مخاوف جادة.. إسرائيل تخشى غضب الضفة

قنبلة كامنة.. إسرائيل تحضر لصد غضب الضفة

أحمد عبد الحفيظ
مخاوف جادة.. إسرائيل تخشى غضب الضفة

في الأشهر الأخيرة، ازدادت المخاوف داخل أروقة المخابرات الإسرائيلية من تصاعد الهجمات الفلسطينية وانزلاقها من الضفة الغربية إلى المدن الإسرائيلية.

هذا القلق ينبع من سلسلة من الهجمات الفردية والمنظمة التي شهدتها الضفة الغربية، والتي تشير إلى احتمال تصاعد العنف وانتقاله إلى داخل حدود إسرائيل، ما يهدد الأمن الداخلي ويشكل تحديًا جديدًا للمؤسسات الأمنية الإسرائيلية، حسبما ذكر تقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الثلاثاء 20 أغسطس 2024.

تصاعد العنف في الضفة الغربية

شهدت الضفة الغربية في الفترة الأخيرة تصاعدًا ملحوظًا في العمليات الهجومية ضد المستوطنين الإسرائيليين وقوات الجيش، هذه الهجمات، التي تنوعت بين الطعن، وإطلاق النار، وإلقاء العبوات الناسفة، أصبحت مصدر قلق متزايد للمخابرات الإسرائيلية.

رغم الجهود المكثفة التي تبذلها القوات الإسرائيلية للحد من هذه العمليات عبر الاعتقالات والمداهمات، إلا أن المؤشرات تشير إلى تصاعد التنظيم والتخطيط بين الجماعات الفلسطينية المسلحة.

استفزاز المستوطنين

تفاقم القلق الإسرائيلي من امتداد الهجمات نتيجة استفزازات المستوطنين المستمرة للمدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.

وشهدت الفترة الأخيرة زيادة في أعمال العنف التي يقوم بها المستوطنون، مثل اقتحام القرى الفلسطينية، والاعتداء على المنازل والمزارع، وإتلاف الممتلكات، بحماية أو غضّ طرف من القوات الإسرائيلية.

هذه الاستفزازات تزيد من حدة التوتر وتدفع الفلسطينيين إلى الرد بعمليات انتقامية، ما يسهم في تصعيد الوضع الأمني وزيادة احتمال انتقال العنف إلى داخل المدن الإسرائيلية، كما أنها تُعزز من الشعور بالغضب والظلم بين الفلسطينيين، ما يُعقد من جهود المخابرات الإسرائيلية في احتواء الوضع الأمني ومنع تفاقمه.

تحذيرات المخابرات من انتقال الهجمات

تشير تقارير المخابرات الإسرائيلية إلى احتمال انتقال هذا العنف من الضفة الغربية إلى قلب المدن الإسرائيلية، هذا التخوف يعززه وجود خلايا نائمة داخل إسرائيل، بالإضافة إلى قدرة بعض المهاجمين على التسلل من الضفة الغربية وتنفيذ عمليات داخل الأراضي الإسرائيلية.

كما أن هناك قلقًا من أن يتمكن الفلسطينيون المتواجدون في إسرائيل من تنفيذ هجمات استجابة لدعوات من قادة الفصائل الفلسطينية أو كرد فعل على أحداث عنف معينة في الضفة الغربية وغزة.

تداعيات انتقال العنف على الأمن الداخلي

إذا انتقلت الهجمات من الضفة الغربية إلى داخل المدن الإسرائيلية، فإن ذلك سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الداخلي.

وسيعني ذلك توسيع نطاق المواجهة ليشمل المدنيين في المدن الكبرى مثل تل أبيب والقدس، ما يزيد من حالة الخوف وعدم الاستقرار، وقد يدفع هذا التصعيد السلطات الإسرائيلية إلى اتخاذ إجراءات أمنية صارمة، مثل فرض حظر التجول أو تعزيز نقاط التفتيش، وهو ما قد يؤثر سلبًا على الحياة اليومية للسكان.

إضافة إلى ذلك، فإن انتقال الهجمات سيعزز من التوترات السياسية داخل إسرائيل، حيث ستواجه الحكومة ضغوطًا متزايدة من الجمهور لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة ضد الفلسطينيين، وقد يؤدي إلى مزيد من العنف والعنف المضاد، مما يفاقم من دورة الصراع بين الجانبين.

استراتيجيات مواجهة المخابرات

لمواجهة هذا التهديد المتزايد، تعمل المخابرات الإسرائيلية على تعزيز جهودها في جمع المعلومات الاستخباراتية وتحديد الأفراد والجماعات التي قد تكون مسؤولة عن تخطيط هجمات داخل إسرائيل، بالإضافة إلى ذلك، تكثف الأجهزة الأمنية التنسيق مع القوات الفلسطينية في الضفة الغربية لمحاولة احتواء العنف ومنع انتقاله إلى الداخل، حسبما ذكرت الصحيفة.

كما تُجري المخابرات تقييمات دورية لمدى استجابة الأجهزة الأمنية المحلية في المدن الإسرائيلية لأي تهديدات محتملة، وتشمل هذه التقييمات مراجعة خطط الطوارئ، وتدريب القوات على التعامل مع سيناريوهات الهجمات المتعددة، بالإضافة إلى تعزيز التعاون مع الأجهزة الأمنية الدولية للحصول على معلومات استخباراتية دقيقة.

ربما يعجبك أيضا