فورين بوليسي: لماذا حزب الله غنيًّا ولبنان فقيرًا؟

عمر رأفت

طرحت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، في تقرير لها، أمس الثلاثاء 3 سبتمبر 2024، سؤالًا مفاده “لماذا حزب الله غنيًا ولبنان فقيرًا؟”.

وقالت المجلة في تقريرها، إن لبنان وإسرائيل على شفا الحرب مؤخرًا، ولكن التوقعات بالتصعيد الكامل كانت بمثابة إنذارات واهية.

أزمة لبنان المالية

أضافت المجلة أن الأزمة المالية التي بدأت قبل حوالي 5 سنوات أدت إلى دفع البلاد، التي كانت في السابق واحدة من أغنى بلدان المنطقة، إلى الفقر المدقع، حيث فقدت الليرة اللبنانية 98 في المائة من قيمتها.

وأوضحت أن الحكومة اللبنانية، انخرطت في الديون، لدرجة أنها لم تبلغ دائنيها أنها لن تكون قادرة على السداد، وأنها ستحاول التفاوض، مشيرة أنه في نفس الوقت، لا ترتبط بنوك حزب الله بالبنوك اللبنانية الأخرى، التي تشكل بدورها جزءاً من النظام المالي العالمي، وطرحت سؤالًا مفاده “هل عانت بنوك حزب الله من عدم ارتباطها بالعالم بهذه الطريقة؟”.

وقالت “فورين بوليسي” إن هناك ما يسمى بـ”بنوك الظل”، لأن الشيء المميز في العمليات المالية لحزب الله هو أنها لا تسجل نفسها كبنوك لدى السلطات اللبنانية، حيث خضعت الذراع المالية لحزب الله، لعقوبات من الولايات المتحدة منذ 2007، لذا فهي ليست جهة فاعلة يرغب أي شخص في النظام المالي الشرعي القائم على الدولار في العالم.

أهمية التعاون مع المصالح الأخرى في لبنان

أوضحت أنه من تلك النتيجة تبرز أهمية التعاون مع المصالح الأخرى في لبنان، لأن حزب الله يدير مكاتب الصرافة، وإن المصالح الأخرى في لبنان التي لديها علاقات أقل عدائية مع الهيئات التنظيمية المالية العالمية لذا تكون في الواجهة بالتعاملات العالمية، وفي نفس الوقت، حزب الله يدير مكاتب الصرافة، ولديه شبكة واسعة من الاتصالات، خاصة بالمصالح الضخمة في العراق وإيران، والتي من خلالها يمكنه الوصول إلى الدولارات.

وأكدت “فورين بوليسي” أنه نظرًا لما سبق، فإن النظام المالي لحزب الله مزدهر، بل أنه قدم الكثير من القروض بالدولارات، ومن يعيش في لبنان يذهب للاقتراض من هناك، حيث أنهم يعملون مثل البنوك.

انهيار النظام المصرفي السائد في لبنان

مع انهيار النظام المصرفي السائد في لبنان منذ 2020، أصبحوا مزودًا رئيسًا للسيولة اليومية نقدًا، وقد أنشأوا أجهزة الصراف الآلي، وأصدروا كميات كبيرة من النقد بالدولار للأشخاص الذين يحتاجونها، لذا من خلال شبكته العالمية، ومن خلال موقعه المعترف به داخل النظام البيئي للقطاع المالي اللبناني، أصبح كل شئ في يد حزب الله.

ووصفت “فورين بوليسي” أن هذا تطور مثير للاهتمام لأن حزب الله كان مشهورًا دائمًا بالطريقة التي بنى بها قبضته على المجتمع في لبنان من خلال توفير الرعاية الاجتماعية، التي تعد تقليدًا راسخًا، كما أنه قويًا للغاية في تطوير الخدمات الطبية وتوفير الرعاية الاجتماعية.

ربما يعجبك أيضا