تسلسل زمني.. تصعيد جديد بين إسرائيل وحزب الله

محمد النحاس
حزب الله

الضربات المتبادلة لم تؤدِ إلى اندلاع حرب شاملة، كما أن عدم سقوط قتلى مدنيين، يمنح الطرفين فرصة للتريث.


في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد 25 أغسطس 2024، شهدت حدود إسرائيل ولبنان تصعيدًا هو الأخطر منذ شهور بين إسرائيل وحزب الله.

في تطور لافت للصراع بين إسرائيل وحزب الله، بدأ حزب الله ضربات فجرًا في ردٍ على اغتيال القيادي فؤاد شكر، الهجمات سرعان ما تحولت إلى ضربات متبادلة، وزعم كل طرف أنه وجه ضربات قاسية للآخر.. فما الذي نعرفه عن الصعيد الذي جرى صباح اليوم؟ وماذا قال الجانبان؟ وإلى أي مدى يمكن أن يصل؟

كلمة نصر الله

ألقى الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الأحد، كلمة ألقى فيها باللوم على إسرائيل في تصعيد الأوضاع، مشددًا على أن اغتيال القيادي فؤاد شكر في ضاحية بيروت الشهر الماضي كان تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء.

وأضاف نصر الله أن حزبه تأخر في الرد على اغتيال شكر كعقاب لإسرائيل، لكنه نفذ رده في الوقت المناسب وفقًا لخطة معدة مسبقًا.

قال الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الأحد إن “الهدف الأساسي” للهجوم الذي شنه الحزب فجرا على إسرائيل كان “قاعدة غليلوت للاستخبارات العسكرية” بالقرب من تل أبيب.

طبيعة الرد

أوضح نصر الله أن “محور المقاومة”، الذي يضم إيران والحوثيين بجانب حزب الله، اتفق على أن يرد كل طرف بطريقته الخاصة على إسرائيل، مشيرًا إلى أن الردود المنفردة جاءت نتيجة للتشاور بين الأطراف.

كما أشار إلى أن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة والاستنفار الكبير من قبل القوات الأمريكية والإسرائيلية كانا من بين الأسباب التي أدت إلى تأخير الرد على اغتيال شكر.

أكد نصر الله على أن الحزب ليس لديه مصلحة في تأخير الرد، ولكن حرص على تجنب استهداف المدنيين الإسرائيليين في عملياته، مشيرًا إلى أن الأهداف التي استهدفها حزب الله كانت مرتبطة مباشرة باغتيال إسرائيل لفؤاد شكر، وتم تنفيذ الهجمات بنجاح في العمق الإسرائيلي، بما في ذلك قرب تل أبيب.

روايات متناقضة

ادعى جيش الاحتلال فقد شنّت مقاتلاته هجومًا استباقيًّا قوّض ضربة واسعة النطاق للحزب، لكن نصر الله نفى ذلك مؤكدًا أن ضربات الحزب بدأت قبل نصف ساعة من شن سلاح جو الاحتلال غارته.

وحسب الأمين العام للحزب، فقد كانت الساعة 5:15 صباحًا “ساعة الصفر” لبدء “الرد على إسرائيل”، حيث أطلق الحزب أكثر من 300 صاروخ كاتيوشا مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية وقواعد للدفاع الصاروخي في شمال إسرائيل ومرتفعات الجولان المحتلة.

كما طالت ضربات الحزب قاعدة غليلوت وعين شيما، وبحسب بيان للحزب فإن هذه الهجمات كانت ناجحة كما أن منصات إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار لم تتعرض لأي أذى.

ماذا بعد؟

وبعد ذلك شنّت الطائرات الحربية الإسرائيلية حوالي 100 غارة جوية على أهداف في جنوب لبنان، نفذتها أكثر من 40 مقاتلة.

حزب الله أشار إلى أن هذه الهجمات كانت المرحلة الأول من الرد على اغتيال فؤاد شكر، في غارة إسرائيلية على بيروت الشهر الماضي.

ورغم نفي حزب الله ادعاء إسرائيل بإحباط الهجوم، فقد أعلن الحزب أنه أنهى عملياته العسكرية لهذا اليوم، مشيرًا إلى قدرته على استهداف مناطق أعمق في إسرائيل مستقبلًا.

خسائر محدودة

في الغارات على لبنان، قُتل اثنان من مقاتلي حزب الله ومقاتل آخر من مجموعة حليفة للحزب، بينما أُصيب شخصان آخران. وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل ضابط على الأقل.

الهجمات لم تؤدِ إلى اندلاع حرب شاملة، كما أن عدم سقوط قتلى مدنيين، يمنح الطرفين فرصة للتريث.

مع ذلك المخاوف لا تزال قائمة، خاصة مع تصاعد العدوان على غزة، ويقول حزب الله إن هجماته على إسرائيل تأتي كـ “حملة إسناد” لحماس في غزة.

على شفا الحرب الشاملة

الهجمات الإسرائيلية على لبنان منذ 8 أكتوبر الماضي أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص، معظمهم من مقاتلي حزب الله ومجموعات مسلحة أخرى، بالإضافة إلى أكثر من 100 مدني. وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل 23 جنديًا و26 مدنيًا جراء الهجمات من لبنان. ونزح عشرات الآلاف من كلا الجانبين.

وفي حال اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله، فمن المتوقع أن تكون أكثر دموية وتدميرًا من حرب عام 2006، حيث يمتلك حزب الله اليوم ترسانة ضخمة من الصواريخ المتقدمة والطائرات بدون طيار.

وفي المقابل، سترد إسرائيل بقوة ساحقة على أي هجوم كبير، مما سيؤدي إلى تدمير كبير للبنية التحتية في لبنان، وخاصة في الضاحية الجنوبية لبيروت والقرى الجنوبية حيث معاقل حزب الله.

سيناريو الحرب الشاملة

كما أن سيناريو الحرب الشاملة بين الحزب والاحتلال، قد يؤدي لتوسع الحرب لتشمل قوى إقليمية أخرى مثل إيران، ومجموعات أخرى في سوريا والعراق واليمن.

من جهة أخرى، الولايات المتحدة أكدت دعمها القوي لإسرائيل، وقامت بتحريك مجموعة كبيرة من الأصول العسكرية إلى المنطقة لردع أي هجوم محتمل من إيران أو حزب الله ومن المتوقع أن تدخل حال اندلاع سيناريو الحرب الكبرى.

يحاول الوسطاء التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، هذه الجهود باتت أكثر إلحاحًا في ظل التصعيد بين حزب الله وإسرائيل. ويشير الحزب إلى أنه سيوقف هجماته إذا تم التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.

ربما يعجبك أيضا