كيف ساهم البنتاجون في بناء وادي السيليكون؟

وادي السيليكون والبنتاجون.. قصة نجاح تكنولوجي أمريكي

رؤية

في ظل تزايد التركيز على التكنولوجيا في قطاع الدفاع الأمريكي، تتجه الأنظار نحو الدور الكبير الذي لعبته وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) في تطوير وادي السيليكون، الذي يُعد اليوم مركز الابتكار التكنولوجي العالمي.

شهدت الشركات التكنولوجية الكبرى مثل Microsoft وGoogle وOracle وIBM، تدفقًا مُتزايدًا من الاستثمارات العسكرية، حيث يسعى البنتاجون للاستفادة من التقنيات الحديثة لتعزيز أمن البلاد، بحسب تقرير نشرته مجلة “ريسبونسبل ستيت كرافت“، أمس الثلاثاء 20 أغسطس 2024.

وطنيون تكنولوجيون” في خدمة الدفاع

مؤخرًا، تم تعيين الجنرال السابق بول إم ناكاسوني، المدير السابق لوكالة الأمن القومي، بمجلس إدارة شركة “Open AI”، في خطوة تشير إلى تعمق العلاقات بين وادي السيليكون والمؤسسة العسكرية.

كما أن مجموعة من رواد التكنولوجيا، مثل بالمر لوكي من شركة أندوريل، ومارك أندريسن من أندريسن هورويتز، يعكفون على إثبات أن الشركات التكنولوجية يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز القدرة الدفاعية للولايات المتحدة.

تاريخ عسكري عريق 

رغم أن وادي السيليكون يُعتبر رمزًا للابتكار الحر وروح ريادة الأعمال، فإن جذور نجاحه تعود إلى دعم حكومي واسع خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حينها، ساهمت الاستثمارات الحكومية، وخاصة العقود العسكرية، في تحويل المنطقة من مجتمع زراعي هادئ إلى مركز تكنولوجي عالمي.

وكما توضح المؤرخة مارجريت أومارا، فإن الحكومة الأمريكية لعبت دورًا رئيسًا في صياغة “مُخطط” نجاح وادي السيليكون، من خلال دعم شركات مثل فيرتشايلد لأشباه الموصلات عبر العقود العسكرية.

بصمة عسكرية في الابتكارات

أدى الإنفاق العسكري الأمريكي على البحث والتطوير إلى ولادة عدد لا يحصى من الابتكارات البارزة، على سبيل المثال، بدأ مشروع الإنترنت كمبادرة من وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة (ARPA)، التي أطلقت “ARPANET”، وهي أول شبكة من أجهزة الكمبيوتر، والتي تحولت لاحقًا إلى الإنترنت.

كما موّلت الوكالة تطوير أقمار صناعية وأنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، وتطبيق Siri، الذي تبنته شركة Apple لاحقًا.

البنتاجون وتشكيل الاقتصاد التكنولوجي

لا تزال البصمة الاقتصادية للمؤسسة العسكرية واضحة في وادي السيليكون، في عام 1990، استحوذ أكبر 9 مقاولين عسكريين في المنطقة على عقود دفاعية تجاوزت 11 مليار دولار.

ورغم تراجع الإنفاق الدفاعي في الولاية، تظل كاليفورنيا من بين أكبر المُستفيدين من التمويل العسكري على مستوى الولايات المتحدة.

ومن الواضح أن العلاقة بين وادي السيليكون والبنتاجون تتجاوز مجرد الشراكات التجارية، لتكون جزءًا أساسيًا من قصة النجاح التكنولوجي الأمريكي.

ربما يعجبك أيضا