أمريكا في مأزق.. كيف فشلت بمواجهة الحوثيين؟

محمد النحاس
هجمات الحوثي في البحر الأحمر

في إحدى حلقات مسلسل “الجناح الغربي”، يطرح الرئيس جيد بارتلت  (شخصية خيالية) تساؤلًا جوهريًا أمام مستشاريه، ما أهمية الرد المتناسب على الهجمات؟ في خضم مناقشة حول الرد المناسب على إسقاط طائرة أمريكية فوق دولة أجنبية ليست صديقة. 

يتساءل بارتلت عن جدوى الرد بالمثل عندما تتعرض بلاده لهجوم، ويُظهر المسلسل، من خلال هذا الحوار، التحديات التي تواجه القادة في اتخاذ قرارات عسكرية، حيث يجد بارتلت نفسه بين مطرقة الرغبة في الانتقام وسندان المسؤولية عن حماية الأرواح وتجنب التصعيد، بحسب مقال لمجلة “ناشونال إنترست” الأمريكية نشرته 24 أغسطس 2024.

ضربات الحوثيين

يختار بارتلت توجيه ضربات دقيقة لتجنب وقوع ضحايا مدنيين، ويؤكد مستشاره أن هذا هو النهج الذي يجب أن تتبعه أقوى دولة في العالم: نهج متوازن، ومعقول، ومسؤول.

اليوم، تواجه الولايات المتحدة تحديًا مماثلاً في الرد على هجمات الحوثيين في البحر الأحمر وخليج عدن، فالحصار الذي تفرضه الطائرات بدون طيار والصواريخ الحوثية على مضيق باب المندب مستمر منذ تسعة أشهر.

وأرسلت البحرية الأمريكية مؤخرًا مجموعتها الرابعة من حاملات الطائرات إلى المنطقة لـ “حماية الملاحة الدولية”، بحسب المقال المنشور بالمجلة الأمريكية.

التعامل مع ملف الحوثيين

حتى الآن، تفضل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الرد عبر إرسال البحرية الأمريكية لاعتراض الهجمات الصاروخية والجوية بشكل مباشر بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية للأزمة، والتي تشمل سياسة الإدارة تجاه إيران التي أدت إلى تمويل وتسليح الحوثيين. 

وعلى مدى الأشهر التسعة الماضية، تحملت الولايات المتحدة مسؤولية حماية حرية الملاحة والنظام التجاري العالمي من حصار الحوثيين، وقد تم تحويل مسار مجموعتين من حاملات الطائرات إلى المنطقة في محاولة للحد من تأثيرات هذه الأزمة. 

وفي هذا الإطار، أصبح مضيق باب المندب يحتل أهمية مكافئة للأقاليم الأخرى التي تستهدفها استراتيجية الدفاع الأمريكية.

رد غير متناسب

يرى المقال أن الرد الأمريكي -حتى الآن- لم يكن متناسبًا مع المصالح الأمريكية؛ فبالرغم من الجهود المبذولة، ما زال المضيق خطيرًا بالنسبة للعديد من السفن، ما أدى إلى انخفاض حركة المرور بنسبة تقارب 50%.

وإذا كانت حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر مصلحة أمريكية حيوية، فإن استراتيجية بايدن لم تكن كافية لمواجهة التحدي، وإذا لم تكن هذه المصلحة تستحق تصعيدًا أكثر قوة لحل المشكلة من جذورها، فإن تخصيص جزء كبير من قدرات حاملات الطائرات الأمريكية لهذه المهمة أمر غير مبرر.

حلول جذرية 

بدلاً من اتباع استراتيجية قد تحل المشكلة جذريًا في وقت قصير، اختارت إدارة بايدن النهج البطيء والمكلف وغير الفعال في مواجهة تهديد الحوثيين، ما أدى إلى استنزاف الموارد العسكرية الأمريكية دون تحقيق نتائج ملموسة.

ختاماً يخلص المقال أنه ربما يجب على الرئيس القادم التفكير في الرد “غير المتناسب” لتحقيق مصالح أمريكا بشكل أفضل.

 وهو نهج قد لا يكون عسكرياً، لكنه دبلوماسي في المقام الأول، ويرتبط بمعالجة جذور الأزمة، وبوقف حرب الجيش الإسرائيلي -بدعم أمريكي- على غزة والتي أشعلت المنطقة بكاملها في غضون أشهر ووصلت إلى حافة تصعيد قد يؤدي إلى حرب شاملة.

ربما يعجبك أيضا