بوكروفك تتحول إلى خنادق.. المدينة خاوية مع تقدم الجيش الروسي

«بوكروفك تفرغ وتغلق» المدينة في مرمى نيران القوات الروسية

شروق صبري
الهجوم الروسي على بوكروفك

بوكروفك تُفرغ وتغلق بينما تقترب القوات الروسية. السكان يفرون، والمرافق تُنقل، والقصف يشتد مع تقدم الروس.


في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الروسي تقدمه في شرق أوكرانيا، تقترب قواته من السيطرة على مدينة بوكروفك الاستراتيجية.

وفقًا لوزارة الدفاع البريطانية، أصبحت القوات الروسية على بعد 10 كيلومترات فقط من مركز الإمدادات في بوكروفك. رغم أن التقدم قد يتباطأ عند الاقتراب من المناطق السكنية الأكثر كثافة، فإن السيطرة على المدينة ستكون لها تداعيات كبيرة على الدفاع الأوكراني في باقي منطقة دونيتسك.

الأوضاع الميدانية

في مدينة بوكروفك الشرقية بأوكرانيا، يتغير كل شيء بسرعة مع اقتراب القوات الروسية. كان خباز المدينة، الذي يقضي أيامه في مساعدة السكان على الهروب، يحاول دعم القوات الأوكرانية من خلال تشغيل أفرانه ليلًا. وفق ول ستريت جورنال الأمريكية اليوم الاثنين 2 سبتمبر 2024.

وفي المدينة التي كانت تمتلك سوبر ماركت واحد فقط، تم إغلاق معظم المحلات وتصفية الأرفف من البضائع. وعلى الأطراف، يقوم عمال مناجم الفحم بحفر الخنادق التي تهدف إلى إبطاء تقدم الروس.

بوكروفك، التي كانت تضم 80,000 نسمة، تفرغ تدريجيًا وتغلق أبوابها مع تقدم الروس نحو المدينة. خلال عامين ونصف من الحرب، دمرت روسيا العديد من المدن الأوكرانية، ودخلت جيوشها إلى أنقاض المدن المدمرة التي قصفتها بلا هوادة. بوكروفك هي التالية في هذا المسار.

الهجوم الروسي المتصاعد

كانت أوكرانيا قد سعت لتوسيع هجومها على منطقة كورسك الروسية بهدف تحويل القوات الروسية بعيداً عن شرق أوكرانيا. لكن روسيا زادت من تكثيف هجومها على بوكروفك. بعد زيارة القوات هناك الأسبوع الماضي، وقال القائد العسكري الأوكراني، الجنرال أوليكساندر سيرسكي، إن روسيا “ترمي بكل ما تستطيع من أجل السيطرة على المدينة الاستراتيجية.”

بوكروفك، التي تقع على خط سكة حديد وممرات طرق تستخدمها القوات الأوكرانية لتزويد الجبهات الأخرى، تنتظر الآن نفس مصير المدن الأخرى في مسار روسيا. لا تزال المدينة قائمة إلى حد كبير، رغم أن روسيا كثفت قصفها، بما في ذلك استخدام قنبلة انزلاقية تزن 1,000 رطل في منطقتها الصناعية مؤخراً.

الهجوم الروسي على بوكروفك

الهجوم الروسي على بوكروفك

الإخلاء والإمدادات

يقترب الجنود الروس الآن من بوكروفك، حيث كانوا على بعد 6 أميال فقط من المدينة أمس 1 سبتمبر. إذا استولوا عليها، فسيقتربون من تحقيق هدف الرئيس فلاديمير بوتين في السيطرة على كامل منطقة دونيتسك. إلى الغرب، يقف تمثال للعذراء بجانب لافتة تدل على مدخل المنطقة، المزين بالأعلام الأوكرانية.

من جانبها تزيل السلطات الأوكرانية المعدات من مستشفيات المدينة وتُعبأ مراكزها الثقافية والمدارس، التي جُددت كجزء من برنامج تحديث شامل قبل الحرب. يتم نقل الأثاث واللوحات السوداء وحتى أزياء المسرح إلى مستودعات بعيدة عن خطوط الجبهة لحمايتها من الروس.

الضغوط على السكان

المرضى يتم نقلهم أيضاً إلى مدن أبعد عن القتال. الأسبوع الماضي، نقلت فرق الطوارئ 10 أطفال حديثي الولادة إلى مدينة دنيبرو من عيادة الولادة التي أغلقت الآن. والمستشفى الرئيسي في بوكروفك يحتفظ بطاقم صغير ويستعد لاستقبال جرحى الجنود في الأسابيع القادمة، وفقاً لنائبة العمدة مارغاريتا إدريسوفا.

وتحولت بوكروفك، التي تأسست في القرن التاسع عشر كمركز سكك حديدية للإمبراطورية الروسية، إلى نقطة انطلاق لأولئك الذين يهربون الآن من قوة عسكرية جديدة تحت قيادة موسكو.

أهمية بوكروفك

بوكروفك تلعب دورًا حاسمًا كطريق مرور إلى المدن الأخرى التي تسيطر عليها أوكرانيا في منطقة دونيتسك، مثل كراماتورسك وكوستيانتينيفكا، بالإضافة إلى كونها تربط الطرق إلى أوكرانيا الوسطى. واستيلاء روسيا على المدينة سيقوض بشكل كبير دفاعات أوكرانيا في المنطقة. حسب فاينانشال تايمز البريطانية.

ووفقًا لحاكم المنطقة أوليه سينيهوبوف، استهدفت روسيا منطقة سكنية في مدينة خاركيف، شمال منطقة دونيتسك، ما أسفر عن إصابة ما لا يقل عن 41 شخصاً،. هذا القصف يأتي ضمن تصعيد الهجمات الروسية في الأجزاء الشرقية من أوكرانيا.

تقدم روسي نحو بوكروفك

بعد السيطرة على بلدة نوفوهروديوفكا المحصنة، والتي تقع على بعد 12 ميلاً جنوب بوكروفك، أصبحت روسيا الآن تسيطر على قرية واحدة على الأقل في المنطقة المحيطة. وقد أبلغت مجموعات تلجرام المحلية عن رؤية جنود روس في بلدة سيليدوف، التي تبعد أيضاً 12 ميلاً عن بوكروفك.

لم يسمِّ القائد العسكري الأوكراني، الجنرال أوليكساندر سيرسكي، بوكروفك تحديداً، لكنه وصف الوضع في المناطق الرئيسية للهجوم الروسي بأنه “صعب”. خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، فر آلاف من سكان منطقة بوكروفك من منازلهم، حيث حذرت السلطات المحلية من اقتراب القوات الروسية.

الهجمات الأوكرانية على روسيا

رغم التقدم الروسي في دونيتسك، تواصل أوكرانيا هجومها المفاجئ على منطقة كورسك الروسية، التي بدأت في 6 أغسطس. ورغم الجهود الروسية لصد الهجوم، لم تنجح موسكو في إبعاد القوات الأوكرانية بشكل كبير من كورسك، في جزء بسبب تفضيلها التركيز على دونيتسك.

وفقًا لتقرير معهد دراسة الحرب الأمريكي، فإن القيادة العسكرية الروسية “ممتنعة للغاية عن سحب الوحدات القتالية الفعالة من المناطق الأمامية” حول بوكروفك وتوريستك. رغم ذلك، سحبت روسيا قوات من “المناطق الأقل أهمية” على الجبهات في اركيف وزابوريجيا.

الهجمات بالطائرات المسيرة

في وقت متأخر من عطلة نهاية الأسبوع، شنت أوكرانيا أكبر هجوم بالطائرات المسيرة على الأراضي الروسية. أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 150 طائرة مسيرة استهدفت 16 منطقة روسية في الصباح الباكر.

لم تعلق كييف على الهجوم بعد، لكن الضربة ألحقت أضراراً بالبنية التحتية في روسيا، بما في ذلك حريق في مصفاة نفط في موسكو.

ربما يعجبك أيضا