عاجل| الأسهم الأمريكية تتكبد أعنف خسائر منذ انهيار أغسطس

أحمد السيد
بورصة وول ستريت الأمريكية

مرّت مؤشرات الأسهم الأمريكية، أمس الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، بأسوأ جلسة لها منذ انهيار السوق في 5 أغسطس الماضي، ليهبط مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) بأكثر من 2% بعدما ضربت مخاوف النمو والسياسة النقدية أسعار الأصول الخطرة، مثلما حدث قبل شهر.

كما حدث في أوائل الشهر الماضي، تصدرت شركات التكنولوجيا الكبرى الأسهم المنخفضة، وقاد “إنفيديا كورب” تراجع أسعار أسهم شركات تصنيع الرقائق وفق بلومبرج اليوم الأربعاء 4 سبتمبر 2024.

مؤشرات الأسهم الأمريكية

وانخفضت معنويات السوق بعد أن أظهرت بيانات معهد إدارة التوريدات أن قطاع التصنيع في الولايات المتحدة ظل ضعيفا على الرغم من تحسن طفيف في أغسطس من أدنى مستوى في ثمانية أشهر في يوليو.

أغلق “ستاندرد اند بورز 500” متراجعا بنحو 118.64 نقطة أي 2.10% عند 5529.76 نقطة.

وخسر “ناسداك المركب” 576.06 نقطة، أي 3.25%، ليغلق عند 17137.56 نقطة. وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 618.72 نقطة أو 1.49%، ليغلق عند 40944.36 نقطة.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، إذ هوت أسعار النفط وسط مخاوف بشأن الطلب العالمي الفاتر.

ومرة أخرى، هبط مؤشر التصنيع المراقب عن كثب دون التوقعات. وارتفع “مقياس الخوف” في وول ستريت، وتراجعت عوائد سندات الخزانة، وأبقى المتداولون على رهاناتهم بإجراء الاحتياطي الفيدرالي خفض كبير لسعر الفائدة بمقدار نصف نقطة قبل نهاية العام. وارتفعت قيمة الين.

ومع استقرار توقعات التضخم إلى حد ما، تحول الاهتمام إلى صحة أكبر اقتصاد في العالم، إذ يمكن لعلامات الضعف أن تسرع من وتيرة تيسير السياسة النقدية. يتوقع تجار المقايضة أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بأكثر من نقطتين مئويتين كاملتين خلال الـ12 شهرًا القادمة، وهو ما سيكون أكبر خفض بعيدًا عن انكماش الثمانينيات.

تخفيضات أسعار الفائدة

في حين تميل الأسهم للاستفادة من تخفيضات أسعار الفائدة، فإن هذا ليس هو الحال بالضرورة عندما يسارع الاحتياطي الفيدرالي لمنع حدوث تباطؤ أكبر في الولايات المتحدة.

قال إيان لينجن وفيل هارتمان من “بي إم أو كابيتال ماركتس” (BMO Capital Markets) إن القلق بشأن الارتفاع الأخير في معدل البطالة سيبقي المتداولين “في حالة تأهب” حتى صدور بيانات كشوف الأجور يوم الجمعة.

وقال جيسون برايد ومايكل رينولدز من “غلينميد”: “رغم أن تقرير الوظائف المنتظر هذا الأسبوع ليس العامل المحدد الوحيد، فمن المرجح أن يكون عاملًا رئيسيًا في قرار الاحتياطي الفيدرالي حيال خفض الفائدة 25 نقطة أساس أو 50 نقطة أساس. كما أن الإشارات المتواضعة في تقرير الوظائف لهذا الأسبوع يمكن أن تكون نقطة قرار رئيسية بشأن ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ نهجًا أكثر حذرًا أو جرأة”.

أمّا كالي كوكس من “ريثولتز ويلث مانجمنت” (Ritholtz Wealth Management) فترى أنه بصرف النظر عن الصورة الكلية، هناك أيضًا حقيقة أننا بصدد دخول ما يُرى في الغالب على أنه “وقت عصيب” من العام بالنسبة للأسهم.

بيانات السوق الموسمية

أشارت كوكس إلى أنه “في حين أنه ليس من الضرورة أن يعيد التاريخ تكرار نفسه، فمن الطبيعي الاعتقاد بأن شهر سبتمبر قد يكون متقلباً بشكل خاص. لكن هذا ليس الاستنتاج الذي يمكن استخلاصه من عقود من بيانات السوق الموسمية. بدلاً من ذلك، يجب أن ينصب اهتمامك على سبب كون هذا التراجع (فرصة للشراء، لأن هناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل هنا)”.

وأوضحت أنه بين هذه العوامل: نمو الأرباح، واستعداد الاحتياطي الفيدرالي للبدء في تيسير السياسة النقدية على خلفية التضخم القابل للسيطرة، وحقيقة توافر سيولة ضخمة لدى المستثمرين “والتي يمكن أن تعود من جديد إلى الأسهم”.

انخفض مؤشر “إس آند بي 500” (S&P 500) إلى مستوى 5530 نقطة، وتراجع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 3.1%. وانخفض مؤشر “داو جونز الصناعي” بنسبة 1.5%.

مؤشر راسل 2000

خسر مؤشر “راسل 2000” للشركات الصغيرة 3.1% من رصيده. وتكبد صندوق “فان إك” المتداول لأسهم شركات تصنيع الرقائق “VanEck Semiconductor ETF” البالغة قيمته 22 مليار دولار أكبر انخفاض منذ مارس 2020 مع تراجع سعر سهم “إنفيديا” بنسبة 9.5%. وهوي سعر سهم “بوينغ” بنسبة 8% بعد تخفيض محللين لتوصيتهم تجاه السهم.

هبطت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بمقدار سبع نقاط أساس إلى 3.84%. يقبل عدد قياسي من الشركات الكبرى سوق السندات.

ارتفع سعر الين بعد أن أكد محافظ بنك اليابان كازو أويدا أن البنك المركزي سيواصل رفع أسعار الفائدة إذا كان أداء الاقتصاد والأسعار كما هو متوقع.

ربما يعجبك أيضا