الحروب الحديثة.. هل يمكن التحكم في الذكاء الاصطناعي الفتاك؟

محمد النحاس
الحروب الحديثة..هل يمكن التحكم في الذكاء الاصطناعي الفتاك؟ 

الأمر الأخطر هو تطوير الأسلحة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يجري العمل حالياً على اختبارات تسلح تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها التحكم في "سرب" من الطائرات دون تدخل بشري مباشر


في الوقت الحالي، من السهل جدًا أن تحصل أي جهة أو دولة على خوارزميات التعلم الآلي المتقدمة التي يمكن أن تكون قاتلة. 

خلال مقابلة في برنامج “ذا ديلي” يصف الصحفي التقني بول موزور تجربة مباشرة مع طائرات الدرون (FPV) في أوكرانيا، وفي هذه التجربة، شاهد طائرة ذاتية التحكم تطارد دراجة نارية يقودها مدير تنفيذي لإحدى الشركات، حيث أوضح أن الخطر يكمن في إمكانية تحميل هذه الطائرات بمتفجرات لتحويلها إلى أسلحة قاتلة.

الدرونز تغيّر المشهد

غيّرت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي المشهد العسكري في أوكرانيا وروسيا على حد سواء، حيث أصبحت الطائرات دون طيار جزءًا أساسيًا في عمليات الاستطلاع والهجوم على الأفراد والدروع وحتى المدفعية، بحسب مقال لمجلة “ذا ناشونال إنترست” الأمريكية.

هذه الأسلحة القاتلة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي تهدد بزعزعة استقرار النظام العالمي، إذ تتميز بتكاليفها المنخفضة وتوافر خوارزمياتها بشكل واسع، ما يجعل من السهل على الدول والجماعات غير الحكومية تبنيها، وفق المقال المنشور في 5 سبتمبر 2024.

الاعتماد على الدرونز

ساعدت طائرات الدرونز الأوكرانية في التغلب على النقص الحاد بالذخيرة، حيث نجحت في سد الفجوة بين القدرات العسكرية التقليدية التي تعتمد على المدفعية الثقيلة، وتلك الجديدة التي تعتمد على تكنولوجيا الدرون. 

بينما تكلف المدفعية التقليدية آلاف الدولارات للضربة الواحدة، فإن الدرونات أرخص، ورغم قلة قوتها التدميرية مقارنة بالمدفعية التقليدية، لكنها أثبتت فعاليتها بتكلفتها المنخفضة وقدرتها على الوصول إلى أهداف خارج نطاق المدفعية التقليدية.

أسراب الدرونز

بمرور الوقت، ومع نضوج تكنولوجيا “أسراب الدرونز” التي تسمح للدرونات بالتنسيق والعمل ككيان واحد، ستزداد فاعلية هذه الطائرات، وفق المقال. 

لكن الأخطر هو تطوير الأسلحة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، حيث يجري العمل حاليًا على اختبارات تسلح تعتمد على خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها التحكم في سرب من الطائرات دون تدخل بشري مباشر.

الذكاء الاصطناعي في القيادة العسكرية

على صعيد آخر، تتجه الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة، نحو الاعتماد بشكل أكبر على الذكاء الاصطناعي في أنظمة التحكم والقيادة العسكرية.

ورغم المخاوف من تصعيد غير متحكم فيه قد ينجم عن دمج هذه التقنيات في أنظمة الأسلحة النووية، إلا أن تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي يشير إلى اتجاه لا يمكن تجاهله.

التكنولوجيا الأمريكية، بما في ذلك الطائرات المقاتلة ذاتية التحكم، وإمكانات توجيه الأسلحة من مسافات بعيدة، تمهد الطريق أمام حقبة جديدة من الحروب “المؤتمتة”، هذا التقدم قد يشكل تحديًا للدول غير المقتدرة تقنيًا، ويهدد بتقليل الحواجز أمام الدول الصغيرة أو الجماعات المسلحة للحصول على قوة تدميرية دقيقة.

تنظيم الذكاء الاصطناعي الفتاك

يرى المقال أنه لمعالجة هذه التحديات، يجب على الولايات المتحدة تحديث سياساتها المتعلقة بتصدير البرمجيات المتقدمة، وفرض عقوبات على الجهات غير المسؤولة التي قد تستخدم الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية.

وكذلك، ينبغي إنشاء فرقة عمل حكومية متعددة الوكالات لوضع سياسات دقيقة عن كيفية التعامل مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجالات العسكرية، والتأكد من تطبيقها بشكل فعال.

علاوة على ذلك، يجب على الرئيس الأمريكي إصدار أوامر تنفيذية لمنع الباحثين الممولين من الحكومة من نشر خوارزميات قادرة على تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أسلحة مدمرة دون موافقة من مكتب الأمن الصناعي، ينبغي أيضًا توسيع البنية التحتية البحثية الأمريكية لتسهيل التعاون بين المطورين المحليين مع منع الوصول للأعداء.

ربما يعجبك أيضا