استراتيجية جديدة.. إيران تتجه نحو «الدبلوماسية»

محمد النحاس
وزير خارجية إيران عباس عراقجي

أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، محادثة هاتفية مع نظيره الفنزويلي إيفان خيل بينتو، خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهي مكالمة تعكس استراتيجية دبلوماسية أوسع تتبناها طهران.

وخلال المكالمة، أكد عراقجي أن إيران تنظر إلى دول أمريكا اللاتينية، وخاصة فنزويلا، بنظرة استراتيجية طويلة المدى، موضحا أن الإدارة الإيرانية الجديدة، بقيادة الرئيس مسعود بزشكيان، ستواصل هذا النهج الاستراتيجي تجاه المنطقة، بحسب التلفزيون الإيراني أمس الجمعة 23 أغسطس 2024. 

دبلوماسية طهران 

التصريح يعكس التوجه الدائم لإيران في تعزيز علاقاتها مع دول أمريكا اللاتينية، التي تُعتبرها حليفة في مواجهة الضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة في جهود تبدو أنها حملة دبلوماسية أوسع تبدأ مع تولي بزشكيان للسلطة. 

عراقجي، الذي يشغل منصب وزير الخارجية حديثًا، يسعى إلى وضع بصمته في هذا الدور الجديد، ما يدل على أن العلاقات الخارجية ستكون إحدى أولويات الحكومة الجديدة، والأساليب الدبلوماسية ستكون على رأس أولويات طهران خلال الفترة المقبلة. 

علاقات وثيقة مع أمريكا اللاتينية

أكدت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) أن إيران ستحافظ على نهجها الاستراتيجي تجاه دول أمريكا اللاتينية، مشيرة بشكل خاص إلى فنزويلا كحليف رئيسي.

تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين إيران وفنزويلا قد تعززت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، حيث تشترك الدولتان في موقف معادٍ للسياسات الأمريكية. 

وبالإضافة إلى ذلك، أرسل وزير الخارجية البرازيلي، ماورو لويز فييرا، رسالة تهنئة لـ عراقجي بمناسبة توليه منصبه الجديد، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من البرازيل بتقوية العلاقات مع إيران.

تحديات مشتركة

خلال المكالمة، قدم وزير الخارجية الفنزويلي تهانيه لعراقجي على تعيينه وزيرًا للخارجية، وأعرب الوزيران عن استعدادهما لتعزيز التعاون الثنائي بين بلديهما. 

واتفقا على متابعة الاتفاقيات السابقة والعمل على استكشاف سبل جديدة لتعميق العلاقات بين البلدين. هذا الاتفاق يعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها كل منهما.

إيران وروسيا 

في تطور آخر يعكس التوجه الجديد للإدارة الإيرانية، عيّن الرئيس الإيراني الجديد سفير إيران السابق لدى روسيا، مهدي سنائي، كمستشار سياسي رئيسي له. 

وتولي سنائي هذا المنصب يوضح أن الحكومة الإيرانية الجديدة تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع روسيا، التي تعتبر شريكًا استراتيجيًا لإيران في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

كما يوحي تعيين سنائي إلى نية إيران في تقوية محور موسكو-طهران، خاصة في ظل التحديات الدولية المتزايدة.

نهج بديل

بالإضافة إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني عن هدف بلاده في تقليل العقوبات المفروضة عليها، ما قد يعني أن الحكومة الإيرانية الجديدة مستعدة لتوسيع جهودها الدبلوماسية مع الغرب في محاولة للتخفيف من هذه العقوبات، ما يعكس رغبة إيران في تجنب العزلة الاقتصادية والسياسية، والبحث عن حلول دبلوماسية لتخفيف الضغط الدولي.

وأكد وزير الخارجية الإيراني الجديد على أهمية الدبلوماسية في المرحلة القادمة، مشددًا على أن الحكومة الجديدة ستعمل على تعزيز علاقاتها الدولية من خلال القنوات الدبلوماسية.

الخطوات تأتي في إطار حملة إعلامية واضحة من قبل النظام الإيراني، تهدف إلى إظهار التزامه بالدبلوماسية والتفاوض بدلاً من التصعيد العسكري، وإرسال رسالة إلى المجتمع الدولي بأنها تفضل الحوار والدبلوماسية كوسيلة لتسوية النزاعات الدولية.

ربما يعجبك أيضا