خطابات استعراضية.. دعم هاريس لغزة «جعجعة بلا طحين»

وقف الحرب في غزة.. خطابات هاريس لا ترقى إلى مستوى الأفعال

بسام عباس
كامالا هاريس

إن احتجاجات الآلاف من المتظاهرين الأمريكيين الرافضين للعدوان الإسرائيلي على غزة، والذين تجمعوا في شيكاغو أمام مركز مؤتمر الحزب الديمقراطي، تطرح سؤالًا حاسمًا على المرشحة الرئاسية كامالا هاريس ونائبها تيم والتز: هل بإمكانهما سد الفجوة المُتسعة التي تقسم الشارع الأمريكي والمؤسسة السياسية حول قضية فلسطين؟

ولكن خطابات هاريس لا ترقى إلى مستوى الأفعال، ولم تكن الكلمات القليلة التي صدرت حول هذا الموضوع في المؤتمر المذكور مقنعة للديمقراطيين الذين يريدون أن يروا بالفعل نهاية للعدوان على الفلسطينيين، أو على الأقل أن تتوقف بلادهم عن المساهمة في مذبحة غزة.

دعم إسرائيل

قالت مجلة “Responsible Statecraft” الأمريكية، في تقرير للكاتب جيمس كاردين، نشرته الاثنين 26 أغسطس 2024، أن كامالا هاريس في خطابها الاستعراضي خلال المؤتمر الذي قبلت فيه رسميًا ترشيح حزبها، كانت مُؤيدة تمامًا لإنهاء العدوان على غزة، ولكنها رددت المعزوفة الأمريكية الغربية بحق إسرائيل بالدفاع عن النفس.

وقالت: “أعمل مع الرئيس بايدن على مدار الساعة، لأن الوقت حان للتوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، لكننِي سأدافع دائمًا عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسأضمن لها القدرة على ذلك”، ولم تنس هاريس “واجبها” في إدانة المقاومة وحركة “حماس”،

واعترفت بشكل غير مباشر بحجم التوحش الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، قائلةً: “ما حدث في غزة على مدى الأشهر الـ10 الماضية أزهق الكثير من الأرواح البريئة، وخلف المآسي والجوعى الفارين بحثًا عن الأمان، وجعل حجم المعاناة مفجعًا. إنني والرئيس بايدن نعمل على إنهاء هذه الحرب، وأن تكون إسرائيل آمنة، وأن يطلق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة”.

وقف إطلاق النار

أوضحت المجلة أن السيناتور بيرني ساندرز كان التقدمي الوحيد على مسرح المؤتمر الديمقراطي، الذي أعطى هذه القضية الاهتمام الذي اعتقد المتظاهرون أنها تستحقه، رغم أنه لم يذهب بعيدًا للدعوة إلى حظر السلاح الأمريكي عن إسرائيل. وفي الأسبوع الماضي، صرحت النائبة الديمقراطية عن ولاية نيويورك ألكساندريا أوكاسيو بأن هاريس “تعمل بلا كلل لتأمين وقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن إلى ديارهم”.

ولكن أعضاء الحزب سرعان ما وُبَّخوها على ذلك، إذ إن “العمل بلا كلل من أجل وقف إطلاق النار ليس صحيحًا في الحقيقة، ويجب أن يخجلوا من أنفسهم”، بحسب ما الوصف الذي أطلقته النائبة عن ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، على مساعي إدارة بايدن هاريس في غزة.

تواطؤ في الجريمة

قالت المجلة إن المحتجين على جرائم إسرائيل بذلوا قصارى جهودهم كي يثبتوا حُضورهم وإيصال صوتهم، ولكنهم منعوا من التحدث باسم فلسطين على المنصة الرسمية للمؤتمر، وبحسب صحيفة “واشنطن بوست”، فإن العديد من القادة الديمقراطيين “تخوفوا من منح كلمة رسمية لفلسطين في المؤتمر لئلا تؤثر في الوحدة الاستعراضية للديمقراطيين”.

مع ذلك، عقدت النائبتان إلهان عمر وكوري بوش مؤتمرًا صحفيًا، بحضور اثنين من الأعضاء الأبطال في منظمة أطباء بلا حدود الذين شهدوا على نحو مباشر التوحش الإسرائيلي في غزة، وأعلوا صوتهم خارج مركز المؤتمر الذي لا يحتمل الديمقراطية على منصته.

وقالت إحدى المُحتجات من “أصوات اليهود من أجل السلام”: “من المستحيل من وجهة نظري أن تكون إدارة بايدن قد فعلت كل ما في وسعها لإنهاء الحرب على غزةَ، وهي ترسل المليارات من الأموال والأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل، لافتة إلى أن الصمت عما يحدث في غزة تواطؤ في الجريمة.

حجة واهية

ذكرت المجلة أن منظم نقابي من شيكاغو قال، ردًا على الاتهام الذي وجهَته الشهر الماضي مديرة الاستخبارات الوطنية، أفريل هينز، بأن إيران تشجع الاحتجاجات: “كلامك ليس غريبًا عنك وأنت رائدة ضربات الطائرات المسيرة، وتتحدثِين الآن ضد المتظاهرين الذين يطالبون بوضع حد لذبح المدنيين الفلسطينيين الأبرياء”.

وقالت إحدى عضوات “أصوات يهودية من أجل السلام”، إن “حجة هاريس أمام التيار المناهض للحرب في الحزب الديمقراطي في أنها تخيرهم: “إما أنا وإما دونالد ترامب”، هي حجة واهية ومتعمدة وتستخدمها لغرس الخوف، ولجعل التقدميين والأشخاص ذوي الضمير يتراجعون لأنهم سيشعرون بأنهم منحوا ترامب فرصة للفوز.

ربما يعجبك أيضا