة والأمن النووي في محطة توليد الطاقة تتصاعد، معبرًا عن قلقه البالغ ودعا جميع الأطراف إلى التحلي بأقصى درجات ضبط النفس والالتزام الصارم بالمبادئ الخمسة المحددة لحماية المحطة.

وزار فريق من الوكالة الدولية للطاقة الذرية المنطقة يوم السبت وأفاد بأن الأضرار ناتجة عن طائرة مسيرة محملة بمتفجرات، لم ترد أنباء عن إصابات أو وفيات جراء الهجوم، كما لم يتعرض أي من معدات محطة الطاقة النووية للتلف، حيث اقتصرت الأضرار على الطريق بين البوابتين الرئيسيتين للمحطة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن القائم بأعمال الممثل الروسي لدى المنظمات الدولية في فيينا، رومان أوستينوف، قوله إن موسكو ترغب في مناقشة الهجوم على محطة زابوريجيا مع قيادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

تبادل الاتهامات

من جانبها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بالتخطيط لمهاجمة محطة كورسك للطاقة النووية، محملة موسكو المسؤولية عن هذا “الاستفزاز”، وأعلنت الوزارة أن روسيا سترد بقوة على أي هجوم محتمل، محذرة من أن الهجوم سيؤدي إلى تلوث منطقة شاسعة حول المحطة.

وفي السادس من أغسطس الجاري، تمكنت القوات الأوكرانية من التوغل في منطقة كورسك غرب روسيا، في محاولة لتغيير مسار الحرب المستمرة منذ عامين ونصف لصالحها بعد غزو موسكو للأراضي الأوكرانية في 2022، وأفادت أوكرانيا بأنها سيطرت على 82 منطقة سكنية تمتد على مساحة 1150 كيلومتراً مربعاً. لكن محطة كورسك للطاقة النووية لا تزال تحت السيطرة الروسية. وأكدت وزارة الدفاع الروسية أنها سترد بشكل قاسٍ على أي هجوم يستهدف المحطة.

استهداف المحطات النووية

قال قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، إن قوات كييف تقدمت بما يتراوح بين كيلومتر وثلاثة كيلومترات في بعض المناطق في كورسك، ومن جهة أخرى، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الأوكرانية فشلت في التقدم نحو قريتي كاوتشوك وأليكسييفسكي، اللتين تقعان تقريبًا في منتصف المسافة بين الحدود الأوكرانية ومحطة كورسك للطاقة النووية.

ولم تقدم الوزارة أي دليل على الاتهامات التي وجهتها لأوكرانيا، لكنها حذرت من أن منطقة واسعة حول المحطة قد تتعرض للتلوث بسبب الهجوم. وفي رد على هذه الاتهامات، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، هيورهي تيخيي، على منصة “إكس”: “نشهد زيادة في الدعاية الروسية التي تتحدث عن خطط أوكرانية مزعومة لاستخدام ‘قنابل قذرة’ أو مهاجمة محطات نووية، نحن ننفي هذه الادعاءات الكاذبة بشكل رسمي”. مضيفًا: “أوكرانيا لا ترغب ولا تمتلك القدرة على تنفيذ مثل هذه الإجراءات”.

تدهور الوضع في كورسك

نقلت وكالة الإعلام الروسية عن شركة روساتوم الروسية، التي تدير محطة زابوريجيا في أوكرانيا، اتهامها لكييف بتهديد أمن المحطتين دون تقديم أي دليل، وأوضحت الوكالة أن رئيس شركة روساتوم أليكسي ليخاتشيوف، ناقش الوضع عبر الهاتف مع رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، ودعاه لزيارة محطة كورسك.

وعلى صعيد آخر، قالت وزارة الخارجية الروسية إن أوكرانيا استخدمت صواريخ غربية من طراز هيمارس، على الأرجح أمريكية الصنع، لتدمير جسر فوق نهر سيم في منطقة كورسك، مما أسفر عن مقتل متطوعين كانوا يحاولون إجلاء مدنيين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، في وقت متأخر من مساء الجمعة على تليجرام: “للمرة الأولى، تعرضت منطقة كورسك لقصف بقاذفات صواريخ غربية الصنع، من طراز هيمارس الأمريكي على الأرجح”. مضيفة: “نتيجة للهجوم على الجسر فوق نهر سيم في منطقة جلوشكوفو تم تدميره بالكامل وقُتل متطوعون كانوا يساعدون السكان المدنيين الذين جرى إجلاؤهم”، دون تقديم إثباتات حول عدد القتلى.

ربما يعجبك أيضا