الحرب التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.. إلى أين تتجه؟

كيف ترد الصين على رسوم الاتحاد الأوروبي على السيارات الكهربائية؟

بسام عباس
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الصيني شي جينبينج ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

أعلنت وزارة التجارة الصينية أنها ستحقق في الإعانات التي يقدمها الاتحاد الأوروبي وبعض دوله لمنتجات الألبان، والتي قد تؤدي إلى فرض تعريفات جمركية على صادراتها إلى الصين.

وذكرت وكالة “أسوشيتد برس”، أن هذه الخطوة جاءت بعد يوم واحد من إصدار الاتحاد الأوروبي لمشروع قرار بشأن فرض التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين.

تصاعد التوترات

قالت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 21 أغسطس 2024، إن قرار الصين ببدء هذا التحقيق يمثل أحدث تصعيد في حربها التجارية مع الاتحاد الأوروبي، لافتة إلى تصاعد التوترات التجارية بين الطرفين لبعض الوقت.

وأضافت أن هذه التوترات اتخذت منعطفًا حاسمًا في يونيو الماضي، عندما أعلن الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية المصنوعة في الصين بعد تحقيق استمر أشهرًا في مكافحة الدعم، وهذه الخطوة أشارت إلى قرار بروكسل بالاقتراب من نهج واشنطن الحمائي تجاه المنافسة الصينية.

الرد الصيني

أوضحت المجلة أنه كان من المتوقع أن يثير قرار الاتحاد الأوروبي غضب الحكومة الصينية، وهو ما حدث بالفعل، فمنذ الإعلان الأوَّلي عن التحقيق الذي أجراه الاتحاد الأوروبي في قضية دعم السلع الصينية في العام الماضي، أعلنت بكين عن اتخاذ إجراءات مماثلة ضد الصناعات الأوروبية مع كل تطور جديد.

ولكن في حين كانت هناك تكهنات في البداية بين المراقبين بأن بكين ستستهدف شركات صناعة السيارات الأوروبية، والألمانية على وجه التحديد، فقد استهدفت الصين بدلًا من ذلك الصناعات الزراعية، أولًا من خلال التحقيقات في صادرات البراندي واللحوم الأوروبية، ثم اتبع إعلان أمس هذا النمط، مستهدفًا منتجات الألبان مثل الجبن.

ولفتت إلى أن الصين اتخذت خطوات مماثلة من قبل، ففي 2020، وفي خضم التوترات المتصاعدة بسرعة مع كانبيرا، أطلقت بكين تحقيقًا في صناعة النبيذ الأسترالية، التي تعتمد على الصادرات إلى الصين، وفرضت لاحقًا تعريفات جمركية باهظة على النبيذ الأسترالي، ما أدى إلى تبخر السوق الصينية أمام صانعي النبيذ الأستراليين.

الحد من الأضرار

ذكرت المجلة أن هناك عدة أسباب تدفع بكين إلى استهداف الصناعات الزراعية، فمن ناحية، يتمتع المزارعون بنفوذ كبير في السياسة الأوروبية، وهو ما يظهر من احتجاجات المزارعين العابرين للحدود الوطنية في وقت سابق من هذا العام، وبالتالي فإن استهداف قطاعات مثل الألبان واللحوم يجرهم إلى الحرب التجارية.

وأضافت أن استهداف الصناعات الزراعية تعتبر وسيلة سهلة تستغلها بكين للرد على التعريفات الجمركية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي دون دفع بروكسل إلى استهداف قطاعات صينية مهمة أخرى مثل التكنولوجيا والتصنيع، كما فعلت الولايات المتحدة من قبل.

وأشارت إلى أن القوة الاقتصادية الصينية لا تزال تعتمد بشكل كبير على الصادرات الخارجية، ولذلك، ففي حالة اندلاع حرب تجارية، حتى وإن كانت محدودة، مع الاتحاد الأوروبي، فسوف تسعى بكين إلى الحد من الأضرار التي قد تلحق بمصالحها الاقتصادية.

ربما يعجبك أيضا