السنوار.. كيف يلعب دورًا محوريًا في مفاوضات الحرب والرهائن؟

إسراء عبدالمطلب
يحيى السنوار

يتفق مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون على أن يحيى السنوار ما زال مختبئًا في شبكة الأنفاق في خان يونس بجنوب قطاع غزة.


بعد مرور أكثر من أسبوعين على تعيين يحيى السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس في غزة خلفاً لإسماعيل هنية، أُثيرت تساؤلات حول دوره في مفاوضات وقف الحرب وتبادل الرهائن.

وكشف القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، خلال لقاء مع وكالة “رويترز” الإثنين 19 أغسطس 2024، عن أن السنوار كان مشاركًا في عملية التفاوض المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار، وشريكًا في اتخاذ القرارات الحاسمة.

يحيى السنوار

يحيى السنوار

دور السنوار في مفاوضات غزة

قال حمدان، إن التواصل مع السنوار يتم بطرق آمنة لتجنب استهدافه من جانب الجيش الإسرائيلي، ويُعتقد أن السنوار موجود في شبكة الأنفاق تحت قطاع غزة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر، حيث يعتمد على إرسال رسائل شفوية عبر أشخاص موثوق بهم لتجنب رصد مكانه.

وأضاف حمدان، أن “التواصل مع السنوار له أدواته وآلياته وبالتأكيد الظروف الأمنية تترك أثرًا على حرصنا على ألا يطاله العدو لكن هذه الاتصالات تتم بطريقة سلسة ومرضية وتحقق الهدف”، مضيفًا: “السنوار كان مواكبًا لعملية التفاوض ومباركًا لها وشريكًا في صناعة القرارات المتعلقة بها”.

وشدد على أن الحركة متمسكة بمطالبها بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، وحذر من محاولات زرع التفاؤل في المفاوضات بغية التغطية على العقبات التي يضعها الطرف الإسرائيلي.

مفاوضات معقدة

في سياق آخر، انتقد حمدان تصريحات وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بشأن قبول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لاقتراح وقف إطلاق النار، مشيرًا إلى أن الاقتراح الذي وافقت عليه حماس يختلف عن الورقة المقدمة.

وكان بلينكن قال إن نتنياهو وافق على اقتراح أمريكي لسد الفجوات في المفاوضات، ودعا حماس لقبول الاتفاق، ولكن المفاوضات التي جرت في قطر الأسبوع الماضي لم تحقق انفراجة، ومن المتوقع أن تستأنف هذا الأسبوع على أساس المقترح الأمريكي.

وتأتي زيارة بلينكن في وقت يواجه فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن ضغوطًا متزايدة بسبب موقفه من الصراع، خاصة مع اقتراب الانتخابات، ورغم التفاؤل الأمريكي، فإن التصريحات الصادرة عن حماس وإسرائيل تشير إلى صعوبة التوصل لاتفاق، حيث تصر إسرائيل على القضاء على حماس كقوة عسكرية وسياسية، بينما تطالب حماس بوقف دائم لإطلاق النار.

وتواجه مفاوضات تبادل الرهائن أيضًا تعقيدات بشأن استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة وحرية تنقل الفلسطينيين، وأقر بلينكن بصعوبة هذه المفاوضات، مؤكدًا أن التحدي يكمن في ضمان موافقة حماس على المقترح وتنفيذ الاتفاق.

أين يوجد السنوار؟

من جهة أخرى، اتهمت حماس الولايات المتحدة بالتحيز لإسرائيل في المفاوضات، وقال القيادي في الحركة، سامي أبو زهري، إن بلينكن يتصرف كما لو كان وزيرًا في حكومة نتنياهو، مما يقلل من توقعاتهم لأي تغيير إيجابي في الموقف الأمريكي، فيما قال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، إنه “رغم الصعوبة السياسية إلا أنه يجب إعادة جميع المختطفين الآن”.

ويتفق مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون على أن “يحيى السنوار ما زال مختبئًا في شبكة الأنفاق في خان يونس بجنوب قطاع غزة، حيث يُحاط بمحتجزين إسرائيليين يُستخدمون كدروع بشرية”، وذلك بحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قبل شهر، استناداً إلى مصادر استخباراتية من إسرائيل والولايات المتحدة ودول غربية.

وبحسب الصحيفة تشارك الولايات المتحدة أيضًا في عملية البحث عن السنوار ولكن بحذر إذ يقوم محللون في وكالة الاستخبارات العسكرية الأمريكية بمساعدة إسرائيل في رسم خرائط أنفاق حماس باستخدام تقنيات تحليلية متقدمة تجمع بين بيانات متنوعة، كما يساهمون في تحليل الاتصالات المشفرة والمعلومات المستخرجة من الأقراص المدمجة لأجهزة الكمبيوتر، بالإضافة إلى معالجة البيانات التي يتم جمعها من خلال الاستجوابات والتحقيقات.

ربما يعجبك أيضا