إسرائيل تلتف على القوانين الأمريكية لحماية عملائها في واشنطن

إسراء عبدالمطلب

يكشف تحقيق جديد أن الحكومة الإسرائيلية سعت إلى إنشاء مجموعات غير ربحية تابعة لجهات خارجية لتوجيه الأموال إلى الجماعات اليهودية والمسيحية الأمريكية التي تنشر الدعاية الإسرائيلية.


سعت الحكومة الإسرائيلية للحصول على مشورة قانونية بشأن كيفية تجاوز القانون الفيدرالي الأمريكي الذي ينظم نشر الدعاية من قبل الدول الأجنبية داخل الولايات المتحدة.

وينص القانون الفيدرالي الأمريكي على ضرورة الإفصاح عن حملات الضغط الممولة من الخارج، وتظهر وثائق مسربة حصلت عليها صحيفة الجارديان البريطانية، طلب إسرائيل المشورة القانونية بسبب مخاوف من أن يُطلب من جماعات الضغط اليهودية والمسيحية الصهيونية التي تتعاون معها التسجيل كعملاء أجانب والإفصاح عن علاقاتها بإسرائيل.

أمريكا لن تفرض عقوبات على وحدة "نيتساح يهودا" الإسرائيلية | القاهرة الاخبارية

إسرائيل تلتف على القوانين الأمريكية

حسب تحقيق نُشرته الجارديان بتاريخ 17 أغسطس 2024، بالتعاون مع الصحفيين لي فانج وجاك بولسون، تضمنت الوثائق المسربة، التي شملت رسائل إلكترونية ومذكرات قانونية من اختراق لوزارة العدل الإسرائيلية، مقترحات لمسؤولين إسرائيليين بإنشاء منظمة أمريكية غير ربحية جديدة بهدف مواصلة الأنشطة الإسرائيلية في الولايات المتحدة دون الخضوع للتدقيق بموجب القانون.

وأشار فانج وبولسون إلى أن مذكرة قانونية استراتيجية صدرت في يوليو 2018 أوضحت أن الامتثال لقانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) قد يضر بسمعة العديد من المجموعات الأمريكية التي تتلقى تمويلًا وتوجيهًا من إسرائيل، وسيجبرها على الالتزام بمتطلبات الشفافية الصارمة، كما أظهرت مذكرة أخرى أن المانحين قد يعزفون عن تمويل مجموعات مُسجلة بموجب هذا القانون.

إسرائيل قلقة على أنشطتها في أمريكا

عبّرت حكومة الاحتلال الإسرائيلية عن قلقها من هذا القانون لأنه يتطلب من المسجلين الإبلاغ عن أي “دعاية” يتم توزيعها على طرفين أو أكثر في الولايات المتحدة، مع إرفاق إخلاء مسؤولية يُبين أن هذه المواد تم تسليمها من قبل وكيل أجنبي، وتقديم نسخة منها إلى وزارة العدل الأمريكية خلال 48 ساعة.

ولتفادي التسجيل بموجب FARA والتداعيات المرتبطة به، اقترح المستشارون القانونيون تحويل الأموال عبر منظمة غير ربحية أمريكية، وكتبت المستشارة القانونية لوزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية، ليات جلازر، أن المنظمة الجديدة لن تُدار رسميًا من إسرائيل، ولكن سيتم الإشراف عليها عبر منح وأدوات تنسيق غير رسمية مثل “اجتماعات شفهية وتحديثات”.

مخاوف من تراجع الدعم المالي لجماعات الضغط الإسرائيلية

قدمت الحكومة الإسرائيلية استشارتها القانونية من شركة “ساندلر ريف”، المتخصصة في قانون الحملات الانتخابية بواشنطن، وتم تقديم المشورة من قبل المستشار القانوني السابق للجنة الوطنية الديمقراطية، جوزيف إي. ساندلر، وخبير قانون الوكلاء الأجانب، جوشوا آي. روزنشتاين.

وأعربت إسرائيل عن قلق خاص من احتمال أن تُجبر منظمة “كيلا شلومو” غير الربحية، والتي تُترجم إلى “مقلاع سليمان” على التسجيل بموجب قانون تسجيل الوكلاء الأجانب FARA،و أُنشئت منظمة “كيلا شلومو” عام 2017 من قبل وزارة الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية لنشر الدعاية الإسرائيلية، وغيّرت المنظمة اسمها إلى “حفل موسيقي” في 2018، ثم غيرته إلى “أصوات إسرائيل” في 2021، وركزت على تقويض حركة المقاطعة وانخرطت الشركة في حملات مصممة لمواجهة ما تعتبره “تصاعد العداء لإسرائيل في الولايات المتحدة”، ومحاولة التأثير على الوعي الجماهيري في أوروبا والولايات المتحدة لتحسين صورة إسرائيل الخارجية.

وجرى نشر الوثائق والرسائل الإلكترونية بواسطة منظمة Distributed Denial of Secrets، وهي منظمة غير ربحية مقرها الولايات المتحدة، والتي حصلت عليها من مجموعة “Anonymous for Justice” التي تصف نفسها بأنها “مجموعة قرصنة نشطة” والتي أعلنت في أبريل أنها اخترقت وزارة العدل الإسرائيلية واستعادت مئات الجيجابايت من البيانات.

ربما يعجبك أيضا