غزة خارج أجندة هاريس.. والديمقراطيون يشعرون بالإحباط

محمد النحاس

مع مواصلة إسرائيل حربها على غزة، يستمر تدفق الدعم الأمريكي لآلة الحرب الإسرائيلية، ولا يبدو أن هذا المسار سيتغير قريبًا، فحتى كاميلا هاريس المرشحة الديمقراطية التي تُبدي شيء من التعاطف تجاه الفلسطينيين وتعلن دعمها لوقف الحرب، لم تدلي بتصريحات جادة تشي بعزمها وقف السلاح الأمريكي الذي يفتك بالفلسطينيين


تجمع  هذا الأسبوع آلاف المتظاهرين المناهضين للحرب في شوارع مدينة شيكاغو الأمريكية حول مركز “يونايتد سنتر” ليطرحوا تساؤلًا مهمًا لحملة كمالا هاريس، هل بإمكانهم رأب الصدع العميق بين الشارع والمؤسسة السياسية بشأن قضية حرب إسرائيل على غزة؟

 على الأرجح، الإجابة هي لا، حسب مقال لمجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، نشرته اليوم الجمعة 23 أغسطس 2024، وفي خطابها مساء الخميس، أعربت كامالا هاريس عن تأييدها لإنهاء الحرب في غزة، لكن ذلك ليس كافيًّا على الإطلاق كما يعتقد الكثير في صفوف الحزب الديمقراطي من التيارات التقدمية ومناهضي حرب إسرائيل ودور بلادهم فيها.

تأكيد دعم إسرائيل

رغم كلماتها القليلة، أكدت ضرورة التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار، مع تأكيدها على دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

هذه التصريحات لم تقنع الديمقراطيين الذين يريدون فعلًا إنهاء الحرب، أو على الأقل وقف المساهمة الأمريكية فيها، حسب المقال.

وعلى مدار الأسبوع، كان السيناتور بيرني ساندرز هو الديمقراطي الوحيد الذي تناول القضية بشكل جدي، بينما تعرضت النائبة ألكساندريا أوكاسيو كورتيز لانتقادات حتى من زملائها لتطرقها لموضوع وقف إطلاق النار.

مناهضون للحرب

الناشط المناهض للحرب، نورمان سولومون، أشار إلى أن هاريس تدعم سياسات بايدن التي تستمر في تغذية الصراع من خلال إمدادات الأسلحة لإسرائيل، رغم تعاطفها مع ضحايا الحرب في غزة.

ورغم جهود المتظاهرين، إلا أن تأثيرهم كان محدودًا، حتى أنهم لم يتمكنوا من إحضار متحدث فلسطيني إلى منصة المؤتمر، كما أظهر البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي التزامه “الراسخ” بأمن إسرائيل.

إحباط متزايد

في الخارج، حضر مؤتمر صحفي صباح الأربعاء بعض النواب، مثل إلهان عمر وكوري بوش، بالإضافة إلى أعضاء من منظمة “أطباء بلا حدود” الذين شهدوا المأساة في غزة، إلا أن الحضور كان ضعيفًا، وعمت حالة من الإحباط بين الناشطين المناهضين للحرب.

كما حضر أعضاء من مجموعة “أصوات يهودية من أجل السلام”، وأكدوا ضرورة إنهاء الحرب، لكنها أشارت إلى أن بايدن يجعل ذلك مستحيلًا، مع تدفق مليارات الدولارات من الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل.

دعم شعبي لوقف إمدادات الأسلحة

رغم الانتقادات والاتهامات الموجهة إليهم، لا يعتزم المتظاهرون الاستسلام، إذ إن موقفهم يحظى بدعم شعبي كبير وفقًا لاستطلاع رأي أجرته “CBS News / YouGov”، والذي أظهر أن 61% من الأمريكيين يعارضون إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.

وفي ظل هذا المشهد، تستمر المجازر في غزة، بينما يظل الشعار لدى الديمقراطيين هو “أفوز أولًا.. ولنناقش التفاصيل لاحقًا”، حسب المقال.

ربما يعجبك أيضا