إذا حاولت الدفاع عن نفسك ستموت.. مأساة قرية فلسطينية بالضفة

عبدالمقصود علي
الضفة الغربية

يعاني الفلسطينيون في قرية “وادي رحال” بالضفة الغربية المحتلة، منذ أن اقتحم مستوطنون إسرائيليون مسلحون، من بؤرة استيطانية قريبة، القرية وقتلوا أحد السكان.

ففي منتصف هذا الأسبوع، امتلأت شوارع قرية وادي رحال بالحجارة وفوارغ الرصاص، وهو ما يشير إلى وقوع هجوم في الليلة السابقة، وفق ما ذكرت مجلة “+972” العبرية اليوم الخميس 29 أغسطس 2024.

وبحسب سكان القرية الفلسطينيين، الواقعة جنوب بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة، فقد دخل نحو 10 مستوطنين إسرائيليين، بعضهم مسلحون، وألقوا الحجارة على السيارات والمنازل، وعندما خرج السكان للدفاع عن أنفسهم، أطلق المهاجمون النار.

وقُتل أحد المواطنين وهو خليل سالم زيادة (47 عاماً)، الذي كان يتنقل بين القدس ووادي رحال، وأصيب أربعة آخرون، وقررت عائلة زيادة دفنه في القرية، وحضر جنازته المئات من أقاربه والأهالي.

وتأتي جريمة قتل زياده بعد أسبوعين فقط من مذبحة في قرية جيت، حيث أشعل المستوطنون النار في المنازل والسيارات وأطلقوا النار على رجل فلسطيني آخر وقتلوه.

وسارع الزعماء السياسيون والأمنيون الإسرائيليون، بمن فيهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والعديد من أعضاء حكومته، إلى إدانة هذا الهجوم ــ ربما نتيجة للتدقيق المتزايد الناجم عن العقوبات الدولية ــ وكتب رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي الشاباك رسالة قاسية أدان فيها “الإرهاب اليهودي”.

ولكن مع اعتقال حفنة فقط من أكثر من 100 من مثيري الشغب، أصبحت كلماتهم جوفاء، واستمر عنف المستوطنين دون انقطاع، تقول المجلة.

وبعد الهجوم الذي وقع في وادي رحال، أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال بياناً زعم فيه أن “فلسطينيين ألقوا الحجارة على مركبة إسرائيلية” وأن ” مواطنين إسرائيليين آخرين وصلوا إلى المنطقة”، قبل أن “يتطور احتكاك متبادل بين الجانبين”.

لكن السكان الذين شهدوا الأحداث يرفضون الادعاء بأن أي عنف من جانب الفلسطينيين سبق عدوان المستوطنين.

وقال منير، أحد سكان القرية، للمجلة: لم يحدث شيء قبل ذلك، ولم تكن هناك أي مشاكل. هم من بدأوا الهجوم، لقد جاؤوا إلى هنا وهاجمونا”.

وبحسب رئيس المجلس القروي حمدي زيادة، فإن قوات الجيش الإسرائيلي استغرقت أكثر من نصف ساعة للوصول إلى مكان الحادث ووقف الهجوم، على الرغم من وجود قوات متمركزة بالقرب من مدخل مستوطنة إفرات.

وأضاف أن المستوطنين جاؤوا من بؤرة جفعات إيتام المجاورة، والتي “يقوم سكانها بمضايقة القرية بشكل يومي”.

وبينما كان القرويون على يقين من أن المستوطنين هم الذين أطلقوا النار عليهم، أعلن الجيش أن قواته “وصلت إلى مكان الحادث وردت بإطلاق النار وسط الفوضى التي نشأت”.

وبحسب محمود زواهرة، وهو ناشط ومقيم في قرية المعصرة المجاورة، فإن وضع الفلسطينيين في هذا الجزء من الضفة الغربية تدهور بشكل خطير منذ بدء الحرب على قطاع غزة في أكتوبر الماضي.

واستغل المستوطنون الإسرائيليون هذه الظروف بشكل كامل، وأوضح زواهرة أن “المستوطنين استخدموا الحرب لتوسيع البؤر الاستيطانية مثل تلك الموجودة بالقرب من وادي رحال ونفذوا المزيد من الهجمات”.

والآن، أصبح الفلسطينيون في المنطقة يخشون بشكل متزايد ما قد يحدث، ويوضح زواهرة “لقد اعتقدنا أنه كلما زاد عدد الأشخاص [عندما يدخل المستوطنون إلى قرية]، كلما انخفضت فرصة مهاجمتهم. لكنهم أطلقوا النار عشوائيًا. إذا حاولت الدفاع عن نفسك ستموت”.

ربما يعجبك أيضا