حال سقوط روسيا.. أكاديمي إيراني ينصح بلاده بالحوار مع الغرب

تصعيد عسكري وضغط متبادل بين روسيا وأوكرانيا في المعركة الطاحنة التي بدأت تتوسع إلى داخل حدود الأراضي الروسية، والهدف هو الضغط على موسكو للاستجابة للعودة إلى طاولة المفاوضات.

بينما ترفض روسيا محادثات السلام في الوقت الراهن، لكن لا تتراجع عنها، إذ هدفها هو استعادة التوازن أمام الدعم العسكري الذي قدمته أوروبا لكييف.

جنوب القوقاز وأسيا الوسطى وبحر قزوين وإيران وروسيا

عواقب جيوبوليتيكية

الخبير في الشئؤون الدولية، يد الله كريمي بور، كتب في صحيفة آرمان امروز الإيرانية، أمس الاثنين 19 أغسطس 2024: نجد من بين الكلمات المفتاحية الرئيسة في العامين السابقين “تآكل الحرب في أوكرانيا، هزيمة البحرية الروسية في البحر الأسود، رحيل الرئيس فلاديمير بوتين، موته، اغتياله، الانقلاب ضده”.

وكل هذه الكلمات تعبر عن انتظار لحظة هزيمة لروسيا وبوتين بما ينعكس بتغيير جيوبوليتيكي كبير على منطقة أسيا والقوقاز وأسيا الوسطى.

یدالله کریمي پور

من القوقاز حتى آسيا الوسطى

أوضح الخبير الإيراني في تحليله، أنه إذا فقدت روسيا نفوذها في منطقة جنوب القوقاز (جورجيا وأذربيجان وأرمينيا)، فإن ذلك سيخلق تنافسًا بين تركيا وأوروبا، حيث ستدخل دول أوروبية إلى تلك المنطقة مثل فرنسا واليونان وأمريكا ودول أوروبية بما ينافس النفوذ التركي هناك.

وأضاف كريمي، إن ذلك التغيير الجيوبوليتيكي سيمتد إلى عمق دول آسيا الوسطى، حيث سيتعزز حضور كل من الصين والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، على الترتيب. حيث سيتركز الجهد الرئيسي لدول ىسيا الوسطى على إيجاد طريقة للخروج من السجن التاريخي والجغرافي الذي فرضته روسيا.

طريق من أوروبا الشرق نحو بحر قزوين وأسيا الوسطى

بحر قزوين

تتقاسم منطقة آسيا الوسطى وجنوب القوقاز وروسيا وإيران مياه بحر قزوين، ومن المعروف أن روسيا تمارس هيمنتها على حركة التجارة واستكشافات الطاقة في ذلك البحر، فهو بحر مغلق على الدول المتشاطئة عليه.

ويعلق كريمي بور، أن هزيمة روسيا ستجعل من هذا البحر ممرًا دوليًا للدول الساعية للوصول إلى عمق آسيا، عن طريق تركيا والقوقاز، ما يعني الوصول إلى الصين جنوبًا.

الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان يدافع عن وزراء حكومته أمام البرلمان الإيراني السبت 17 أغسطس

حاجة للتوازن

أشار أستاذ الجغرافية السياسية المتفرغ في جامعة خوارزمي الإيرانية، أن هناك حاجة للتوازن في العلاقات دائمًا استعدادًا لأية تحولات في التوازن الجيوبوليتيكي.

وبالنسبة لبلاده إيران، حذر من خطورة انهيار روسيا بما قد ينعكس على أمن إيران القومي ويهددها بالتقسييم، خاصة أن شمالها الغربي ذات عرقيات لديها علاقات ثقافية ولغوية وعرقية مع جمهوريات جنوب القوقاز.

وينصح كريمي بور النظام الإيراني والحكومة الجديدة برئاسة، مسعود بزشكيان، بأن أفضل وسيلة لإيجاد أرضية لزيادة القدرة التنافسية الإقليمية لإيران مع اللاعبين الآخرين، تتلخص في استعادة العلاقات الطبيعية والفورية مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ومنطقة المحيط الهادئ وشرق آسيا.