بعد تقاربها مع أذربيجان.. مخاوف إيرانية جادة من روسيا

إثارة قضية زنكزور.. روسيا تحافظ على محاصرة إيران

يوسف بنده

إثارة الحديث عن ممر زنكزور في الوقت الراهن، للحفاظ على استمرار محاصرة إيران بالأزمات لتظل هناك حاجة مستمرة لروسيا.


ترتفع وتيرة القلق الذي تبديه إيران من تقارب روسيا مع جارتها الشمالية، بعد الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى أذربيجان، الاثنين 19 أغسطس 2024.

ويتمثل القلق الإيراني في تصريحات وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، الذي تحدث عن توقيع اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا، يسمح للأولى بفتح ممر في محافظة سيونيك التابعة للثانية، وهو ما تعتبره طهران تهديدًا لحدودها الشمالية.

علييف وبوتين1

علييف وبوتين

ارتفاع وتيرة القلق

بعدما أعلنت وسائل إعلام أذربيجانية، عن اتصال هاتفي بين الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء 28 أغسطس 2024، تناول الإشارة صراحة إلى فتح ممر زنكزور، بهدف الربط بين أذربيجان الأم وإقليمها المنفصل جغرافيًا، ناخيتشيفان، الذي يطل على الحدود التركية، وتفصله أرمينيا عن البلد الأم.

وعبر وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، ومنها وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، بلغت طهران رسالة لموسكو شديدة اللهجة بعنوان: “نصيحة للروس بشأن زنكزور: لن يتم إنشاء هذا الممر الوهمي”.

وجاء في رسالة الوكالة الإيرانية: “ينبغي تذكير المسؤولين الروس بعدة أمور: موقف إيران الواضح بمعارضة أي نوع من الممرات مثل ممر زنكزور وغيره، وأن إيران لا تقبل أي تغيير بأي شكل في حدودها وأطرافها الأمنية.

وأضافت: “يبدو أن وزارة الخارجية الروسية واهمة وتعتقد أن من مصلحتها حل مشكلتها مع أرمينيا باستخدام ممر زنكزور الوهمي الذي لن يتم إنشاؤه بالتأكيد بمعارضة إيران، وإن مثل تلك الخطوات التكتيكية يتعارض مع مبادئ العلاقة الاستراتيجية بين إيران وروسيا”.

ممر زنكزور يهدد الاستقرار بجنوب القوقاز

استدعاء السفير الروسي

في خطوة تعبر عن ارتفاع وتيرة القلق الإيراني من الخطوات الروسية، استدعت الخارجية الإيرانية، مساء الاثنين الماضي 2 سبتمبر، السفير الروسي، السفير أليكسي ديدوف.

وحسب بيان الخارجية الإيرانية، أبلغته بـ”ضرورة مراعاة مصالح الأطراف واحترام مبادئ السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول الأخرى”.

اهمية ممر زنكزور

ضغط على طهران

يبدو أن موسكو تسعى للضغط على طهران وسط مخاوف روسية من التقارب الإيراني مع الغرب في ظل وصول حكومة إصلاحية في إيران.

ويعبر إعلان طهران عن التخطيط لقيام الرئيس مسعود بزشكيان بزيارة العراق كأول محطة خارجية له منذ توليه منصبه، عن غضب إيراني من السلوك الروسي، وكذلك إشارة قوية من حكومة الرئيس الإصلاحي لموسكو، بأن روسيا لم تعد المحطة الأولي لأية رئيس إيراني جديد.

ويشير الرئيس السابق للجنة الأمن القومي البرلمانية، حشمت الله فلاحت بيشه، أن الرئيس الروسي يشن هجومًا استباقيًا على إيران لمنعها من تشكيل قنوات اتصال بين الحكومة الجديدة في إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

وحسب منصة صراط الإيرانية، اليوم الخميس 5 سبتمبر، فإن موسكو تراقب المحادثات بين إيران والأطراف الغربية وتعمل على تقويض أية اتفاق للتهدئة بين طهران والغرب.

ما يشير إلى أن إثارة الحديث عن ممر زنكزور في الوقت الراهن، الذي قاتلت إيران لسنوات بالتهديد والتصعيد مع أذربيجان وتركيا لمنع فتحه، هو للحفاظ على وضع طهران تحت رحمة العلاقة مع موسكو، أي المحافظة على استمرار محاصرة إيران بالأزمات لتظل هناك حاجة مستمرة لروسيا.

ربما يعجبك أيضا