لماذا ينبغي لأمريكا التخلي عن هوسها بأن تكون رقم 1؟

عمر رأفت

طرحت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، تساؤلًا حول ماذا يريد البعض قوله للرئيس الأمريكي القادم.

وطلبت فورين بوليسي، أمس الأربعاء 4 سبتمبر 2024، من تسعة مفكرين من جميع أنحاء العالم كتابة رسالة بنصائحهم للرئيس القادم سواء دونالد ترامب أو كامالا هاريس.

الرقم واحد

قالت المجلة إنه لا يمكن إنكار أن المعايير تغيرت الآن، فعلى سبيل المثال ماذا سيحدث للولايات المتحدة حال تخليها عن دورها كرقم واحد في العالم، ماذا سيحدث إذا أصبحت رقم اثنين، ماذا سيحدث للشعب الأمريكي، الإجابة لا شيء على الإطلاق.

لا يوجد أي فرق على الإطلاق في كيفية التعامل مع دول جنوب شرق آسيا وكذلك الصين أو مع أي دولة أخرى، فالولايات المتحدة تأتي إلى جنوب شرق آسيا وتطلب منهم أن يختاروا بينها وبين الصين، مستحضرة أن تلك الدول محصورة بين صراعات وتنافس القوى العظمى.

الشئ الثاني الذي وجهه الخبراء لرئيس الولايات المتحدة القادم هو أن أهم شيء هو رعاية الشعب الأمريكي، خاصة في ظل الصعاب التي يمر بها البعض في المجتمع الأمريكي، وهي التي لا تتناسب مع النجاح المزعوم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية.

المنفعة العالمية

الشئ الثالث، لا يجب السعي دائمًا نحو جميع دول العالم من أجل البحث عن المصالح مع عدد من الدول لتحقيق المنفعة العامة العالمية، فهذا يعد تجاوزًا، بدلًا من ذلك، يجب السعي إلى تحقيق المصالح الذاتية فقط، وكما أشار الخبير الاقتصادي آدم سميث في كتابه “ثروة الأمم”، فإن الطعام على مائدة العشاء يكون موجودًا ليس لأن هناك اعتقادًا أن الجزار أو الخباز أناس جيدون، بل لأنهم يسعون إلى مصالحهم فقط.

وأضافت أنه بمجرد التخلي عن التفكير بكيفية الوصول إلى القمة، فلم يعد من الضروري أن يكون التعامل مع الصين على إنه صدام، وهناك نتيجة مربحة للجانبين ممكنة، حيث تستمر الصين في التربح والطرف الآخر سوف يتمتع بالأمن الاقتصادي.

وأوضحت أنه سيكون هناك أشخاص يصرون على تسمية هذا الوقت الحالي بمثابة تنافس بين الولايات المتحدة والصين بحرب باردة جديدة، وهنا يجب مقاومة هذه النبرة، ففي الحرب الباردة في القرن العشرين بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، حاول الخصم تقديم أيديولوجية ونظام اجتماعي اقتصادي هدد أسلوب حياة الشعب الأمريكي وقوض فكرة الولايات المتحدة عن الحكم، ولكن من ناحية أخرى لا تقترب بكين من هذا الأمر.

ربما يعجبك أيضا