الأزمة السودانية.. عقبات كبيرة تعترض عملية السلام

ما العقبات التي تواجه محادثات السلام السودانية؟

بسام عباس
الدمار يظهر في شوارع أم درمان

بعد رفضها حضور محادثات السلام التي تقودها الولايات المتحدة، والتي بدأت في جنيف الأسبوع الماضي، قالت الحكومة السودانية إنها سترسل وفدًا إلى القاهرة لإجراء مناقشات مع مسؤولين أمريكيين ومصريين.

وقالت الحكومة السودانية إن المحادثات في القاهرة ستستهدف تنفيذ معاهدة جدة، التي وقعت في مايو 2023، والتي قالت السودان إنها مقدمة لحضور مفاوضات أوسع نطاقًا تهدف إلى إنهاء الحرب الأهلية، وفق ما أوردته وكالة رويترز.

آثار سلبية

أوضحت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته أمس الثلاثاء 20 أغسطس 2024، أن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، منذ اندلاع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أبريل 2023، اتُهمت بتجاهل هذه الحرب.

وأضافت أن الحرب في السودان أطلقت العنان لأزمة إنسانية هائلة، مع نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، مخلفةً أثارًا سلبية على المنطقة بأسرها، خاصة مع ارتكاب كلا الجانبين لكثير من جرائم حرب ومذابح بحق المدنيين على نطاق أوسع.

تحسين الوضع الإنساني

قالت المجلة الأمريكية إن جهود الغرب لإنهاء الصراع، حتى وقت قريب، كانت شكلية في أفضل تقدير، وعلى هذا فإن محادثات السلام التي بدأت الأسبوع الماضي تمثل تصعيدًا لهذه الجهود من جانب واشنطن، التي تمارس ضغوطًا مستمرة على الأطراف المتحاربة من أجل تحسين الوضع الإنساني، وتمهيد الطريق لوقف الأعمال العدائية.

ويبدو أن هذه الجهود تؤتي ثمارها بالفعل، فحتى من دون إرسال وفد إلى جنيف الأسبوع الماضي، وافق الجيش السوداني يوم الخميس الماضي على إعادة فتح معبر حدودي لتسليم المساعدات إلى دارفور بعد محادثات مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن.

عقبات كبيرة

ذكرت المجلة أن هناك عقبات كبيرة تعترض عملية السلام، فمن ناحية، بعد مرور 16 شهرًا على بدء الحرب، لم يثبت أي من الجانبين قدرته على هزيمة الآخر، ولم يقبل أي منهما هذا الواقع، وهو مقدمة ضرورية للتفاوض على نوع ما من اتفاق السلام.

وهناك أيضًا غياب ملحوظ للمجتمع المدني في محادثات السلام حتى الآن، وخاصة النساء، على الرغم من الدور المحوري الذي لعبنه في السياسة السودانية في السنوات الأخيرة فضلًا عن التخفيف من الأضرار الناجمة عن الحرب، كما أشار الكاتب مايك براند، في تقرير نشرته المجلة 24 أبريل 2024.

ولفت إلى أن الجماعات النسوية والمجتمع المدني حذرت المجتمع الدولي من الثقة في الجهات المسلحة في الحكومة الانتقالية في البلاد ورفع مكانتها. ولكن تجاهل تلك النداءات، والآن أبعدت عن المحادثات لإنهاء الحرب الأهلية، وبعد عام من الحرب والفظائع، حان الوقت للاستماع إلى أصوات النساء من أجل السلام والتفاعل معها.

توترات المنطقة

أفادت المجلة بأن العقبة الأكبر أمام السلام ربما تكون هي الدرجة التي أصبح بها الصراع دوليًّا، فروسيا تتحوط في رهاناتها من خلال دعم جانبي الحرب بقدر ما، ومن جانبها تدعم إيران الحكومة السودانية ضد قوات الدعم السريع، ما جذب توترات الشرق الأوسط إلى ديناميكيات الصراع السوداني.

وأضافت أن إنهاء الحرب في السودان، سيكون رهن موقف المجتمع الدولي وخصوصًا الولايات المتحدة، الذي سيترتب عليه حالة التفاعل الإقليمي، لافتةً إلى أن الازمة السودانية تتجه نحو الحل مع جهود الرعاة الدوليين، وهو ما يعطى نجاحًا جزئيًّا للمفاوضات مع الاهتمام الأمريكي للأزمة، وهو ما أدى إلى انفراجة للأزمة من الناحية الإنسانية.

ربما يعجبك أيضا