من الحرب للاقتصاد.. ما تأثير هجوم إسرائيل وإيران المحتمل؟

هل تستعد إسرائيل لضرب البنية التحتية الحيوية في إيران؟

شروق صبري
منشأة نفطية في إيران

في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، تتزايد احتمالات تنفيذ هجوم إسرائيلي يستهدف البنية التحتية الحيوية في إيران، خاصة في قطاعي النفط والغاز.


بعد استهداف إسرائيل ميناء الحديدة في اليمن الشهر الماضي، والذي شكل ضربة قوية للحوثيين، أصبحت فكرة الهجوم على أهداف في إيران خيارًا قائمًا في ظل التوترات المتصاعدة بالمنطقة.

أشارت صحيفة ماكور ريشون الإسرائيلية في تقرير الأهداف المحتملة والتداعيات الاقتصادية والسياسية المترتبة على الهجوم، وتأثيره المحتمل على الاستقرار الداخلي والإقليمي.

التحذيرات الأمريكية ورد إسرائيل

وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير أمس الاثنين 26 أغسطس 2024، أن الولايات المتحدة حذرت إسرائيل من شن هجوم استباقي على إيران قد يؤدي إلى رد فعل إيراني عنيف.

وفي الوقت ذاته، قالت إسرائيل للأمريكيين إنها مستعدة للرد بقوة إذا تعرضت لهجوم إيراني، حيث تخطط لتوجيه ضربات قد تزعزع استقرار الحكومة الإيرانية وتؤثر على الاقتصاد بشكل كبير.

الأهداف الاقتصادية

إيران تعتمد بشكل كبير على صناعة النفط والغاز لدعم اقتصادها. تساهم هذه الصناعات بنحو 70% من اقتصاد البلاد، مما يجعلها هدفًا رئيسيًا لأي هجوم إسرائيلي محتمل. الأهداف المحتملة تشمل حقول النفط ومصافي التكرير، بالإضافة إلى البنية التحتية للنقل والتخزين.

ومن أبرز الأهداف أكبر حقول النفط في إيران، مثل حقل “أهواز” الذي يُعد ثالث أكبر حقل نفط في العالم، يعتبر هدفًا مغريًا بسبب حجمه وقربه النسبي من الحدود العراقية، واستهدافه يمكن أن يتسبب في خسائر مالية ضخمة لإيران.

أهمية حقول النفط

تقع معظم حقول النفط الإيرانية الكبرى في جنوب غرب البلاد، بالقرب من الحدود مع العراق. من ضمن هذه الحقول، يبرز حقل أهواز كأكبر حقل نفطي في إيران وثالث أكبر حقل نفطي في العالم، ما يجعله هدفاً استراتيجياً مهماً. استهداف هذا الحقل يمكن أن يشل قدرة إيران على إنتاج النفط لأسابيع أو حتى شهور.

رغم أن إيران قد عززت دفاعاتها حول المنشآت النووية، إلا أن البنية التحتية النفطية تبقى أكثر عرضة للهجمات. معظم هذه المنشآت تقع فوق سطح الأرض، مما يجعلها سهلة التحديد والاستهداف. الهجوم على منشآت النفط يمكن أن يؤدي إلى شلل في هذه الصناعة لأسابيع أو حتى أشهر، مما سيؤدي إلى خسائر اقتصادية هائلة لإيران.

أكبر عشرة حقول نفط في إيران

أكبر عشرة حقول نفط في إيران

استهداف تكنولوجيا الطاقة الإيرانية

بجانب النفط، تشكل منشآت الغاز الطبيعي في إيران هدفاً مهماً أيضاً. يُعتبر حقل “بارس الجنوبي”، الذي يعد أكبر حقل غاز طبيعي في العالم، أحد الأهداف المحتملة.

هذا الحقل يشكل جزءاً كبيراً من إنتاج الغاز الإيراني ويمكن أن يؤدي استهدافه إلى تأثيرات سلبية كبيرة على اقتصاد البلاد.

الأهداف العسكرية

بالإضافة إلى الأهداف الاقتصادية، من المرجح أن تستهدف إسرائيل مواقع عسكرية إيرانية حساسة، بما في ذلك قواعد الحرس الثوري ومواقع تطوير الأسلحة المتقدمة.

هذه الأهداف تمثل تهديدات أمنية كبيرة لإسرائيل، واستهدافها يمكن أن يضعف القدرات العسكرية الإيرانية بشكل ملحوظ.

التداعيات الاقتصادية والسياسية

قد يؤدي هجوم كبير على صناعة النفط الإيرانية إلى تدهور حاد في الاقتصاد الإيراني، الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط. هذا التدهور الاقتصادي قد يزيد من السخط الشعبي ويشعل انتفاضات داخلية ضد النظام الحاكم.

ومن جهة أخرى، قد يؤدي تدمير صناعة النفط إلى ارتفاع كبير في أسعار النفط عالمياً، مما قد يجبر القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، على التدخل لضمان استقرار الأسواق العالمية.

ردود الفعل الإيرانية والدولية

إيران قد لا تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تعرضت لهجوم على بنيتها التحتية الحيوية. من المرجح أن ترد إيران بعمليات انتقامية تستهدف مصالح إسرائيلية أو أمريكية في المنطقة.

كما أن الهجوم قد يجر دولًا أخرى في المنطقة إلى الصراع، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي. من الناحية الدولية، ستواجه إسرائيل ضغوطًا دبلوماسية كبيرة، خاصة إذا ما أدى الهجوم إلى ارتفاع أسعار النفط عالميًا، مما سيؤثر على الاقتصاد العالمي.

التحديات الإسرائيلية

إسرائيل تواجه تحديًا معقدًا في تحقيق أهدافها دون التسبب في تصعيد واسع النطاق. في حين أن الهجوم قد يحقق أهدافًا تكتيكية، إلا أنه يحمل في طياته مخاطر كبيرة على المستوى الاستراتيجي.

قد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة ليس فقط مع إيران، بل مع تحالفات جديدة تشكلها طهران كرد فعل على الهجوم.

الخيارات البديلة لتجنب الهجوم

بالنظر إلى التداعيات المحتملة لأي هجوم على إيران، قد تفضل إسرائيل البحث عن خيارات بديلة. هذه الخيارات قد تشمل زيادة الضغط الدولي على إيران من خلال العقوبات الاقتصادية، أو تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة للحد من نفوذ إيران في المنطقة.

قد تكون هذه الخيارات أكثر فعالية على المدى الطويل، وأقل تكلفة من حيث الخسائر البشرية والاقتصادية. لذلك فإن الهجوم على البنية التحتية الحيوية في إيران يبدو كخيار قد تلجأ إليه إسرائيل إذا فشلت الوسائل الأخرى.

ربما يعجبك أيضا