قمة الصين وإفريقيا.. كيف تغيّر دور بكين في القارة السمراء؟

لماذا تحاول الصين إحياء مبادرة الحزام والطريق مع زعماء أفارقة؟

بسام عباس
الرئيس الصيني شي جين بينغ، يستقبل رئيس زيمبابوي إيمرسون منانجاجوا

اجتمع زعماء ومسؤولون من 50 دولة إفريقية في بكين، الأربعاء، لحضور أحدث منتدى للتعاون بين الصين وإفريقيا، وهي القمة التي تعقد كل 3 سنوات منذ عام 2000، والتقى الرئيس الصيني، شي جين بينج، بأكثر من 12 زعيمًا من الدول الإفريقية، معلنًا عن شراكات ثنائية متطورة.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، إن الصين من خلال تكريم الزعماء الأفارقة واستضافتهم والإعلان عن صفقات استثمارية وشراكات جديدة، تحاول تعزيز نفوذها في التجارة العالمية والجيوسياسية.

قائدة التنمية العالمية

أوضحت مجلة “وورلد بولتيكس ريفيو” الأمريكية، في تقرير نشرته الأربعاء 4 سبتمبر 2024، أن إفريقيا على مدى العقد الماضي أصبحت أبرز مثال على ظهور الصين قائدةً في التنمية العالمية، وكان منتدى التعاون الصيني الإفريقي الحدث الرئيس الذي ألقى الضوء على الدور الجديد الذي تلعبه بكين في القارة.

وأضافت أن الصين، من خلال مبادرة الحزام والطريق، استثمرت مئات المليارات من الدولارات في مختلف أنحاء إفريقيا، معظمها في مشاريع البنية الأساسية التي غيرت المشهد في العديد من الدول، كما قدمت بكين قروضًا ميسّرة ضخمة للدول الإفريقية التي تحتاج إلى مساعدات التنمية بشدة.

ولفتت إلى أن الصين جعلت صفقاتها أكثر جاذبية من تلك التي تقدمها الدول الغربية بعدم إرفاق شروط سياسية، ونتيجة لهذا، أصبحت الصين، بحلول 2016، توجِّه المزيد من الأموال في شكل قروض جديدة إلى إفريقيا مقارنة بالبنك الدولي.

الرئيس الصيني شي جين بينغ يتحدث مع الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا خلال قمة 2018

الرئيس الصيني يتحدث مع نظيره الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا خلال قمة 2018

ساحة منافسة

أوضحت المجلة أن هذا التوجه الصيني نحو إفريقيا أثار مخاوف في الدول الغربية بشأن نفوذ بكين في المنطقة، ما أدى إلى تحويل إفريقيا إلى ساحة لمنافسة القوى العظمى، خاصة مع تنامي التوترات بين الولايات المتحدة والصين في السنوات الأخيرة.

وذكرت أن هذا التوجه الصيني يثير الكثير من الجدل داخل العديد من الدول الإفريقية أيضًا، وذلك لعدد من الأسباب، خاصة المخاوف بشأن جودة ومتانة المشاريع التي أنشئت عبر مبادرة الحزام والطريق، فضلًا عن شروط الصفقات، التي غالبًا ما تكون غامضة، وتمنح بكين القدرة على الوصول إلى الموارد المحلية.

وفي الوقت نفسه، يشكو العمال المحليون في العديد من الدول الإفريقية من اعتماد الصين على العمالة المستوردة في مشاريع مبادرة الحزام والطريق، وعندما تستخدم الشركات الصينية العمالة المحلية، فإن سلامة مكان العمل تصبح في أحسن الأحوال مجرد فكرة ثانوية.

أكثر جاذبية

أوضحت المجلة الأمريكية أن الصين غيرت نهجها في التعامل مع التنمية العالمية، ويرجع هذا جزئيًّا إلى الرياح المعاكسة التي تواجه اقتصادها المحلي، مشيرة إلى أن شي جين بينج لا يزال يرغب في أن تقدم بكين نموذجًا بديلًا للتنمية غير النموذج الغربي.

وأضافت أن واشنطن تنظر إلى نفسها على أنها متأخرة عن بكين من حيث المنافسة في القارة السمراء، إلا أن الولايات المتحدة لا تزال تتمتع بالكثير من الفرص لتقديم نموذجها التنموي على أنه أكثر جاذبية من النموذج الصيني، رغم ما تقدمه بكين من مزايا وفرص أكثر.

ربما يعجبك أيضا