المستقبل غامض.. الصين بين هواجس هاريس واحتمالات عودة ترامب

هل تمثل هاريس تحديًا جديدًا للصين؟

شروق صبري
الرئيس الصيني شي جين بينج وكامالا هاريس ودونالد ترامب

الصين قلقة من احتمال تولي كامالا هاريس للرئاسة بسبب عدم اليقين بشأن سياستها تجاه بكين مقارنةً بسياسات ترامب.


في أعقاب الكلمة الرئيسة التي ألقتها كامالا هاريس في مؤتمر الحزب الديمقراطي، لم تكن الأضواء مسلطة فقط على قاعة المؤتمر في شيكاغو، بل أيضًا على صناع القرار في بكين.

بالنسبة للقادة الصينيين، الذين كانوا يواجهون اختياراً غير محبب بين الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن وخصمه الجمهوري دونالد ترامب، زادت الترقبات حول ما يمكن أن تحمله إدارة هاريس المحتملة للعلاقات الأمريكية الصينية.

الهواجس الصينية تجاه هاريس

وفقًا لتقرير نُشرته صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، فإن الإدارة الصينية بقيادة شي جين بينغ تُحلل تصريحات هاريس وسجلها السياسي بحثاً عن أدلة حول سياسات إدارتها المحتملة تجاه بكين.

ويتساءل المسؤولون في الصين عما إذا كانت هاريس ستكون أقل حدة من ترامب في تعاملها مع القضايا الصينية، خاصة مع تركيزها المحدود على الصين في خطابها مقارنةً بما قاله ترامب في مؤتمره الحزبي الأخير.

سجل هاريس تجاه الصين

هاريس، التي كانت قد رعت مشاريع قوانين في مجلس الشيوخ تدافع عن حقوق الإنسان في هونغ كونغ ومنطقة شينجيانغ، تُعتبر من قبل البعض في الصين خصماً قد يتخذ مواقف متشددة. في المقابل، كان ترامب قد أطلق حربًا تجارية مع الصين وتعهد بزيادة التعريفات الجمركية إذا أعيد انتخابه.

وعلى الرغم من أن هاريس أشارت إلى الصين مرة واحدة فقط في خطابها، فإن ترامب ذكر الصين 14 مرة خلال مؤتمره، ما يبرز الفجوة بينهما في كيفية تناول القضية الصينية.

فريق هاريس المحتمل

أشار بعض الأكاديميين الصينيين إلى أن السؤال الأهم يتعلق بالفريق الذي ستعتمد عليه هاريس في حال فوزها بالرئاسة.

يعتمد القادة في بكين على مدى قدرة هاريس على الحفاظ على أعضاء فريق بايدن الحالي، مثل وزير الخارجية أنتوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، الذين كانوا وراء السياسات الحادة تجاه الصين. لذلك فإن عدم اليقين بشأن اختيارها لفريقها يزيد من قلق الصين حول المستقبل.

بكين قلقة من الخيارين

من وجهة نظر صينية، كلا الخيارين يحمل مخاطر. فبالنسبة للصين، إدارة ترامب الثانية قد تكون أكثر عدوانية تجاه الصين، مع احتمال أن يسعى ترامب لتحقيق “نصر” في حرب باردة جديدة وهو ما يعتبر تهديدًا وجوديًا للحزب الشيوعي الصيني.

بالمقابل، ترى بعض الأوساط الصينية أن إدارة هاريس قد تكون أكثر استقراراً في سياساتها وأكثر قابلية للتنبؤ بها، مما يقلل من حدة التوترات.

دونالد ترامب وكامالا هاريس

دونالد ترامب وكامالا هاريس

ترامب والعلاقات الأمريكية الصينية

في المقابل، هناك من يعتقد أن ولاية ثانية لترامب قد تؤدي إلى فوضى داخلية في الولايات المتحدة وتفكك في تحالفاتها الخارجية، مما قد يصب في مصلحة الصين.

ولكن هناك من يحذر من التفاؤل المفرط، حيث أظهر ترامب خلال ولايته الأولى خطوات لتعزيز التحالفات ضد الصين، مثل إحياء تحالف الرباعية مع اليابان وأستراليا والهند، والتصعيد في المواجهة مع بكين بشأن جائحة كوفيد-19.

العلاقات بين واشنطن وبكين

لا تزال الشكوك قائمة في بكين حول ما قد تحمله السنوات القادمة للعلاقات مع واشنطن، سواء كانت تحت قيادة هاريس أو ترامب.

ومع ذلك، تشير التقديرات إلى أن بكين قد تميل إلى تفضيل استمرارية السياسات المتوقعة على مواجهة جديدة وغير مؤكدة.

ربما يعجبك أيضا