توغل أوكرانيا في كورسك.. هل يمثل نقطة تحول في الحرب؟

ما هو التأثير الاستراتيجي الذي يمكن أن يتركه الغزو الأوكراني على الحرب؟

بسام عباس
الحرب في أوكرانيا

عبرت القوات الأوكرانية إلى منطقة كورسك الروسية في 6 أغسطس الماضي. وبعد أكثر من 3 أسابيع، احتل الأوكرانيون نحو 500 ميل مربع من الأراضي الروسية. وما زال من غير المؤكد ما إذا كان التوغل سيخلف تأثيرًا استراتيجيًا على المسار العام للحرب.

ومع التركيز الروسي على دونباس، فاجأ الغزو الأوكراني لكورسك الجيش الروسي، فلم تواجه الوحدات الأوكرانية أي مشكلة في عبور الحدود، التي كان يحميها المجندون الروس غير المدربين تدريبًا جيدًا، واستخدم الأوكرانيون طائرات مسيرة لإحداث الفوضى في التعزيزات الروسية المبكرة.

أهمية استراتيجية

قالت مجلة “ناشيونال انترست” الأمريكية إن الحرب البرية بين روسيا وأوكرانيا في عام 2024 اتسمت إلى حد كبير بقدرة الجيش الروسي على تحقيق مكاسب بطيئة ومكلفة، وخاصة في دونباس. وفي فبراير، استولى الروس على أفدييفكا، وهي بلدة ذات أهمية استراتيجية محدودة دفع الآلاف من الجنود الروس حياتهم ثمنًا لها.

وأضافت، في تقرير نشرته الجمعة 30 أغسطس 2024، أن الجيش الروسي واصل الضغط، سعيًا إلى الاستيلاء على مدينة بوكروفسك الأكثر أهمية، وفي حين تتعرض بوكروفسك للتهديد، فمن غير الواضح أن الروس قادرون على تحقيق اختراق.

مكاسب فورية

أوضحت المجلة أن التوغل الجريء في الأراضي الروسية يسفر عن مكاسب فورية لأوكرانيا، فمن الناحية العسكرية، أجبر هجوم أوكرانيا الروس على نقل القوات من القتال داخل أوكرانيا إلى الدفاع عن منطقة كورسك، ويقول قائد الجيش الأوكراني إن الروس نقلوا 30 ألف جندي حتى الآن، رغم أنه لا يبدو أنهم سحبوا وحدات من شأنها تخفيف الضغط على بوكروفسك.

وأفادت بأن التوغل، من الناحية السياسيّة، قدَّم دفعة معنوية للجنود الأوكرانيين وعامة الناس، بعد أن كان في موقف دفاعي إلى حد كبير في عام 2024، أظهر الجيش الأوكراني أنه قادر على الرد، ولقد أثر الهجوم بشكل إيجابي على السرد بين أصدقاء أوكرانيا في الغرب.

موقف بوتين

ذكرت المجلة أن الهجوم أثار قلق الكرملين، الذي سعى إلى التقليل من أهمية الهجوم مع التحذير من أن الأمر قد يستغرق بعض الوقت للتحضير لهجوم مضاد، فيما حدد فلاديمير بوتين موعدًا نهائيًّا في أول أكتوبر لتطهير كورسك، رغم أنه يتجنب إثارة الموضوع، كما يفعل دائمًا مع الأخبار السيئة.

وأشارت إلى أن بوتين بدلًا من ذلك سافر إلى أذربيجان والشيشان وحافظ على جدول أعمال مزدحم بالاجتماعات في محاولة لتصدير شعور عام بعدم وجود أزمة، ومع ذلك فإن هذا لا يخفي حقيقة مفادها أنه للمرة الأولى منذ 80 عامًا، تحتل قوة عسكرية أجنبية أراضٍ روسية.

نقطة تحول

تساءلت المجلة عما سيخلفه الغزو الأوكراني من تأثير استراتيجي على الحرب، لافتة إلى أن القيادة في كييف كانت خجولة بشأن نواياها، في حين صرح مسؤولون أوكرانيون بأنهم لا ينوون ضم الأراضي الروسية، فإن تقديرات وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية تشير إلى أن القوات الأوكرانية تستعد لخطوط دفاعية، ما يشير إلى أنها قد تبقى في روسيا “لبعض الوقت”.

وأضافت أن البعض يعتقد أن التوغل قد يكون نقطة تحول، فإن هذا سيعتمد على القوات الإضافية التي يمكن لجيش أوكرانيا المنهك بالفعل أن يرسلها لعملية كورسك، ويخشى محللون آخرون أن يثبت خطأ هذا التوغل، وأن الروس سوف يطردون القوات الأوكرانية من كورسك، وأن هذه القوات، التي يمكن أن توفر احتياطيًا للعمليات الدفاعية في الداخل، معرضة للخطر.

وأوضحت أنه لا يمكن معرفة كيفية سير المعارك، ولا تزال كييف تحتفظ بخيار الانسحاب، ومن المفترض أن القادة العسكريين الأوكرانيين قد وزنوا المخاطر والتكاليف المحتملة فضلًا عن المكاسب المحتملة قبل شن التوغل، وهذا سيتكشف في الأمد البعيد، حيث يمكن لأوكرانيا وأصدقائها في الغرب أن يستمتعوا ببعض الأخبار الإيجابية من ساحة المعركة.

ربما يعجبك أيضا