إسرائيل على حافة عصيان مدني.. تداعيات مدمرة

هل يؤدي العصيان المدني في إسرائيل لتصاعد الأزمة مع غزة؟

أحمد عبد الحفيظ

في ظل أزمة الرهائن بغزة وتصاعد التوترات الأمنية والسياسية، تلوح في الأفق احتمالية اندلاع عصيان مدني واسع النطاق في إسرائيل.
وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” في تقرير لها نشر الأحد 1 سبتمبر 2024، إن عائلات الرهائن المحتجزين في قطاع غزة دعوا لعصيان مدني في إسرائيل للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة رهائن في أسرع وقت.

11 رهينة في أسبوع

خلال أسبوع واحد، عثر الجيش الإسرائيلي على 11 جثمان لرهائن احتجزوا في هجوم 7 أكتوبر داخل قطاع غزة الأمر الذي أثار غضب الشارع الإسرائيلي.
وحمّل عائلات الرهائن نتنياهو المسؤولية كاملة على الإخفاق في الحفاظ على حياتهم بسبب تعنته في دفع المفاوضات ووقف إطلاق النار.

استجابة عسكرية

استجابة الحكومة الإسرائيلية كانت عسكرية في الأساس، مع تنفيذ هجمات على القطاع بهدف الضغط على الخاطفين، إلا أن هذه العمليات العسكرية تسببت في انتقادات واسعة داخليًا، حيث يرى البعض أن التصعيد العسكري سيؤدي إلى تعميق الأزمة بدلاً من حلها، مما قد يزيد من الخسائر البشرية ويؤثر على صورة إسرائيل دوليًا.

في هذا السياق، بدأت تظهر دعوات إلى عصيان مدني، خاصة من قبل منظمات وجماعات حقوقية وشخصيات سياسية معارضة، هدف هذه الدعوات هو الضغط على الحكومة لتغيير سياساتها واعتماد الحلول الدبلوماسية بدلًا من التصعيد العسكري المستمر.

أسباب دعوات العصيان المدني

هناك شرائح واسعة من المجتمع الإسرائيلي التي تعتقد أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو تتبنى سياسات عدوانية تزيد من تأزم الأوضاع، حيث يشعر هؤلاء بأن الحكومة تهمل الخيارات الدبلوماسية وتفضل الحلول العسكرية، مما يؤدي إلى تصاعد العنف وزيادة المخاطر على المدنيين.

كما أن إسرائيل تعاني منذ فترة من انقسام داخلي حول العديد من القضايا السياسية والاجتماعية، ومنها القضية الفلسطينية، و أزمة الرهائن في غزة فتحت بابًا جديدًا للانقسامات، حيث يدعو البعض إلى التفاوض والتعامل بحذر مع الأزمة، بينما يطالب آخرون باستخدام القوة العسكرية القصوى وهذه الخلافات قد تكون بمثابة وقود للعصيان المدني.

يتعرض المجتمع الإسرائيلي لضغوط متزايدة من المجتمع الدولي، الذي يدعو إلى احترام حقوق الإنسان وتجنب التصعيد العسكري، هذه الضغوط قد تدفع مجموعات داخل إسرائيل إلى العصيان المدني كوسيلة للضغط على الحكومة للامتثال للمعايير الدولية.

التداعيات المحتملة للعصيان المدني

في حال تصاعد العصيان المدني، قد يؤثر ذلك على سير الحياة اليومية في إسرائيل، قد يشهد الاقتصاد تراجعًا، خاصة إذا ما امتدت الاحتجاجات إلى قطاعات حساسة مثل النقل والتعليم والخدمات الصحية، الإضرابات والاحتجاجات الجماهيرية يمكن أن تعرقل عمل الحكومة وتجبرها على التعامل مع الأزمة بحذر أكبر.
من المتوقع أن يؤدي العصيان المدني إلى تعميق الانقسامات بين الفئات المؤيدة للحكومة وتلك المعارضة لها، قد تتحول الاحتجاجات إلى صدامات داخلية بين المجموعات المختلفة، مما قد يزيد من حالة التوتر والانقسام داخل المجتمع.
إذا استمرت الاحتجاجات والعصيان لفترة طويلة، قد يهدد ذلك استقرار الحكومة نفسها. الضغط الشعبي المتزايد قد يدفع إلى إعادة النظر في القيادة السياسية أو حتى إجراء انتخابات مبكرة. في الوقت نفسه، فإن عدم القدرة على السيطرة على الاحتجاجات قد يضعف من قدرة إسرائيل على التعامل مع الأزمة الأمنية في غزة.

ربما يعجبك أيضا