توغل أوكرانيا في كورسك يثير الجدل.. هل خدع الغرب نفسه؟

عمر رأفت
الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك

كشف موقع “ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكي، عن أن بعض أنصار أوكرانيا في الغرب يعتبرون التوغل في مقاطعة كورسك الروسية انتصارًا عظيمًا سيغير بشكل كبير مسار ونتيجة الحرب.

وصف “ريسبونسبل سيتي كرافت” هؤلاء الأنصار بأنهم يخدعون أنفسهم، وفي حين أن الهجوم مبرر قانونيًا وأخلاقيًا، إلا أنه فشل في تحقيق جميع أهدافه الرئيسية، ويتبين بالفعل أنه ألحق أضرارًا جسيمة بموقف أوكرانيا على ساحة المعركة، ولم يحرك غزو كييف لروسيا الإبرة، في حين حققت موسكو مكاسب على جبهات أخرى.

إحراج الرئيس الروسي

لم ينتج عن الهجوم الأوكراني السيطرة على أي منطقة حيوية لروسيا، ويمكن القول إنه أحرج الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكن لا يوجد دليل على أنه هز قبضته على السلطة في روسيا بشكل كبير، ولكن من الواضح أن هذا القرار ربما يكون نجح في رفع معنويات الشعب الأوكراني بشكل عام؛ ولكن كما توضح التقارير الغربية من شرق أوكرانيا، فإنه لم يفعل شيئاً لرفع معنويات القوات الأوكرانية هناك.

ومن المفهوم أن يركزوا على الوضع على جبهتهم؛ وأن هذا الوضع يتدهور بشكل حاد، ويبدو أن هذا يرجع جزئياً إلى تحويل العديد من أفضل الوحدات الأوكرانية إلى الهجوم على كورسك، وأن المجندين الأوكرانيين الجدد غير مدربين بشكل كاف وذوي دوافع ضعيفة.

العكس تمامًا قد حدث

قال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال ألكسندر سيرسكي: “كان أحد أهداف العملية الهجومية في كورسك هو تحويل قوات العدو الكبيرة لأماكن أخرى، وخاصة مثل بوكروفسك وكوراخوف”.

وفي الواقع، يبدو أن العكس تمامًا حدث، وهذا يؤدي إلى تكثيف الانتقادات للرئيس زيلينسكي والقيادة العليا الأوكرانية من قبل الجنود والمواطنين العاديين.

ويتقدم الجيش الروسي بسرعة نحو المركز اللوجستي الأوكراني الرئيسي بوكروفسك، وعلى حد تعبير أحد الأوكرانيين: “لفترة طويلة، وُصف الوضع في دونباس بأنه “صعب، ولكن تحت السيطرة، ومع ذلك، فقد أصبح الآن خارج السيطرة، حاليًا، يبدو أن جبهتنا في دونباس انهارت”.

هزيمة روسيا

أضاف التقرير أن سقوط بوكروفسك يعني أن روسيا تسيطر على كل جنوب دونباس تقريبا، وقد تشن هجوما شمالا ضد المواقع الأوكرانية المتبقية في إقليم دونيتسك الشمالي، أو شرقا، بهدف تقليص الجبهة الجنوبية الأوكرانية بالكامل.

وأشار الموقع إلى أنه إذا أدى التدخل المباشر لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا إلى هزيمة روسيا هناك، فمن المؤكد أنه سيهدد بقاء الحكومة الروسية الحالية، ويبشر بفترة من عدم الاستقرار الوطني العميق والضعف، وربما يؤدي حتى إلى تفكك الاتحاد الروسي، وليس هناك ما يدعو إلى الشك في أن روسيا، في مواجهة هذا التهديد، سوف تصعد بالفعل نحو استخدام الأسلحة النووية، وإن كان ذلك في البداية على نطاق محدود ومحلي فقط.

ربما يعجبك أيضا