لقاءات مكثفة بين واشنطن وبكين.. هل تنهي التوترات الدبلوماسية؟

إسراء عبدالمطلب
لقاءات مكثفة بين واشنطن وبكين.. هل تنتهي التوترات الدبلوماسية؟

يُلاحظ المراقبون أن محادثات سوليفان مع المسؤولين الصينيين، التي ستستمر حتى يوم الخميس، تبرز أن بكين ما زالت تشكل أولوية لإدارة بايدن حتى في الأشهر الأخيرة من فترة رئاسته.


يعترف الدبلوماسيون الأمريكيون والصينيون بأن المحادثات بين واشنطن وبكين دائمًا ما تكون معقدة، لكن السياق والتوقيت يظلان جزءً من المعادلة.

وفي محاولة جديدة للتعاون مع الصين في الأشهر الأخيرة من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، وصل مستشار الأمن القومي الأمريكي، جايك سوليفان، إلى بكين يوم الثلاثاء 27 أغسطس 2024، وهي أول زيارة لمسؤول أمريكي في هذا المنصب منذ سنوات، وذلك في إطار مسعى لخفض التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم.

لقاءات مكثفة بين واشنطن وبكين.. هل تنتهي التوترات الدبلوماسية؟

لقاءات مكثفة بين واشنطن وبكين.. هل تنتهي التوترات الدبلوماسية؟

تفعيل الدبلوماسية

حسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تأتي زيارة سوليفان بعد سلسلة من الزيارات التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ووزيرة الخزانة، جانيت يلين، ومسؤولون آخرون، منذ إعادة تفعيل الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين في نوفمبر 2022.

ويُلاحظ المراقبون أن محادثات سوليفان مع المسؤولين الصينيين، التي ستستمر حتى يوم الخميس، تبرز أن بكين ما زالت تشكل أولوية لإدارة بايدن حتى في الأشهر الأخيرة من فترة رئاسته. وقال مسؤول رفيع في البيت الأبيض للصحفيين يوم الجمعة الماضية إن هدف الزيارة هو “تصحيح المفاهيم الخاطئة وتجنب تحول المنافسة إلى صراع”.

قمة بايدن وشي

بدأ سوليفان اجتماعه الخامس خلال أقل من 18 شهرًا مع المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية الصينية، وانج يي، وقبل الاجتماع الأخير، كان قد التقى وانغ في فيينا ومالطا وواشنطن وبانكوك. كان آخر لقاء بينهما في يناير، بعد قمة عالية المخاطر بين الرئيسين شي جين بينغ وجو بايدن، التي كانت تهدف إلى إعادة ضبط العلاقات المتوترة.

ووفقًا لتقارير إعلامية أمريكية، يحاول البيت الأبيض تجنب الربط الصريح بين زيارة سوليفان والانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر، على الرغم من أن التوقيت لا يمكن تجاهله، إذا تمكن سوليفان من تمهيد الطريق لقمة بين بايدن وشي، فإن ذلك قد يكون له تأثير كبير على العلاقة بين البلدين.

لم تسعى واشنطن من الزيارة؟

تشير المجلة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يهدفون إلى تحقيق تقدم إضافي في مجالات التعاون المحددة قبل نهاية ولاية بايدن. في الأسابيع الأخيرة، زار مسؤولون صينيون واشنطن لمناقشة قضايا مثل الفنتانيل، بينما سافر مسؤولون من وزارة الخزانة الأمريكية إلى شنغهاي. من المتوقع أن يقوم جون بوديستا، مبعوث بايدن الدولي للمناخ، بزيارة إلى الصين قريبًا أيضًا.

ورغم الانتقادات الجمهورية لمحادثات إدارة بايدن مع الصين واتهامها بالفشل الدبلوماسي، فقد أثمرت هذه الجهود بعض النتائج الإيجابية للولايات المتحدة، مثل التزام الصين بأهداف مناخية أكثر شمولاً، واتخاذ إجراءات صارمة على مواد الفنتانيل، واستئناف الاتصالات العسكرية بين البلدين. ومع ذلك، لم تحقق الاجتماعات فائدة كبيرة للاقتصاد الصيني، حيث أبقت إدارة بايدن على التعريفات الجمركية التي فرضها سلفه دونالد ترامب وفرضت قيودًا جديدة على صادرات التكنولوجيا.

ماذا تأمل الصين من الزيارة؟

مع توقع تحول محتمل في الرئاسة الأمريكية لصالح كامالا هاريس، تراقب الصين عن كثب التطورات في السياسة الأمريكية. كان الرئيس السابق ترامب قد أشار إلى إمكانية رفع التعريفات الجمركية على السلع الصينية، مما قد يزيد من حدة الحرب التجارية. بينما عزز بايدن التحالفات في آسيا لمواجهة النفوذ الصيني المتزايد، وهو ما أغضب بكين.

وحتى الآن، لم تقدم حملة هاريس الكثير من المؤشرات حول كيفية إدارة العلاقة مع الصين، لكن البيت الأبيض أوضح أن زيارة سوليفان تهدف إلى مواصلة عمل إدارة بايدن، وليس تحديد نغمة للرئيس المقبل.

مكاسب دبلوماسية

بكين قد تسعى من خلال زيارة سوليفان إلى تأمين بعض المكاسب الدبلوماسية قبل احتمالية ولاية ثانية لترامب، وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن الصين ستواصل البناء على الاجتماعات السابقة مع سوليفان وستضغط على واشنطن بشأن القضايا المثيرة للقلق مثل الإجراءات الاقتصادية غير المعقولة ضد الصين.

كما ستعرب بكين عن مخاوفها بشأن قضايا مثل تايوان، وتدعو واشنطن إلى وقف تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية. ومن المتوقع أن تكون التقدمات محدودة، حيث يرى البعض أن إدارة بايدن تستعد للانتخابات القادمة دون تقديم تنازلات كبيرة للصين.

ربما يعجبك أيضا