الخلاف بين نتنياهو والجيش الإسرائيلي يتصاعد

متنصلاً من المسؤولية.. نتنياهو يحاول تقويض ثقة الإسرائيليين في الجيش

بسام عباس
بنيامين نتنياهو

تظاهر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مرة أخرى بأنه “مسؤول سياسي”، وهو الوصف الذي تبناه لنفسه لكي يخوض معركة خسيسة مع وزراء حكومته والجيش.

ولكن نتنياهو لن يفوت أي فرصة لتقويض ثقة الجمهور في الجيش الإسرائيلي وتصويره بأنه يرفض إطاعة القيادة السياسية ويسعى إلى تحقيق أجندة مختلفة عن أجندة الحكومة بالكامل.

تحقيق أهداف الحرب

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، في افتتاحيتها الثلاثاء 27 أغسطس 2024، أن نتنياهو كان هدفه، هذا الأسبوع، مهاجمة المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي، دانيال هاجاري، الذي قال في بيان صحفي: “إننا نواصل التزامنا بهدف واحد من أهداف الحرب، إعادة الرهائن، ونحن نواصل العمل من خلال كل الجهود لتحقيق ذلك”.

وتساءلت عن ذلك التجاوز الذي ارتكبه المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي ما دفع برئيس الحكومة لمهاجمته؟ هل كان ذلك بسبب قلقه على الرهائن الذين تخلت عنهم حكومة نتنياهو؟ خاصة بعد مرور نحو 10 أشهر على الحرب الإسرائيلية على غزة والتي لم تحقق أيًّا من أهدافها.

التنصل من المسؤولية

أوضحت الصحيفة، في نسختها الإنجليزية، أن هاجاري بصفته “مسؤولًا سياسيًّا”، انتقد الحكومة الإسرائيلية، مُذكِّرًا بأن الهدف هو هزيمة حماس، إلا أن نتنياهو ألمح إلى أن الجيش كان يروج لهدف “يساري” يتمثل في إنقاذ الرهائن وتقويض الهدف الذي كان نتنياهو وحده ملتزمًا به، وهو هزيمة العدو.

وأضافت أن انتقادات هاجاري هي هجوم آخر في سلسلة طويلة من الهجمات اللفظية على المؤسسة الدفاعية وقادتها، وخاصة وزير الدفاع يوآف جالانت، وإذا كان الهدف هو الدقة فيما يتصل بأهداف الحرب، فلابد من إضافة هدف نتنياهو نفسه، والمتمثل في التنصل من المسؤولية عن مذبحة 7 أكتوبر، ووضعها على عاتق الجيش.

وذكرت أن نتنياهو بذل قصارى جهده لتجنب المحاسبة العلنية، ولهذا السبب سارعت زوجته، سارة، للرد على الرهائن المحررين الذين تجرأوا على اتهام زوجها، فألقت بدورها باللوم على الجيش، وعندما رد الرهائن بأنه “هو المسؤول عن الجيش”، قالت: “عندما لا يخبرونه بأي شيء، فكيف من المفترض أن يعرف؟”

تقويض ثقة الجمهور

قالت الصحيفة الإسرائيلية إن نجل رئيس الوزراء يائير نتنياهو، وهو أحد التروس الرئيسة في آلة “السم”، يحرص على مهاجمة وزير الدفاع ورؤساء مؤسسة الدفاع بينما يروج لنظرية مؤامرة حول الخيانة من الداخل، مشيرة إلى أن عائلة نتنياهو وشبكة الدعاية التابعة له بأكملها عملت بلا كلل لإلقاء اللوم على الجيش في الفشل.

وأضافت أن 7 أكتوبر كان أيضًا فشلًا عسكريًا واستخباراتيًا، ولكن نتنياهو وشركاءه كانوا يحاولون التنصل من مسؤوليتهم باعتبارهم من قادوا البلاد، ونتنياهو مستعد، أثناء الحرب، لإضعاف الجيش وتقويض ثقة الجمهور به وتصويره على أنه ضعيف وخائف من اتخاذ القرارات، و”يساري”، وحتى شريك ليحيى السنوار وحماس.

وأوضحت أن الدولة التي تهتم أولًا بمواطنيها هي دولة قوية واثقة من قدرتها على الدفاع عنهم دون وجود مخاطر وجودية، والحكومة التي تضع ثمنًا لحياة مواطنيها، خوفًا من ارتفاع الثمن في عمليات اختطاف قادمة، تخبرهم بأن هذا هو المستقبل الذي ينتظرهم في ظل حكمها، أنهم سيتنقَّلون من عملية اختطاف لأخرى.

ربما يعجبك أيضا