قضية زلزلت فرنسا.. 51 رجلًا يغتصبون امرأة بمساعدة زوجها

51 رجلاً متهمين بالاعتداء على امرأة في فرنسا

شروق صبري
المحاكمة في أفينيون بفرنسا

51 رجلاً في فرنسا يُحاكمون بتهم الاعتداء "الجنسي" على امرأة بعد تخديرها على مدى سنوات.


في قضية صادمة، يُحاكم 51 رجلًا في فرنسا بتهم الاعتداء على امرأة، في جريمة دامت عقدًا من الزمن.

هذه القضية بدأت عندما اكتشفت المرأة، بعد سنوات من المعاناة الجسدية والنفسية، أن زوجها كان يخدرها ويستغلها جنسيًا، بينما كان يدعو آخرين للمشاركة في الاعتداء عليها، مما كشف عن شبكة معقدة من الجرائم.

حياة مأساوية

على مدى سنوات، كانت السيدة تعاني من تساقط الشعر وفقدان الوزن، إلى جانب فقدان الذاكرة ونوبات من التشتت الذهني، مما أثار قلق أسرتها وأصدقائها بشأن احتمال إصابتها بمرض الزهايمر، ولكن في أواخر عام 2020، تلقت خبرًا صادمًا خلال استجوابها في أحد مراكز الشرطة في جنوب فرنسا.

اكتشفت السيدة الفرنسية أن زوجها، دومينيك بيليكو، كان يضيف حبوب النوم إلى طعامها وشرابها لإدخالها في حالة نوم عميق، ومن ثم الاعتداء عليها، ليس ذلك فقط، بل أحضر أيضًا العديد من الرجال إلى منزلها لتصويرهم أثناء الاعتداء عليها، وهي جريمة استمرت لنحو عقد من الزمن.

محاكمة جماعية

أمس الاثنين 2 سبتمبر 2024، بدأت محاكمة 51 متهمًا، بينهم بيليكو، في مدينة أفينيون، في قضية هزت فرنسا وأثارت النقاش بشأن استخدام المخدرات في الاعتداءات الجنسية، والثقافة الأوسع التي قد تسهم في وقوع مثل هذه الجرائم.

المتهمون يمثلون مزيجًا من الطبقات العاملة والمتوسطة في المجتمع الفرنسي، بما في ذلك سائقو شاحنات، جنود، نجارون، وعاملون في مجالات مختلفة، تتراوح أعمارهم بين 26 و74 عامًا.

تواطؤ المجتمع

ووفق صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أمس، فإن معظم المتهمين وجهت لهم تهمة الاعتداء على المرأة الفرنسية مرة واحدة، بينما يُتهم البعض الآخر بالعودة للاعتداء عليها عدة مرات.

الضحية، التي طُلقت من زوجها وغيرت اسمها منذ اعتقاله، الآن في السبعينات من عمرها، وقد أقر طليقها بيليكو، البالغ من العمر 71 عامًا، بجريمته منذ بداية التحقيق، بينما ينكر بعض المتهمين التهم الموجهة إليهم، مدعين أنهم اعتقدوا أن لديهم إذن الزوج وأن الضحية كانت موافقة على تعاطي المخدرات.

أدلة صادمة

عند عرض الصور على الضحية، صُدمت بشدة، لم تتذكر أي تفاصيل عن الاعتداءات التي تعرضت لها، ولا تتذكر سوى جيرانها من بين المعتدين، لم يشك أحد من أفراد أسرتها في أي وقت مضى في تصرفات زوجها، الذي بدا كالرجل المثالي في أعينهم.

التحقيق في القضية سلط الضوء على الواقع الصادم في المجتمع الفرنسي، حيث ادعى بعض المتهمين أنهم كانوا يعتقدون أن الضحية كانت موافقة على تعاطي المخدرات، واعتبروا أن الزوج كان له الحق في تقديم الموافقة بدلًا عنها، وقد أثارت هذه القضية قلقًا بشأن الفهم السائد للموافقة على هذه الأمور الجنسية في فرنسا.

الكشف عن الجرائم

خلال التحقيقات، عثرت الشرطة على 300 صورة وفيديو تظهر امرأة فاقدة للوعي تتعرض للاعتداء من العديد من الأشخاص، إضافة إلى رسائل على تطبيق “سكايب” يفاخر فيها الزوج بتخدير زوجته ودعوة الرجال للمشاركة في الاعتداء عليها.

كما وجدت الشرطة أكثر من 20 ألف فيديو وصورة ضمن مجلد إلكتروني بعنوان “الاعتداء”، وقد أُعيد اعتقال بيليكو بعد شهرين من الاعتقال الأول، ووجهت إليه تهم الاغتصاب المشدد وتخدير زوجته، بالإضافة إلى انتهاك خصوصية أسرته.

التحديات القانونية

القضية أثارت تساؤلات عن كيفية التعامل مع “الجرائم الجنسية” في فرنسا، وفي الوقت الذي يعرّف فيه القانون الفرنسي الاغتصاب كـ”عمل اختراق جنسي” يتم بـ”العنف أو الإكراه أو التهديد أو المفاجأة”.

هناك دعوات من بعض المشرعين لتعديل هذا التعريف ليشمل أي “اعتداء جنسي” دون موافقة واضحة، ويجب أن يكون واضحًا أن الموافقة يمكن سحبها في أي وقت، ولا يمكن أن تُعتبر موافقة إذا كان الاعتداء قد تم باستخدام حالة تؤثر على حكم الشخص.

تعزيز الوعي

بعد الكشف عن الجريمة، بدأت جهود لتعزيز الوعي بين الأطباء والممرضين عن أعراض الاعتداء الجنسي الذي يستخدم فيه المخدرات، وذلك بعد أن عجز الأطباء عن تشخيص الحالة في البداية.

وقد أُنشأت دورات تدريبية للأطباء والممرضين على هذه الأعراض لزيادة الفهم والقدرة على التعرف على حالات “الاعتداء الجنسي”.

ربما يعجبك أيضا