صراع الشرق الأوسط يحول سماء أفغانستان لمنطقة آمنة للطائرات

عبدالرحمن طه
شركات-الطيران

زادت الخطوط الجوية السنغافورية والخطوط الجوية البريطانية ومجموعة لوفتهانزا الألمانية رحلاتها فوق أفغانستان بعد سنوات من تجنبها إلى حد كبير، لكن الصراع في الشرق الأوسط جعل منها خيارا آمنا نسبيا الآن.

وتوقفت شركات الطيران تقريبا عن المرور عبر أفغانستان، التي تقع على طرق رئيسية بين آسيا وأوروبا، منذ 3 سنوات عندما سيطرت حركة طالبان على السلطة وتوقفت خدمات مراقبة الحركة الجوية، في حين لم تستأنف بعد هذه الخدمات، ولكن الصراع بالشرق الأوسط جعل منها خيارًا مؤقتًا، بحسب رويترز اليوم الجمعة 23 أغسطس 2024.

الصراع بالشرق الأوسط

قال “إيان بيتشينك” المتحدث باسم منظمة (فلايت رادار24) لتتبع الرحلات الجوية: “مع احتدام الصراعات، تغيرت الحسابات الخاصة بالمجال الجوي الذي يمكن استخدامه، وتسعى شركات الطيران إلى تقليل المخاطر قدر الإمكان وترى أن التحليق فوق أفغانستان هو الخيار الأكثر أمانا في ظل التوترات الحالية بين إيران وإسرائيل”.

ووفقا لتحليل أجرته رويترز لبيانات فلايت رادار24، كان عدد الرحلات الجوية فوق أفغانستان في الأسبوع الثاني من أغسطس أكثر من سبعة أمثال هذه الرحلات خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وبدأ التحول في منتصف أبريل الماضي أثناء الهجمات المتبادلة بالصواريخ والطائرات المسيرة بين إيران وإسرائيل، وتُظهر بيانات تتبع الرحلات الجوية في ذلك الوقت أن لوفتهانزا والخطوط الجوية السنغافورية والخطوط الجوية البريطانية وغيرها من الشركات بدأت في تسيير بضع رحلات يوميا فوق أفغانستان.

تحول كبير بعد مقتل هنيه

حدثت زيادة كبيرة في تحويل مسار رحلات الطيران عبر أفغانستان خاصة بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وقيادي كبير في جماعة حزب الله اللبنانية في أواخر يوليو تموز مما أثار مخاوف من تصعيد كبير.

وقالت مجموعة لوفتهانزا لرويترز إنها قررت استئناف التحليق فوق المجال الجوي الأفغاني اعتبارا من أوائل يوليو الماضي.

وأظهرت بيانات أن الخطوط الجوية التركية والتايلاندية ومجموعة إير فرانس-كيه.إل.إم من ضمن شركات الطيران التي زادت عدد رحلاتها فوق المجال الجوي الأفغاني منذ أبريل.

مخاطر في أفغانستان

ذكرت مجموعة “أو.بي.إس” لسلامة الطيران في يوليو الماضي أنه رغم زيادة حركة الطيران في المجال الجوي الأفغاني دون وقوع حوادث، لا يوجد ضمان لسلامة الطاقم أو الركاب إذا اضطرت أي طائرة إلى الهبوط.

وفي غياب مراقبة الحركة الجوية، يتحدث الطيارون الذين يعبرون أفغانستان إلى الطائرات القريبة عبر أجهزة اللاسلكي وفقا لبروتوكول وضعته منظمة الطيران المدني الدولي التابعة للأمم المتحدة وهيئة الطيران المدني الأفغانية.

وإذا لم تتمكن أي شركة طيران من التحليق عبر روسيا أو أوكرانيا أو إيران، فالمسار فوق وسط أفغانستان يوفر طريقا مباشرا من أوروبا إلى جنوب آسيا.

ونقل تقرير لمجموعة أو.بي.إس عن طيار حلق في شهر يوليو من أمستردام إلى كوالالمبور عبر وسط أفغانستان قوله “لقد وفر لنا هذا الطريق قدرا لا بأس به من الوقت والوقود”.

ربما يعجبك أيضا