دعم كينيدي لترامب.. كيف سيُغير انتخابات الرئاسة الأمريكية؟

عبدالمقصود علي
روبرت كينيدي جونيور ودونالد ترامب

المرشح المستقل روبرت كينيدي جونيور أنهى ترشحه للبيت الأبيض، بتأييده لدونالد ترامب، وإشعل الجدل داخل عائلة كينيدي، ففي حال فاز ترامب سيكون هذا الديمقراطي مهد طريق البيت الأييض أمام المرشح الجمهوري.


إعلان روبرت كينيدي جونيور انسحابه من سباق الرئاسة الأمريكية وتأييده دونالد ترامب، كان بمثابة خطوة غير متوقعة من قبل هذا الشخص الديمقراطي، لكن ما هو تأثيرها على الحملة الانتخابية؟

سؤال طرحته صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” الفرنسية التي حاولت تسليط الضوء على خطوة كينيدي الذي كان ضحية تألق زميلته في الحزب كامالا هاريس، حيث تلاشى نجمه أكثر فأكثر بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق.

المتبرعون الأثرياء

الصحيفة أشارت إلى مقابلة أجرتها مع جونيور في نوفمبر 2006، إذ قال: “هل تعلم أنه لكي تترشح لعضوية مجلس الشيوخ في نيويورك عليك جمع 30 مليون دولار؟ وتأتي هذه الأموال من المتبرعين الأثرياء ذوي المصالح الخاصة الذين سوف يملون عليك بعد ذلك رؤيتهم السياسية”.

هذه الكلمات صدرت من كينيدي عقب إعادة انتخاب هيلاري كلينتون بمجلس الشيوخ، وحينها لم يهاجم ابن شقيق الرئيس كينيدي “المال” ومصالح الشركات التي تسمم السياسة الأمريكية، تقول الصحيفة، التي أضافت ” لا شك أن روبرت لا يعلم أن من بين الذين مولوا حملة هيلاري في هذا الوقت، شخص يدعى دونالد ترامب”.

وتابعت هذه ليست المفارقة الوحيدة في هذه المقابلة. ففيما يتعلق بوالده الذي قُتل بالرصاص يوم 5 يونيو 1968 بلوس أنجلوس، قال كينيدي جونيور بألم واضح “على مدار اثنين وعشرين عامًا، رفضت الحديث عن اغتيال والدي”.

لعنة كينيدي

بحسب “لو جورنال دو ديمانش” روبرت كينيدي جونيور يحمل جزءًا مما حدث لعائلته بداخله، فبصفته وريثًا رأى عمه وأبيه يُغتالان، وابن عمه يموت في حادث تحطم طائرة، كان عليه أن يتعايش مع ما يسمى “لعنة كينيدي”.

وبينت أنه في ذلك الوقت كانت معركة جونيور كيندي هي الماء، حيث أصبح مدافعًا عن الصيادين، وفاز بأكثر من 400 قضية، ما جعله المدافع الأول عن القضايا البيئية في البلاد، لدرجة أنه أطلق عليه لقب “داعم البيئة في الجادة الخامسة”.

ويبدو أن روبرت فقد الأمل منذ فترة في الوصول للبيت الأبيض حيث قال للصحيفة “لا أعتقد أننا سنرى كينيدي في البيت الأبيض مرة أخرى، في الحكومة من الممكن، في البيت الأبيض ربما لا”.

مقطع دعائي

منذ أبريل 2023، كان روبرت جونيور حاضرًا في السباق الرئاسي، في البداية كمرشح ديمقراطي، قبل أن يترك الحزب ويترشح كمستقل، لم تدعمه عائلته، ربما بسبب مواقفه المناهضة للقاحات وفي بعض الأحيان نظرية المؤامرة. حتى أنه اضطر إلى الاعتذار عن إعادة استخدام فيلم لجون كينيدي في مقطع دعائي.

كما رفض الحزب الديمقراطي السماح له بالمنافسة في الانتخابات التمهيدية، واستخدم كل الذرائع لإبعاد اسمه عن الاقتراع في العديد من الولايات، بما في ذلك اللجوء إلى القانون.

وتقول الصحيفة إن الذين أيدوا كينيدي في مغامرته الانتخابية جاءوا من الجمهوريين والديمقراطيين ولكن أيضًا كتلة من الأشخاص غير المصنفين الذين انجذبوا إلى الجانب غير النمطي من الشخصية وإلى أفكاره المناهضة للقاحات والمدافعة عن البيئة والحريات الفردية وأيضًا ضد “الدولة العميقة”.

تراجع شعبيته

لكن عودة بعض الديمقراطيين إلى الحزب، محتشدين خلف ترشيح كامالا هاريس التي تعتبر أكثر جاذبية من جو بايدن في نظرهم، أدى لتراجع شعبيته في استطلاعات الرأي.

وتؤكد الصحيفة الفرنسية أن اختيار سليل عائلة كينيدي الاستسلام، كان بسبب نقص المال ومشاكله مع قاضي ولاية نيويورك بشأن موطنه، كما تشتد المنافسة الآن بين ترامب وهاريس ولا تترك في هذه المرحلة مجالاً كبيراً لمرشح ثالث.

وتشير إلى أنه خلال الاقتراع يمكن لأصوات كينيدي أن تلعب دورًا خاصة في أوهايو، وميشيجان، وأريزونا، وحتى جورجيا، إذ تكفي نسبة قليلة من الأصوات في تغيير مسار الانتخابات، مبينة أنه في المناطق التي يطلق عليها “ساحات القتال”، لم يحسم فيها النصر لمرشح بعد، ففي ولاية بنسلفانيا، على سبيل المثال، كان لهاريس اليد العليا والآن أصبح ترامب في المقدمة.

مهزلة تاريخية

الصحيفة ذكرت أنه في عام 1992، كان تمسك ملياردير تكساس روس بيرو بترشحه، حصل على 19% من استطلاعات الرأي؛ أدى إلى هزيمة جورج بوش الأب لصالح بيل كلينتون.

من جهتهم يقلل الديمقراطيون من تأثير انسحاب كينيدي، ويقدرون أن المساهمة ستكون هامشية، لكن من ناحية المراهنات، ارتفعت احتمالات فوز ترامب، وفي حال حدث ذلك سيكون بمثابة مهزلة حقيقية تاريخية، حيث ساعد سليل أشهر عائلة ديمقراطية في الولايات المتحدة، المرشح الجمهوري على الفوز.

وفي المقابل، هناك حديث عن موقف في حكومة ترامب من القضايا البيئية أو القضايا الصحية التي يهتم بها كينيدي، كما يمكنه الترشح لمنصب النائب العام (وزير العدل)، وهو نفس المنصب الذي شغله والده بين عامي 1961 و1964.

ربما يعجبك أيضا