مقاتلات روسية وأمريكية.. ماذا يحدث في الأجواء السورية؟

أعلن الجيش الروسي، مساء الأحد 18 أغسطس 2024، عن “اقتراب خطير” بين طائرة مسيرة من طراز “إم كيو – 9” تابعة للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد الإرهاب، ومقاتلة روسية من طراز “سو-35” تابعة للقوات الجوية الفضائية.

وصرح نائب رئيس المركز الروسي للمصالحة في سوريا، الأدميرال فاديم كوليت، أن الحادثة وقعت يوم الأحد عند الساعة 8:00 صباحًا على ارتفاع حوالي 7000 متر، عندما اقتربت الطائرة المسيرة من المقاتلة الروسية التي كانت في مهمة مراقبة دورية للأجواء السورية غرب نهر الفرات، وفق وكالة الأنباء الألمانية.

اقتراب خطير لمقاتلات روسية وأمريكية

أضاف كوليت أن الطيار الروسي أبدى احترافية عالية واتخذ التدابير الفورية لتفادي الاصطدام، مشيرا إلى أن التحالف ارتكب 13 انتهاكًا لبروتوكولات منع الاشتباك الموقعة في ديسمبر 2019 خلال الـ24 ساعة الماضية، عبر تنفيذ رحلات لطائرات مسيرة دون تنسيق مع الجانب الروسي.

وسجلت في منطقة التنف 8 خروقات للأجواء السورية خلال نفس الفترة، شملت طائرات “إف-35″، و”إف-16″، ومقاتلات “تايفون”، وطائرات مسيرة من طراز “إم كيو – إي سي” تابعة للتحالف، وشدد كوليت على أن هذه التحركات تساهم في خلق بيئة خطيرة لحوادث الطيران وتزيد من توتر الأوضاع في الأجواء السورية.

ماذا يحدث في سماء سوريا؟

منطقة التنف الحدودية، الواقعة عند المثلث السوري-الأردني-العراقي، تضم واحدة من أهم القواعد الأمريكية في سوريا وتعد هذه المنطقة محورًا رئيسيًا للخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا حول بروتوكولات التنسيق الجوي، وترفض الولايات المتحدة إيقاف طلعاتها الجوية، سواء بطائرات حربية أو مسيرة، لمواصلة عملياتها ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”، بينما تتهم القوات الروسية بالتدخل في هذه العمليات وتعطيل استهداف قادة التنظيم.

وفي تصريحات سابقة، قالت مديرة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية الوسطى (AFCENT)، تيريزا سوليفان، إن الجيش الروسي يتصرف بعيدًا عن المعايير المتوقعة لسلاح جوي “محترف”، معتبرة أن روسيا تنتهك الاتفاقيات بشكل متعمد.

توتر مستمر في الأجواء

من جانبه، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجي ريابكوف، في يوليو الماضي، أن بلاده قررت وقف التنسيق مع الولايات المتحدة بشأن حركة الطيران في سوريا، نتيجة سلسلة من الحوادث التي شملت مواجهات خطيرة بين الطائرات المسيرة الأمريكية والطائرات الروسية في الأجواء السورية.

وعلى الرغم من أن البلدين نسّقا لمنع صدامات عسكرية منذ التدخل الروسي لدعم النظام السوري في 2015، بعد عام من التدخل الأمريكي لمحاربة تنظيم داعش، إلا أن التنسيق شهد خروقات متكررة.

ويوجد نحو 900 جندي أمريكي في سوريا لدعم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ومحاربة تنظيم “الدولة”، بينما تتواجد القوات الروسية في عدة مناطق، وتتركز بشكل خاص في الساحل السوري وقواعد أخرى مثل مطار القامشلي في الشمال الشرقي.