ممر زنكزور يصنع أزمة بين موسكو وطهران

وسط الانشغال بحرب أوكرانيا.. عودة روسيا إلى جنوب القوقاز

يوسف بنده

إن الروس، من خلال سيطرتهم على هذا الممر، سيمنعون نفوذ الناتو في المنطقة ويتخذون طريق تركيا وأذربيجان وآسيا الوسطى تحت مظلتهم الأمنية.


بعد زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى أذربيجان، الاثنين 19 أغسطس 2024، لا تزال طهران مشغولة بظهور لاعب جديد في منطقة جنوب القوقاز يهدد المصالح الإيرانية.

إذ كانت من قبل، قلقة من الطموحات التركية الداعمة لخطة أذربيجان لتوحيد أراضيها بريًا بتبادل الأراضي مع أرمينيا، حتى جاءت تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، وأثارت المخاوف من جدية فتح ممر زنكزور بين أذربيجان وأرمينيا.

ممر زنكزور يهدد الاستقرار بجنوب القوقاز

تغييرات جيوسياسية

استدعت الخارجية الإيرانية، السفير الروسي لدى طهران، أليكسي ديدوف، أمس الاثنين 2 سبتمبر، وأكد له مساعد وزير الخارجية والمدير العام لأوراسيا، مجتبى ديميرشي لو، معارضة بلاده أي تغيير بشأن الحدود الشمالية.

وحسب تقرير وكالة إيسنا الإرانية، يأتي ذلك عقب ترحيب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بإطلاق ممر زنكزور، الذي يعزل إيران عن أرمينيا، ويفتح طريق بين الأخيرة وجمهورية أذربيجان.

اهمية ممر زنكزور

تعقيب روسي

علقت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على المخاوف الإيرانية، بأن ذلك الممر يمكنه ربط الأراضي الرئيسة لأذربيجان بإقليمها المنفصل جغرافيًا ناخيتشيفان عبر محافظة سيونيك الأرمينية المحاذية للحدود الإيرانية.

وأضافت زاخاروفا: “لقد لمسنا قلق الجانب الإيراني بشأن ممر زنكزور، وعلينا الاتصال بطهران للتوضيح، وموقف موسكو معروف في هذا الشأن معروف، فنحن نتحرك على أساس أن الحل يجب أن يكون مقبولًا لدى أرمينيا وأذربيجان وجيران المنطقة”.

الممر الأوسط 1

عودة لجنوب القوقاز

تحوَّل ممر زنكزور إلى واحد من أكثر القضايا الخلافية بين أرمينيا وأذربيجان منذ حربهما عام 2020، إذ تتهم أذربيجان أرمينيا بالتنصُّل من التزاماتها وفق الاتفاق المبرم بينهما، وتهدد بفتح ذلك الممر بالقوة، وامتد الصراع ليشمل دولًا إقليمية أخرى مثل تركيا وإيران وروسيا.

ويشير المحلل السياسي، سيد علي حسيني، في موقع “تن نيوز”، إلى أن روسيا وسط صعوبة ما تواجهه في حربها ضد أوكرانيا، تعود للاهتمام بمنطقة جنوب القوقاز، من أجل التحكم في ممرات الطريق الأوسط الذي ينقل التجارة بين الشرق والغرب.

وحسب الموقع الإيراني، من الناحية الأمنية، فإن الروس، من خلال سيطرتهم على هذا الممر، سيمنعون نفوذ الناتو في المنطقة ويتخذون طريق تركيا وأذربيجان وآسيا الوسطى تحت مظلتهم الأمنية.

ربما يعجبك أيضا