انتخابات تونس.. محطات مثيرة للجدل بمسيرة «المرشح الإخواني»

رؤية
عبد اللطيف المكي

ينظر العديد من المراقبين والخبراء إلى أن انتماءه لحركة النهضة بنوع من الريبة، خاصة مع الاتهامات التي طالت الحركة بشأن سياساتها وأدائها بعد الثورة.


أيّدت المحكمة الإدارية في تونس، الثلاثاء 27 أغسطس 2024، طعنًا تقدم به السياسي والمرشح المُحتمل للرئاسة التونسية عبداللطيف المكي لخوض غمار الاستحقاق الرئاسي.

وبموجب القرار، سيُسمح للمكي للترشح للانتخابات الرئاسية، وفق ما نقلته وكالة أنباء رويترز عن مصدر قضائي، وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات استبعدت من سباق الانتخابات المقررة في 6 أكتوبر.

خلفية مثيرة للجدل

يثير ترشح عبداللطيف المكي في الانتخابات الرئاسية الكثير من الجدل والنقاشات.

ورغم خلفيته الأكاديمية كطبيب ومساهمته في إدارة الأزمات الصحية، إلا أن مسيرته السياسية تظل محاطة بعدة تساؤلات وانتقادات، خاصة فيما يتعلق بتوجهاته الأيديولوجية.

المكي، الذي ولد في 27 مارس 1962 في القيروان، برز كأحد القيادات في حركة النهضة، التابعة لجماعة الإخوان.

المحطات السياسية

عبد اللطيف المكي اعتُقل للمرة الأولى عام 1987، ثم أُفرج عنه بعد فترة قصيرة واعتُقل مجددًا في التسعينيات، حيث حُكم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات من قبل المحكمة العسكرية وأُطلق سراحه في 2001.

بعد الثورة التونسية في 2011، قاد المكي قائمة حركة النهضة في دائرة الكاف في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي جرت في 23 أكتوبر 2011، وتمكن من الفوز بمقعد في المجلس.

وترأس قائمة النهضة في الانتخابات التشريعية التونسية لعام 2014 عن دائرة الكاف، ونجح في الحصول على مقعد في مجلس نواب الشعب، وفاز أيضًا في انتخابات 2019 عن دائرة تونس.

انتقادات وشكوك

لكن ينظر العديد من المراقبين والخبراء إلى أن انتماءه لحركة النهضة بنوع من الريبة، خاصة مع الاتهامات التي طالت الحركة بشأن سياساتها وأدائها بعد الثورة.

النهضة التي كانت جزءًا من الحكومات المتعاقبة منذ 2011، لم تنجح في تحقيق الاستقرار الاقتصادي أو الاجتماعي المنشود.

الأداء السياسي

منذ بروز المكي كقيادي في حركة النهضة، التي تُعتبر الفرع التونسي، واجه العديد من الاتهامات بشأن مدى استقلالية قراراته السياسية.

خلال توليه وزارة الصحة، لم يكن المكي بعيدًا عن الانتقادات التي طالت أداءه في إدارة الأزمات، حيث واجه انتقادات لاذعة، بسبب ما وصفه البعض بأنه سوء إدارة وتخبط في اتخاذ القرارات، خاصة خلال جائحة كورونا.

مصلحة تونس أم النهضة

لكن ما زاد الطين بلة هو اتهامه بالتأثر بمواقف أيديولوجية ربما تكون قد أثرت على القرارات الصحية المهمة في البلاد.

إضافة إلى ذلك، يُتهم المكي بأنه يستغل موقعه السياسي لخدمة أجندات حركة النهضة، بدلًا من التركيز على تلبية احتياجات الشعب التونسي.

ربما يعجبك أيضا