«صفقة حاسمة».. واشنطن تطرح عرضًا نهائيا لإنهاء حرب غزة

«الاقتراح الأمريكي النهائي» صفقة بين إسرائيل وحماس وسط التوترات

شروق صبري
السنوار وبايدن ونتنياهو

إدارة بايدن تعد وثيقة صفقة نهائية مع حماس وسط ضغوط سياسية في إسرائيل بعد مقتل رهائن.


في الوقت الذي شهدت فيه إسرائيل مظاهرات حاشدة احتجاجاً على مقتل 6 من الرهائن خلال الأسر بغزة، شدد قيادي بارز في حركة حماس على شروط الحركة لإبرام أي صفقة.

و أكد خليل الحية، نائب قائد حماس في غزة، أن عدم انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين)، وممر نتساريم، ومعبر رفح، يعني أنه لن يكون هناك اتفاق. وأشار الحية إلى أن نتنياهو رفض كل مرونة أبديناها بشأن عدد الأسرى الذين يجب الإفراج عنهم يومياً كجزء من الصفقة.

الاقتراح النهائي

وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية اليوم الاثنين 2 سبتمبر 2024، تعمل الإدارة الأمريكية حالياً على إعداد وثيقة “الاقتراح النهائي” لصفقة بين إسرائيل وحماس، بالتعاون مع مصر وقطر.

هذه الوثيقة ستكون الأخيرة ضمن المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة. والتقى الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس الليلة الماضية مع فريق المفاوضات الأمريكي، وأبلغ مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، عائلات الرهائن الأمريكيين بأن أعلى مستويات الحكومة الأمريكية تعمل على إتمام الصفقة.

تطورات المفاوضات

أعلن البيت الأبيض الليلة الماضية أنه عقب مقتل ستة من الرهائن، سيجتمع الرئيس بايدن ونائبته هاريس مع فريق المفاوضات الأمريكي اليوم في إطار جهودهم لتسريع إبرام الصفقة. وفي وقت لاحق، عقد سوليفان اجتماعاً افتراضياً مع عائلات الرهائن الأمريكيين، حيث وصف لهم الجهود الدبلوماسية التي تتم من أعلى المستويات في الإدارة الأمريكية، كما أعرب عن التفاؤل بأن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في محاولة تحرير الـ101 رهينة.

وأثناء الاجتماع، طلبت العائلات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو العمل على إتمام الصفقة لإعادة جميع الرهائن إلى ديارهم. وأعرب سوليفان عن التزامه بالاجتماع مع العائلات مرة أخرى خلال هذا الأسبوع، مع الحفاظ على التواصل المستمر حتى تحقيق النتائج المرجوة.

بايدن ونتنياهو

بايدن ونتنياهو

التحليل الإسرائيلي والدولي

ذكرت مصادر إسرائيلية وأجنبية لصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم، أن المفاوضات تسير بهدوء على الرغم من مقتل الرهائن وقرار المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي المُصغر “الكابينت” الذي صدر يوم الخميس 27 أغسطس 2024 لدعم موقف نتنياهو بعدم الانسحاب من محور فيلادلفيا.

وأوضحت المصادر أن المحادثات لم تصل إلى طريق مسدود، لكنها تواجه صعوبات كبيرة. على الصعيد السياسي، يواجه المسؤولون صعوبة في تقدير كيفية استمرار المفاوضات في ظل مقتل الرهائن والاحتجاجات اللاحقة، ولكن دبلوماسي أجنبي مطلع على المحادثات أعرب عن أمله في أن يتمكن الضغط من إقناع نتنياهو بالمرونة بشأن النقاط الحمراء التي تعرقل التوصل إلى اتفاق مع حماس.

وقال: “على نتنياهو أن يكون أكثر مرونة ويفهم أن الصفقة تتطلب وقف القتال. فقط بهذه الطريقة يمكن الوصول إلى صفقة”.

الانتقادات الداخلية والضغوط السياسية

في مساء أمس الأحد 1 سبتمبر 2024، اجتمع المجلس الأمني-السياسي الإسرائيلي “الكابينيت ” لبحث مسألة طلب وزير الدفاع يوآف جالانت بإلغاء القرار بشأن بقاء قوات الجيش الإسرائيلي في محور فيلادلفيا. خلال الاجتماع، انتقد بعض الوزراء جالانت وطالبوا بفرض عقوبات شديدة على قادة حماس بسبب مقتل الرهائن.

وطلب جالانت من الوزراء بتعديل القرار المتعلق بفيلادلفيا، بهدف تسهيل الإفراج عن الرهائن. وقال: “إذا استمرينا في هذا الاتجاه، لن نحقق أهداف الحرب التي حددناها لأن قرار الكابينيت هو قيد غير ضروري ويأتي في المرتبة الثانية مقارنة بحياة الرهائن”.

محور فيلادلفيا

أضاف جالانت أن اختيار محور فيلادلفيا بدلاً من التركيز على الرهائن هو خطأ كبير، مشيراً إلى أنه إذا انسحب الجيش من المحور في إطار صفقة، يمكنه إعادة السيطرة عليه خلال ثماني ساعات.

وأوضح: “عندما نتخذ قرارات، يجب أن ننظر إلى القيم التي توجهنا. القرار الذي تم اتخاذه يوم الخميس تم تشديده ليشمل البقاء في فيلادلفيا حتى لو كلف حياة الرهائن”.

ردود فعل رئيس الوزراء

رد نتنياهو بأنه لا ينوي التنازل عن قرار البقاء في محور فيلادلفيا حتى بعد الكشف عن مقتل الرهائن، مضيفاً أن التخلي عن الوجود الإسرائيلي على الحدود الجنوبية للقطاع سيؤدي إلى الانسحاب الكامل من القطاع وإعادة حكم حماس، مما سيمكن تهريب الرهائن إلى إيران.

وأكد نتنياهو أنه وافق على المخطط الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة خلال الأشهر الماضية، مضيفاً: “هناك مرونة في المفاوضات، لكن ليس في القضايا الأساسية مثل محور فيلادلفيا، الذي يعد شريان حياة لحماس”.

جلسة الكابينت الإسرائيلي

جلسة الكابينت الإسرائيلي

قتلى مقابل تنازلات

من ناحية أخرى، طالب وزير الأمن القومي إيتامار بن غفير ووزير المالية بسلئيل سموتريتش بتغيير جذري في رد فعل إسرائيل على مقتل الرهائن، بما في ذلك تشريع قانون الإعدام للمسلحين واحتلال أجزاء من القطاع بشكل دائم.

وفقاً لمصادر في الاجتماع، قال وزير العدل يريف ليفين: “لا يجب أن نخلق معادلة قتلى مقابل تنازلات، وقد دعم وزير الخارجية إسرائيل كاتس هذا الموقف”.

ربما يعجبك أيضا