صفقة الرهائن.. ماذا فعلت حماس للضغط على إسرائيل؟

حلفاء إسرائيل ينتقدون موقفها مع تصاعد التوترات في غزة

شروق صبري
بنيامين نتنياهو وجو بايدن

بعد الإعلان عن مقتل ستة رهائن إسرائيليين في غزة، طرأت تغييرات كبيرة على محادثات وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن.


كشفت قناة CNN أن مفاوضات عقد صفقة بين إسرائيل وحماس لوقف القتال، شهدت نقاشات هاتفية بين الأطراف المعنية لبحث كيفية دفع الاتفاق قدمًا.

ولكن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي أكد فيها أن إسرائيل لن تنسحب من ممر فيلادلفيا، أثرت بشكل كبير على سير المحادثات.

موقف إسرائيل المتغير

أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم 3 سبتمبر 2024، أنه عندما أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الاتفاق المقترح في 31 مايو، أعلنت إسرائيل أنها توافق على شروطه التي تشمل انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق السكنية شرقًا.

لم يتضمن الاتفاق الأصلي أي إشارة إلى ممر فيلادلفيا، لكن في الأسابيع التي تلت ذلك، أضافت إسرائيل شرطًا لبقاء قواتها في الممر كشرط أساسي، وركزت المفاوضات الأخيرة على شكل وجود الجيش الإسرائيلي على طول الحدود.

موقف الولايات المتحدة

وجود قوات إسرائيلية دائمة في ممر فيلادلفيا يتعارض مع موقف الولايات المتحدة بشأن مستقبل غزة.

خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن لإسرائيل في أغسطس 2024، أكد أن الولايات المتحدة لن تقبل بـ”احتلال طويل الأمد لغزة” من إسرائيل. وأوضحت مصادر في الإدارة الأمريكية أنها تتوقع انسحابًا كاملًا لإسرائيل من غزة كجزء من أي اتفاق لوقف إطلاق النار دائم.

الردود والمواقف المتباينة

أشار خليل الحية، المسؤول عن المفاوضات من جانب حماس، إلى أنه لن يكون هناك اتفاق إذا لم ينسحب الجيش الإسرائيلي من الممر.

بينما أكد نتنياهو في مؤتمر صحفي أن إسرائيل بحاجة إلى السيطرة على ممر فيلادلفيا، مضيفًا أن السيطرة عليه ضرورية لاستعادة الرهائن وللقضاء على تهديد حماس. قائلا “نحن لن ننسحب من ممر فيلادلفيا”، مؤكدًا أن السيطرة عليه مهمة للغاية لمنع خطر حماس.

تداعيات الموقف الإسرائيلي

التطورات الأخيرة والموقف الثابت لنتنياهو أثرا بشكل كبير على مسار المفاوضات. التوترات بين الأطراف المعنية، بما في ذلك الضغوط الدولية، أظهرت تعقيدات الوضع الحالي وعمقت الانقسامات حول كيفية التعامل مع الأزمة.

على الرغم من محاولات التوصل إلى توافق، تظل الخلافات حول الشروط الرئيسية، مثل السيطرة على ممر فيلادلفيا، عقبة رئيسية أمام تحقيق اتفاق شامل.

المستقبل المجهول للاتفاق

مع استمرار المفاوضات وتزايد الضغوط الدولية، يبدو أن تحقيق اتفاق دائم يتطلب تسوية معقدة حول النقاط الخلافية الرئيسية.

الموقف الإسرائيلي الأخير يشير إلى تحديات كبيرة في تحقيق تسوية نهائية قد تؤثر على مستقبل المنطقة وسلامتها.

حلفاء إسرائيل

قبل تصريحات نتنياهو، عبر حليفان قريبان لإسرائيل عن تزايد الإحباط من مسار الحرب في غزة. فقد انتقد الرئيس بايدن بشدة موقف نتنياهو من الهدنة، قائلاً ببساطة “لا” عندما سُئل عما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يقوم بما يكفي للحصول على صفقة لإعادة الرهائن.

كما أعلنت بريطانيا عن تعليق صادرات بعض الأسلحة إلى إسرائيل، وهو تحوّل كبير في موقفها في ظل الحكومة العمالية الجديدة، بسبب مراجعة قانونية خلصت إلى وجود “خطر واضح” لاستخدام الأسلحة بطريقة قد تنتهك القانون الدولي. حسبما أفادت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أمس 2 سبتمبر 2024.

الحرب النفسية

وسط الحزن، أصدرت حماس مقطع فيديو مدته حوالي دقيقتين يظهر فيه إيدين يروشالمي، أحد الرهائن القتلى في غزة، وهو يناشد نتنياهو للتوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار ويعرب عن خوفه على حياته وسط الضربات العسكرية الإسرائيلية. يعتقد مسؤولون إسرائيليون أن هذه الفيديوهات هي نوع من “الحرب النفسية”.

تجري الأمم المتحدة جهوداً إغاثية واسعة النطاق لمساعدة المدنيين في غزة، حيث وصف مسؤول كبير في الأمم المتحدة الدمار في القطاع بأنه هائل، مع تصاعد الاحتياجات الإنسانية بشكل كبير. وقد وصف ظهور مرض شلل الأطفال في غزة، بعد 11 شهراً من القصف، بأنه مقياس لانهيار المجتمع والبنية التحتية في غزة.

ربما يعجبك أيضا