قنوات الاتصال بين حزب الله وإسرائيل.. الحقيقة الغائبة

هل هناك قنوات اتصال سرية بين إسرائيل وحزب الله؟

أحمد عبد الحفيظ
الاحتلال الإسرائيلي وحزب الله

لا تخفي إسرائيل وحزب الله عدائهما بشكل واضح، إلا أن واحدة من أكثر المواضيع المثيرة للجدل التي طرحت مؤخرا هي وجود قنوات اتصال بين إسرائيل وحزب الله.

وقالت صحيفة “الإندبندنت” في تقرير نشر الأحد 25 أغسطس 2024، إن إسرائيل وحزب الله تواصلا سويا بعد الاشتباك الذي دار بينهما وأكدا أنهما لا يسعيان للتصعيد.

عدو لدود أم شريك محتمل؟

لكن هل يمكن أن تكون هناك قنوات سرية للاتصال بينهما؟ وهل يمكن أن يكون هناك تعاون أو تفاهم غير معلن بين هذين العدوين التاريخيين؟

حزب الله منذ تأسيسه في أوائل الثمانينيات، اتخذ موقفًا عدائيًا تجاه إسرائيل، معتبرًا إياها “العدو الرئيسي”، خاض الطرفان عدة حروب ومعارك، أبرزها حرب 2006 التي تركت جراحًا عميقة على كلا الجانبين.

لكن بعيدًا عن ساحة المعركة، تظل الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هناك قنوات سرية للتواصل بين الطرفين، خاصة في فترات التوتر المتزايد.

ما الذي يدفع الطرفين للتواصل؟

يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب التي تدفع أي طرفين متنازعين للتواصل، بالنسبة لحزب الله وإسرائيل، قد تتضمن هذه الأسباب تجنب التصعيد الذي قد يؤدي إلى حرب شاملة، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة في المنطقة، فقد يكون للطرفين مصلحة مشتركة في الحفاظ على نوع من التفاهم الضمني، حتى لو لم يكن ذلك معلنًا.

على سبيل المثال، في فترات تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، قد تكون هناك حاجة ملحة لتبادل رسائل غير مباشرة، سواء عبر وسطاء دوليين أو عبر قنوات غير رسمية، من أجل تفادي وقوع كارثة أكبر، ليس بالضرورة أن تكون هذه الرسائل تتعلق بتفاهمات طويلة الأمد، بل ربما تكون مجرد محاولات لتخفيف التوترات أو التوصل إلى هدنة قصيرة.

الوسطاء الدوليون قناة تواصل محتملة؟

لعبت العديد من الدول والمنظمات الدولية دورًا كوسيط بين الأطراف المتنازعة في الشرق الأوسط.

الأمم المتحدة، على سبيل المثال، لديها قوة حفظ سلام على الحدود اللبنانية، الإسرائيلية (اليونيفيل)، والتي قد تكون قد لعبت دورًا في نقل رسائل غير مباشرة بين حزب الله وإسرائيل في مناسبات معينة، كذلك، يمكن لدول مثل فرنسا أو روسيا أو حتى الولايات المتحدة أن تلعب دورًا في تسهيل الاتصالات السرية.

لكن حتى إذا كانت هناك قنوات للتواصل، فمن الصعب تأكيد ذلك علنًا، حيث أن الكشف عن مثل هذه القنوات قد يعرض الأطراف المعنية لضغوط داخلية شديدة، خاصة من قبل جمهورها أو حلفائها.

الشائعات والحقائق؟

لا شك أن الشائعات حول وجود قنوات اتصال بين حزب الله وإسرائيل تثير الفضول وتغذي التحليلات السياسية، ومع ذلك من المهم أن نتذكر أن الشائعات ليست دائمًا مبنية على الحقائق، في كثير من الأحيان، قد تستخدم هذه الشائعات كأداة من قبل أطراف ثالثة لزرع الشكوك أو لتعزيز أجنداتها الخاصة.

من الصعب الجزم بوجود قنوات اتصال مباشرة أو غير مباشرة بين حزب الله وإسرائيل، ولكن من المؤكد أن هناك مصلحة مشتركة في تجنب الحرب الشاملة. وربما تكون هناك تفاهمات ضمنية أو رسائل غير مباشرة تُنقل عبر وسطاء، لكن من غير المحتمل أن تكون هناك قنوات اتصال رسمية ومستدامة بين الطرفين.

ربما يعجبك أيضا