كاتب إسرائيلي: نتنياهو هدفه مواصلة الحرب لعقود لبقاء ائتلافه

هل يشكل نتنياهو خطرًا أكبر من الحرب نفسها؟

شروق صبري
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

منذ 7 أكتوبر 2023، أصبح واضحًا أن سياسات نتنياهو أدت إلى تدهور غير مسبوق في إسرائيل. وبينما يتحدث عن النصر القريب، تستمر الحرب دون نهاية، وكل ذلك في سبيل الحفاظ على استمرارية الائتلاف الحكومي، بغض النظر عن العواقب التي تواجه إسرائيل.


تعتبر سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ 7 أكتوبر 2023 سببًا لتدهور الوضع في إسرائيل، حيث يركز في الحفاظ على الائتلاف الحكومي بدلًا من السعي لتحقيق النصر.

وقد أظهرت تصرفاته، مثل التناقض بشأن محور فيلادلفيا، أنه يفضل الاستمرار في السلطة على حساب مصلحة الدولة، كما أن استراتيجيته في الحرب مع غزة وحزب الله وإيران تدل على عدم جديته في تحقيق نتائج فعالة، مما ساهم في تدهور الأمن القومي.

بقاء الائتلاف الحكومي

قال الكاتب بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، بن درور يميني، في مقال له الأحد 1 سبتمبر 2024، تحت عنوان “إسرائيل ببساطة لا تهم نتنياهو”  يُعتقد خطأً أن نتنياهو يفتقر إلى استراتيجية واضحة، لكنه في الواقع يتخذ كل قرار بناءً على سؤال واحد: هل يؤدي هذا القرار إلى إنهاء الحرب وسقوط الائتلاف الحكومي؟ بالنسبة له، الانتصار ليس الهدف، بل الاستمرار في السلطة.

وأشار الكاتب الإسرائيلي إلى أنه يوم 26 أغسطس 2024، أقدم نتنياهو على خطوة مفاجئة بتمرير قرار ضد الانسحاب من محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين)، هذا القرار يتعارض مع اقتراح قدمه نتنياهو للأمريكيين في 27 مايو 2024 وكشف عنه بايدن في 30 مايو، يتضمن البند 15 من هذا الاقتراح انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة في المرحلة الثانية.

محور فيلادلفيا

لفت بن درور يميني، إلى أن نتنياهو كان مترددًا بشأن وقف القتال، ولم يرغب في الكشف عن هذه الوثيقة لوزراء الحكومة، ولكن أكدت مصادر بارزة لصحيفة “يديعوت أحرونوت” أن الوثيقة التي سُربت هي بالفعل الاقتراح الذي قدمه نتنياهو.

والأهم من ذلك، عندما قدم نتنياهو الاقتراح، كان معظم محور فيلادلفيا بالفعل تحت سيطرة إسرائيل، وتم استكمال السيطرة عليه في 29 مايو، مما يوضح أن “الانسحاب الكامل” الذي اقترحه نتنياهو يشمل كل شيء، بما في ذلك محور فيلادلفيا، ولم يكن هناك أي تعارض بين اقتراح نتنياهو وموقف قادة الأمن الإسرائيلي.

الكاتب والصحفي الإسرائيلي بن درور يميني

الكاتب والصحفي الإسرائيلي بن درور يميني

تضارب المصالح وتأثير الحرب

رغم أن القادة الأمنيين يشيرون إلى إمكانية العودة إلى محور فيلادلفيا بعد تحرير الأسرى، نتنياهو رفض الاستماع لهم، في اجتماعه مع عائلات الأسرى، قال بوضوح: “هذا لا يهمني”.

وبينما يتعرض الجنود للقتل والإصابة، والأسرى في حالة حرجة، فإن إسرائيل تستنزف عسكريًا واقتصاديًا، ونتنياهو يستمر في سياسة حرب الاستنزاف المستمرة.

الإصرار على الحرب

إحدى الشهادات التي تعزز هذا التوجه هي تصريح نُشر عن نتنياهو، والذي أكد فيه أن “إسرائيل تخطط للبقاء في غزة لعقود قادمة”، الأمر الذي يُظهر أن استراتيجيته ليست النصر، بل استمرار الحرب.

تُشير تصريحات اللواء المتقاعد إسحاق بريك، الذي التقى نتنياهو عدة مرات منذ بداية الحرب، إلى أن نتنياهو يدرك أن بإمكانه الانسحاب من محور فيلادلفيا، لكنه يفضل الحفاظ على الائتلاف الحاكم على حساب مصلحة الدولة.

تدهور الأمن القومي

هذه الاستراتيجية لا تقتصر على غزة، بل تتجلى أيضًا في تعامل نتنياهو مع تهديدات حزب الله وإيران، فرغم توفر الفرصة لتوجيه ضربة قاسية لحزب الله، اختار نتنياهو الرد بضربة محدودة، ما أدى إلى تجدد الهجمات من الشمال بعد فترة قصيرة.

نتنياهو، الذي رفض التعامل بجدية مع التهديد الإيراني رغم تزايد المخاطر، كان رده متواضعًا وغير مؤثر، نتيجة لذلك، فقدت إسرائيل القدرة على الردع، وأصبحت تنتظر الهجمات بدلًا من تجنبها.

ربما يعجبك أيضا